سكنات جديدة تشكّل خطرا على قاطنيها بقسنطينة رفضت مديرية توزيع الكهرباء والغاز بقسنطينة، ربط سكنات جديدة بالغاز لعدم احترام المقاولين لشروط السلامة، و ذلك من خلال تشييد عمارات لا تتوفر على شروط التهوية، فيما تظهر إحصائيات عرضتها الشركة أن 95 بالمئة من المنازل بالولاية، لا تستجيب لهذه الشروط، بينما تبيّن أن سخان الماء أصبح الأكثر حصدا للأرواح في حوادث الاختناق. وأكدت تاخريست وهيبة المكلفة بالإعلام على مستوى المديرية، خلال يوم تحسيسي نظم نهاية الأسبوع بجامعة الأمير عبد القادر، أن المؤسسة رفضت منح اعتمادات لوضع الغاز في بعض البنايات الجديدة، لعدم احترام المقاولين لشروط السلامة، من خلال عدم توفير منافذ تهوية وأماكن تمكن من خروج الغاز في حالة تسربه من أحد الأجهزة، مضيفة أن أغلب تلك العمارات تقع في المدينة الجديدة علي منجلي، وهو ما يفسر تصدر هذه المدينة من حيث عدد الضحايا الذين تعرضوا للاختناقات أو التسممات. وأوضحت المتحدثة أنه تم تسجيل رقم هائل منذ سبتمبر الماضي في عدد الضحايا، سواء الذين تعرضوا للإصابات أو الذين توفوا، حيث أحصت المديرية 15 حالة وفاة، 12 منها بسبب الاختناق و3 ناتجة عن الانفجار، أما مجمل الاختناقات المسجلة في ظرف 4 أشهر فقط فبلغت 56 حالة، 32 منها في مدينة علي منجلي و19 بمدينة قسنطينة، وأكدت المكلفة بالإعلام أن عدد الضحايا ارتفع كثيرا مقارنة بالموسم الماضي، فيما تصدر سخّان الحمام قائمة الأجهزة الأكثر حصدا للأرواح عوض المدفأة، إذ بلغ عدد ضحاياه 30، 8 منهم توفوا، فيما تسببت المدفأة في إصابة 18 شخصا فارق اثنان منهم الحياة، أما عدد ضحايا المدخنات الجماعية فبلغ 16 مع حالة وفاة واحدة. وأضافت السيدة تاخريست أنه وخلال عملية طرق أبواب ساكني العمارات بقسنطينة بمشاركة الحماية المدنية، تم التأكد من أن العديد من المواطنين لا يتمتعون بالثقافة الوقائية، كما أن جل الحوادث التي سجلت كانت بسبب إهمالهم معايير السلامة والوقاية، من خلال عدم صيانة الأجهزة وخاصة المدفأة، وهي عملية يتوجب إجراؤها مرة كل سنة، فيما يقوم بها البعض لكن بأنفسهم، عوض الاستنجاد بمختص، كما اتضح خلال عمليات التحسيس عدم توفر معظم البيوت على منافذ خاصة بالتهوية بنسبة تقارب 95 بالمائة. ودعت المكلفة بالإعلام على مستوى مؤسسة «سونلغاز» بقسنطينة، كل المواطنين إلى عدم التكفل بأمور صيانة المدفأة بأنفسهم، و التوجه نحو مختلف مؤسسات الغاز والكهرباء، أين يمكن إرشادهم إلى مختصين معتمدين في أمور الصيانة، مضيفة أن أهم عوامل الوقاية تبقى مراقبة الأجهزة وتوفير التهوية في المنازل. يذكر أن اليوم التحسيسي الذي احتضنته جامعة العلوم الإسلامية الأربعاء الماضي، نظم تحت شعار «معا من أجل شتاء آمن»، استكمالا للبرنامج السنوي الذي تقدمه مديرية التوزيع حول مخاطر تسرّبات الغاز وكيفية الوقاية منها، حيث حضره مختصون في المجال من أجل استهداف الطلبة بمعية ممثلين عن المجتمع المدني و الجامعة والحماية المدنية، بتحسيسهم بخطر غاز أحادي أكسيد الكربون أو «القاتل الصامت» كما يطلق عليه.