تمكنت مساء أول أمس مصالح الشرطة القضائية بوهران، من الإطاحة بأكبر منظم رحلات الهجرة غير الشرعية «الحرقة» من نوع الرفاهية، ويعرف في وسط الشباب ب «تروبيكو»، حيث كانت مصالح الأمن تراقبه منذ 3 أشهر لتتمكن من توقيفه في عين الترك. حيثيات الإطاحة ب «تروبيكو» تعود لمراقبة محكمة لتحركاته في الفترة الأخيرة ، حيث عندما وصل في آخر رحلة إلى سواحل ألميريا بإسبانيا، تعرض القارب لحادث بعد انفجار المحرك، فأضطر لتركه هناك و الانتقال برا إلى فرنسا ومنها العودة بالطائرة للجزائر ، وواصلت مصالح الأمن عملية المراقبة لغاية وصوله لمطار أحمد بن بلة بوهران، ثم توجهه إلى عين الترك والإشراف على رحلة حرقة أخرى ، ليتم توقيفه متلبسا هناك مع حجز المعدات. ويعرف المدعو «تروبيكو» البالغ من العمر 30 سنة بأنه أكبر منظم لرحلات «الحراقة» من نوع الرفاهية التي يدفع من أجلها الشباب 30 مليون سنتيم كأدنى سعر لحجز مكان في القوارب الفاخرة التي تنقلهم للضفة المقابلة من المتوسط ، وأعلى سعر يتجاوز 50 مليون سنتيم في حالات الاستعجال على المغادرة أو تغيير موعد أحد الحراقة أو ظروف أخرى ، وحسب بعض الشباب الذين إلتقتهم «النصر» فإن «تروبيكو» دائما ينجح في إيصال الحراقة سالمين لهذا فهم يفضلون دفع مبالغ أكثر والوصول بسلام عوض المغامرة في القوارب المطاطية ، وعند الإطاحة بالمسمى «ه،د» تم أيضا حجز قارب طوله 7 أمتار مزود بمحرك بقوة 250 حصان بخاري، حتى يضمن الوصول بسرعة للسواحل الإسبانية ثم العودة لسواحل عين الترك. و افادت بعض المصادر ، أن المعني جمع ثروة سمحت له بفتح «وكالة سياحية» مشكوك فيها و شراء قوارب متنوعة، وسيكشف التحقيق مع الموقوف العديد من الخبايا. للإشارة فإن رحلات «الحراقة» تراجعت في الأسابيع الأخيرة بغرب البلاد نظرا للإطاحة بعدة شبكات لتنظيم رحلات الهجرة غير الشرعية بحرا ، وهذا بعد موجة من القوافل الشبانية التي كانت تغادر التراب الوطني في رحلات «حرقة» منهم من نجا ومنهم من لازالت أمواج البحر ترمي جثتهم ومنهم من تم إنقاذه وإعادته لأرض الوطن.