العلاقات الجيدة مع الجزائر سمحت بالتحكم في ظاهرة "الحراقة " إعتبر السفير الإسباني بالجزائر «فرناندو موران كالفو دوستيلو»، أن الاندماج المغاربي و تفعيل اتحاد المغرب العربي هي أولوية بالنسبة للإسبان الذين يعتبرون المنطقة استراتيجيه، مضيفا أن «الجزائر بالتحديد تعد البلد الوحيد في العالم الذي تربطنا معه اجتماعات ثنائية رفيعة المستوى»، وقد تم مؤخرا عقد الاجتماع السابع بين الوزيرين الأولين للبلدين ، وينتظر حسب السفير أن يعقد اجتماع لمجموعة «5+5» للفلاحة في ديسمبر المقبل بالجزائر، لتباحث إمكانيات تطوير القطاع وآليات ضمان الأمن الغذائي للشعوب. وقال السفير الإسباني في الشق الاقتصادية ، أن 50 بالمائة من احتياجات إسبانيا من الغاز تأتي من الجزائر، و أن الأزمة الاقتصادية التي مست بلاده كغيرها من دول العالم ، دفعتها لانتهاج برامج قاسية من أجل ضمان أجور العمال وعجلة التنمية، وكان الاعتماد على السياحة أساسيا وتجسد هذا خلال السنة الماضية، إذ استقبلت اسبانيا 78 مليون سائح أجنبي ، أي ما يقارب ضعف السكان ، وهذا ما يعكس وفقه المجهودات المبذولة التي سمحت بتجاوز النقائص وإحداث القفزة النوعية ، وهذا هو المطلوب بالنسبة للجزائريين الذين بوسعهم إيلاء اهتمام أكبر لهذا القطاع الذي يعد أيضا مصدرا ماليا مهما ، مؤكدا أن الإسبان يضعون تجربتهم وخبرتهم تحت تصرف السلطات الجزائرية للاستفادة منها. وأكد السفير الإسباني بالجزائر "فرناندو موران كالفو دوستيلو"، أمس أثناء حضوره لمنتدى جريدة "منبر الغرب" وهذا بميريديان وهران ، أن التعاون الجزائري الإسباني في ما يتعلق بمسألة الحراقة، يسير بصورة جيدة بعد الاتفاقية التي جمعت البلدين منذ سنوات ، مثمنا دور حراس السواحل الجزائريين الذين قال إنهم يبذلون مجهودات كبيرة للحد من وصول قوافل الحراقة للسواحل الإسبانية. وفي سياق متصل، أوضح السفير أن دراسة ملفات طالبي التأشيرة من الجزائريين سيتم في مدة قصيرة مستقبلا، بعد أن يتم دعم مصالح القنصليات الإسبانية بموارد بشرية إضافية لتسهيل العملية، مشيرا أنه في 2018، منحت القنصلية بوهران 80 ألف تأشيرة، وتواصل منح التأشيرات ودراسة الملفات لدرجة أن مصالح القنصلية تعمل حتى في أيام العطل ونهاية الأسبوع. وفي المجال التجاري، أكد السفير أن المبادلات التجارية للسداسي الأول من السنة الجارية 2018، بلغت 7,3 مليار أورو، وبهذا فإسبانيا تحتل المرتبة الثانية في التعاملات التجارية مع الجزائر التي بدورها تأتي في المرتبة الثالثة بالنسبة للإسبان ، أما ثقافيا ، فأوضح أن جامعة وهران تحتفل بالذكرى 50 لافتتاح معهد تعليم اللغة الإسبانية ، إلى جانب معهد سارفانتس الذي لم يغلق أبوابه حتى خلال العشرية السوداء، فالجانب الثقافي حاضر في كل الأوقات من خلال نشاطات منها، التي هي مبرمجة خلال الأيام القادمة، وعلى رأسها الدورة الثالثة لمعاهد اللغة الإسبانية في البلدان المتوسطية التي ستكون في الجزائر العام القادم.