لا نريد لمفاجأتنا التوقف عند هذا الدور من السيدة الكأس اعتبر رئيس شباب تاقيطونت، سمير بن يوسف، تواجد فريقه ضمن قائمة منشطي الدور الجهوي، الأخير لمنافسة كأس الجمهورية، بمثابة الانجاز التاريخي الذي يسمح بإخراج منطقة تيزي نبشار من دائرة الظل، ولو أنه أبدى الكثير من التفاؤل بخصوص قدرة الشباب على مواصلة المغامرة مع «السيدة المدللة»، وبلوغ الدور 32، رفقة كبار الرابطة المحترفة الأولى. بن يوسف، وفي حوار خص به النصر أمس، أكد بأن منافسة الكأس لم تكن مدرجة في الأهداف التي سطرها المكتب المسير، إلا أن الانطلاقة الموفقة في غمار التصفيات فتحت الشهية، وزادت من تفاؤل الأنصار، بشأن القدرة على تأدية مشوار تاريخي، كما تحدث عن قضية الملعب، وإشكالية الاستقبال بعموشة، إضافة إلى الوضعية المالية ومحطات أخرى، نقف على تفاصيلها من خلال الدردشة. nنستهل هذا الحوار بالاستفسار عن سر التسمية التي يحملها الفريق؟ ليس هناك أي سر، وتاقيطونت هي التسمية القديمة لمنطقة تيزي نبشار، لذا فقد ارتأينا الخروج عن المألوف، وجعل الفريق يمثل منطقة بأكملها، لأن تاقيطونت كانت من أكبر المناطق جغرافيا إبان الحقبة الاستعمارية، وتغيير تسمية النادي كان بتزكية من الجمعية العامة، وهذا الأمر لم يطرح أي اشكال لدى الأنصار، لأننا نحمل راية تمثيل شبان بلدية تيزي نبشار، والفريق كان قد رأى النور سنة 1991، لكنه توقف عن النشاط في فترة معينة، وعند بعثه سنة 2002 كانت هناك استراتيجية جديدة في التسيير، وتواجده في الجهوي الثاني كان منذ 2010، وقد تقمصت ألوانه في صنف الأكابر لمدة 14 موسما، وبعد اعتزالي توليت منصب الرئاسة في صائفة 2016. nوماذا عن المفاجأة التي فجرتموها في منافسة الكأس بالتأهل إلى الدور الجهوي الأخير؟ هذه المفاجأة، جعلتنا نكتب صفحة جديدة في تاريخ النادي، لأنها المرة الأولى التي ننجح فيها في التأهل إلى آخر دور من المرحلة التصفوية لمنافسة كأس الجمهورية على الصعيد الجهوي، والمباراة الأخيرة ضد شباب بئر العرش، كانت بمثابة اختبار تأكيد النوايا، لأن المنافس ينشط في قسم ما بين الرابطات، ويفوقنا من حيث الإمكانيات المادية والبشرية، لكن إصرار اللاعبين على رفع التحدي، ودخول التاريخ كان السلاح الوحيد، الذي بفضله تخطينا هذه العقبة، وليس من السهل التأهل على حساب فريق يفوقك عدة وتعدادا، ولو أن تقدم التصفيات فتح شهية اللاعبين والأنصار على حد سواء، ومغامرة الكأس اصبحت تستهوينا، سيما وأنها مكنت الشباب من حجز مكانة في وسائل الاعلام. nنلمس في كلامكم الكثير من التفاؤل بخصوص باقي المشوار، أليس كذلك؟ الأكيد أن التأهل المحقق على حساب شباب بئر العرش، أعطى المزيد من الثقة للاعبين، بخصوص القدرة على تجسيد حلم الأنصار، بالتواجد في الدور 32 لأول مرة في التاريخ، رغم أن هذا الحلم كان عبارة عن «معجزة»، لكنه بفضل ارادة كافة أفراد أسرة النادي، أصبح قريبا من التجسيد على أرض الواقع، ولم تبق سوى مباراة واحدة تفصلنا عن هذا الانجاز، وبالتالي فلا بد من التفاؤل، ولو أننا ننتظر عملية القرعة للتعرف على منافسنا في الدور الجهوي الأخير، وهذا في وجود فريقين من الرابطة المحترفة الثانية، وهما مولودية العلمة وشبيبة سكيكدة، إلا أننا نبقى الحلقة الأضعف، باعتبارنا نحمل راية تمثيل فرق الجهوي الثاني، رفقة الجار مستقبل بازر سكرة، ومهما كان المنافس ومكانته فإننا سنلعب دون مركب نقص، ونسعى للدفاع عن حظوظنا في التأهل إلى غاية آخر لحظة، لأن عناصرنا تحررت من الضغوطات التي كانت مفروضة عليها، وأصبحت تنتظر مباريات الكأس لصنع أجواء الفرح في المدينة. nهل نصّبتم منافسة الكأس في صدارة أهدافكم هذا الموسم؟ هذا المشوار التاريخي ولد من رحم الأزمة، التي عشناها خلال الصائفة الماضية، لأننا وجدنا صعوبة كبيرة في ضبط التعداد، بسبب عزوف بعض العناصر التي كانت الموسم الفارط، قد تقمصت ألوان الشباب من خارج بلدية تيزي نبشار، وذلك بسبب عدم تلقي المستحقات، فغيّرنا استراتيجية العمل، وهذا بوضع الثقة في شبان البلدية، وتدعيم التعداد ب 8 لاعبين من خارج تيزي نبشار، والتأخر في انطلاق التحضيرت جعلنا نتخذ من مباريات كأس الجمهورية محطة تحضيرية، خاصة وأننا لم نتعود على تجاوز الدور التمهيدي الثاني، لكن المعطيات تغيرت والطموحات كبرت بعد التأهل إلى الدور الثالث، بدخول أندية الهواة وما بين الرابطات غمار التصفيات، لنجد أنفسنا في آخر دور، ونبحث عن تذكرة تاريخية إلى جانب كبار الرابطة المحترفة في الدور 32، وأصبح هذا الهدف في صدارة أولوياتنا. nوماذا عن مشواركم في البطولة والأهداف التي سطرتموها؟ منذ وضع القطار على السكة، كانت الرؤية واضحة بخصوص أهدافنا هذا الموسم، وذلك بالمراهنة على التكوين، من خلال وضع الثقة في المدرب الشاب نورالدين قاصدي، الذي كان قد عمل لسنوات في فئة الأواسط، ثم شغل منصب مدرب مساعد، في الوقت الذي تم فيه ضبط تعداد غالبيته من أبناء البلدية، لأن الهدف المسطر لا يتعدى عتبة ضمان البقاء بكل أريحية، وانطلاقتنا في بطولة الجهوي الثاني لرابطة قسنطينة هذا الموسم، كانت جد متواضعة، وتعكس وضعية النادي، وذلك بتحقيق انتصارين فقط في الجولات الست الأولى من المنافسة، وهي نتائج تؤكد على محدودية التركيبة البشرية، لكن مغامرة الكأس نخوضها بنفس ثان، سيما وأنها مكنت الفريق من كسب قاعدة جماهيرية كبيرة، فضلا عن التفات السلطات المحلية إليه. nوكيف هي الوضعية المالية للنادي؟ الحديث عن وضعية النادي ينطلق من المعاناة الكبيرة، التي نعيشها بسبب الافتقار لملعب يستوفي الشروط، لأن ملعب تيزي نبشار أرضيته ترابية، ومخصص فقط لتدريبات الفئات الشبانية، بينما نستقبل ضيوفنا بعموشة، وهذا كله بسبب توقف أشغال انجاز ملعب جديد، لأن اشكالية طفت على السطح وحالت دون وضع العشب الاصطناعي، رغم أن الأشغال كانت قد انطلقت في سنة 2014، وقد تم في جويلية الفارط فسح الصفقة مع المقاولة التي كانت قد أسندت لها العملية، في انتظار تدخل السلطات الولائية وكذا مديرية الشباب والرياضة لحسم هذا الاشكال، في الوقت الذي لاحت فيه مؤشرات انفراج الأزمة المالية في الأفق، بعد ضخ إعانة من ميزانية البلدية بقيمة 800 مليون سنتيم، وهو المبلغ الذي كان قد جمد السنة الماضية لأسباب إدارية بحتة، وعليه فإننا سيّرنا الموسم المنصرم دون تلقي أي سنتيم من السلطات المحلية، الأمر الذي تسبب في ارتفاع مؤشر الديون، ولم يكن من السهل وضع القطار على السكة خلال الصائفة المنقضية، جراء تراكم الديون، ومع ذلك فإن الثقة المتبادلة بين اللاعبين والطاقم المسير، كانت كافية لتخطي كل المشاكل، فكانت ثمار ذلك مسيرة تاريخية في منافسة الكأس.