أمر قاضي محكمة الجنح بجلسة المثول الفوري في عنابة، أمس، بإيداع شابين ضمن شبكة مختصة في تنظيم رحلات الهجرة السرية، الحبس المؤقت عن تهمة تهجير البشر بطريقة غير قانونية، أوقفتهما فرقة الدرك الوطني بحي السانكلو، بناء على تحريات باشرتها المصالح المعنية. و استغلت مصالح الدرك في العملية، تصريحات حراقة أوقفتهم نهاية الأسبوع الماضي لدى محاولة فوج من الحراقة متكون من 17 فردا الإبحار انطلاقا من شاطئ الخروبة، اعترفوا لدى تقديمهم أمام الجهات القضائية بهوية الأشخاص الذين يقفون وراء تنظيم رحلات الهجرة على متن قوارب الصيد، انطلاقا من سواحل عنابة، فيما تجري عملية الملاحقة لتوقيف أشخاص آخرين ينشطون ضمن الشبكة، يتواجدون في حالة فرار. الموقوفان اعترفا بتنظيم الرحلات انطلاقا من شواطئ بلدية عنابة، حيث يقومون بعد ربط الاتصالات و تكوين الأفواج و استلام الأموال بشراء زورق مزودة بمحركات بقوة 40 حصانا بخاريا، إلى جانب توفير كمية البنزين اللازمة للوصول إلى الضفة الأخرى من المتوسط، يتراوح عدد الحراقة في كل زورق ما بين 9 و 18 فردا، حسب حجم القارب، و أضافا بأنهما يتحصلان على أرباح صافية في كل رحلة تصل إلى 60 مليون سنتيم، باحتساب ثمن الزورق و المحرك و المصاريف الأخرى. و كشفت التحريات ضلوع الموقوفان البالغان من العمر 27 و 34 سنة، في تنظيم أغلب رحلات الهجرة السرية في الفترة الأخيرة، انطلاقا من شواطئ عنابة نحو جزيرتي « لمبيدوزا» و « سردينيا» الايطاليتين، بناء على تصريحات الحراقة الموقوفين بعرض المياه الإقليمية. من جهة أخرى، تحركت المصالح الأمنية المشتركة و المكونة من حراس السواحل و عناصر الأمن و الدرك الوطني، لتكثيف دورياتها عبر كامل محيط الشواطئ التي يقصدها الحراقة للانطلاق في رحلاتهم بغرض إجهاضها قبل الإبحار، و منع الأشخاص المشتبه فيهم الاقتراب من أماكن رسو القوارب المرشحة للهجرة غير الشرعية. كما نجحت مصالح الأمن و الدرك الوطني من خلال عدة عمليات، في تشميع ورشة متخصصة في إنجاز قوارب الصيد التقليدية المتواجدة بمنطقة سيدي سالم، و التي تستخدم في تنظيم رحلات الهجرية غير الشرعية. و أشارت مصادرنا إلى وصول قوارب حراقة إلى جزيرة سردينيا الإيطالية، مستغلين استقرار أحوال الطقس يوم إجراء الانتخابات المحلية، محاولين الإفلات من المراقبة مع انشغال المصالح الأمنية بتأمين الموعد الانتخابي. وقد احتجت عائلات حراقة، أول أمس، أمام مدخل المحطة الرئيسية لحرس السواحل بعنابة، للاستفسار عن مصير أبنائهم الذين خرجوا في حرقة للهجرة غير الشرعية على متن قارب خشبي منذ 3 أيام، دون أن تصلهم أي معلومات عنهم، مطالبين بتكثيف جهود البحث عنهم، و ربط اتصالات مع خفر السواحل الإيطالية و التونسية لتقصي معلومات حول مجموعة الحراقة المتكونة من 15 فردا، و التي خرجت من شاطئ سيدي سالم.