15سنة سجنا لقاتل شاب بعلي منجلي في قسنطينة أصدرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة، أمس الثلاثاء، حكما بالسجن النافذ لمدة 15 سنة، في حق شخص اتهم بالقتل العمدي مع سبق الإصرار ضد شخص آخر بمدينة علي منجلي، و ذلك على إثر خلاف سابق بينهما، حيث حاول ضربه بسكين بغرض الانتقام، ما تسبب في قتله، فيما حكم على متهم ثان بسنتين حبسا نافذا، و ذلك بتهمة الامتناع عن منع جناية. و استنادا لأوراق القضية، فإن الوقائع تعود إلى تاريخ 19 جويلية 2016، ففي حدود الساعة الثامنة مساء من ذلك اليوم، عندما تلقت مصلحة المناوبة المحلية بعلي منجلي بلاغا من أعوان الأمن و الوقاية العاملين بمستشفى علي منجلي، يفيد باستقبال مصلحة الاستعجالات الطبية لشخص، يسمى «م ن» من مواليد 1988، تعرض لاعتداء بالسلاح الأبيض بحي «كوسيدار»، من قبل شخص يدعى «م ع»، حيث أن الضحية كان مصابا على مستوى الرأس، و لكون جرحه خطير، فقد تم تحويله إلى المستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، ليمكث هناك 5 أيام على مستوى مصلحة الأعصاب، قبل أن توافيه المنية يوم 23 جويلية. و في اليوم ذاته قام المتهم الأول «م ع» 25 سنة، بتسليم نفسه إلى مصالح الشرطة بقسنطينة، حيث حول إلى أمن دائرة الخروب، و بسماعه من قبل الضبطية القضائية، صرح أنه بتاريخ الوقائع، في حدود الساعة السابعة مساء، كان برفقة صديقه «ب إ ا « بالقرب من سوق «الرتاج» بعلي منجلي، أين التقيا بالضحية، الذي كلمه قائلا «واش ربحت»، ليتوجه بعد ذلك إلى مقر إقامته، و يحمل سكينا من الحجم الكبير، و يقوم صديقه السالف الذكر بمرافقته، و بعد أن وجدا الضحية، بالمكان المسمى «كوسيدار»، حينها نزل من السيارة رفقة صديقه، و توجها نحوه ، حيث قام بمباغتته و ضربه على مستوى الرأس، فيما تكفل مرافقه بحمايته من محاولة تدخل أصدقاء الضحية، و بعدها لاذا بالفرار على متن نفس السيارة التي حضرا فيها، و هي سيارة والد المتهم الأول، مضيفا أنه و بعد أن تخلص من أداة الجريمة، توجه عند عمته رفقة شقيقه، بمدينة الخروب أين قضيا الليلة هناك، ثم سافرا رفقة ابنة عمتهم إلى مدينة عنابة، التي مكثوا بها أربعة أيام، قبل أن يتلقى اتصالا من أفراد من عائلته، أعلموه بأن الضحية قد توفي، ليقرر العودة إلى قسنطينة، و قام بتسليم نفسه، غير أنه أنكر نيته قتل الضحية، مفيدا بأنه قام بفعلته بدافع الانتقام منه، كون الضحية سبق و أن قام بالاعتداء عليه بالسلاح الأبيض. و خلال جلسة المحاكمة، أعاد المتهم «م ع» سرد الوقائع، مؤكدا بأنه في تلك الليلة، التقى بالضحية الذي قام باستفزازه، و هو الشيء الذي حز في نفسه كثيرا، غير أنه غادر المكان، نحو منزله و حمل معه سكينا و مبلغا من المال، بنية التوجه إلى مدينة عين مليلة، من أجل اقتناء ملابس بغرض إعادة بيعها، و في الطريق التقى بالمتهم الثاني، الذي يعد صديقه، المتعود على مرافقته إلى عين مليلة، غير أنه رفض في هذه المرة، بحجة أنه سيلعب مباراة لكرة القدم، و بعد ذلك التقيا الضحية، الذي عاود استفزازه من خلال توجيه كلام جارح، حينها أوقف السيارة و شرع في البكاء، قبل أن ينزل و يتوجه نحو الضحية و يقوم بتوجيه ضربة إليه نحو الوجه، غير أن تحرك الضحية في آخر لحظة، جعل الضربة تكون في الرأس، مؤكدا بأنه لم يكن ينوي الانتقام أو القتل. أما بالنسبة للمتهم الثاني «ب إ ا» و هو من مواليد سنة 1993، فصرح أمام المحكمة، بأنه التقى بالمتهم «م ع» على متن سيارة « هيونداي أكسنت»، و الذي طلب منه مرافقته إلى مدينة عين مليلة، غير أنه رفض، فتوجها إلى سوق «الرتاج»، و في الطريق شاهدا الضحية جالسا بالمقهى، و قام باستفزاز المتهم، ما جعل هذا الأخير يغضب و يشرع في البكاء و الضرب على مقود السيارة، ثم نزل و توجه نحو الضحية، و قام بضربه على الوجه بواسطة سكين كبير، و بعدها غادر المكان رفقة المتهم على متن نفس السيارة، مؤكدا بأنه بعد الحادثة توجه إلى مدينة القالة، التي مكث بها إلى غاية علمه، بوفاة الضحية، و بأن الشرطة تبحث عنه، ليعود إلى قسنطينة و يسلم نفسه، مؤكدا بأنه لم يكن يعلم بأن صديقه سيقوم بذلك الفعل، كما أنه لم يشاهد السكين، إلا بعد نزول المتهم الأول من السيارة، على حد تأكيده، كما أوضح بأنه لم يتمكن من منعه، و لو استطاع ذلك، لما وصل الأمر لهذه الحال. ممثل النيابة العامة، طالب بإدانة المتهم الأول بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد، و تسليط عقوبة الإعدام في حقه، كما طالب بإدانة المتهم الثاني بجناية المشاركة في القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد، و معاقبته بالسجن المؤبد، فيما أدانت المحكمة المتهم «م ع» بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار، مع إدانة المتهم الثاني بتهمة الإمتناع عن منع جناية.