قبيلة عبد الفتاح يونس تهدّد بالانتقام إذا لم يكشف عن قاتليه بعد عيد الفطر توعدت قبيلة القائد العسكري السابق لقوات المعارضة الليبية عبد الفتاح يونس الذي قتل في بنغازي في ظروف غامضة، بأن تثأر له بنفسها إذا لم ينشر قادة المعارضة نتائج تحقيق في مقتله بحلول نهاية رمضان. عبد الفتاح يونس الذي كان وزير الداخلية السابق في عهد معمر القذافي والذي انشق عنه في بداية الأحداث، قتل في 28 جويلية الماضي بعد أن استدعاه قادة قوات المعارضة لاستجوابه مما أثار غضب أفراد عائلته وقبيلته، وأكد بعض أولاده المتواجدين مع العائلة في بنغازي أن الموعد النهائي هو بعد عيد الفطر، دون أن يكشفوا على وجه الدقة ما الذي تنوي القبيلة أن تفعله إذا لم تنشر نتائج التحقيق . وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل أبلغ الصحفيين الأربعاء الماضي، أن السلطات ستعتقل القتلة المشتبه بهم عندما لا تتعرض المصالح العليا ل"الثورة" لضرر، مما أثار غضب أنصار يونس، حيث تمثل تلك الجريمة تحديا كبيرا للمجلس الانتقالي وسببت أزمة داخلية بسبب غموض الظروف التي وقعت فيها، والتكتم على منفذيها من قادة المعارضة في الوقت الذي يحاول فيه المجلس إنشاء دولة جديدة وتفادي التصدعات القبلية التي يمكن أن تؤدي إلى زعزعة الاستقرار خاصة مع الانتشار الكثيف للأسلحة. وقال أفراد عائلة يونس الذين يتهمون إسلاميين متشددين بقتله، أن عدم اعتقال المجلس للقتلة المشتبه بهم لمحاسبتهم سيشير إلى اختراقه من طرف متطرفين لهم أجندة خفية في قيادة المعارضة، مؤكدين على ضرورة منع تحوّل "استبداد القذافي إلى استبداد تلك الجماعات الايدولوجية"، لتتحول ليبيا إلى أفغانستان تديرها ميليشيات. أحد أفراد عائلة يونس، قال أن قبيلة العبيدات التي ينتمي إليها اللواء المغتال وحلفاءها وعدوا بالانضمام إلى الخطوط الأمامية ضد المتهمين باغتياله إذا لم ينشر المجلس أسماء المشتبه بهم . وقد اجتمع زعماء القبيلة مع أعضاء اللجنة التي تراقب سير التحقيق، حيث أكدوا أن عيد الفطر هو أقصى ما يمكنهم انتظاره، ورفضوا طلب أحد أعضاء اللجنة بالتحلي بالصبر وإعطاء التحقيق المزيد من الوقت، وقال سعد عبد الله العبيدي وهو شقيق ضابط آخر قتل مع يونس أنه لا يعرف ما سيحدث إذا لم تظهر النتائج بعد عيد الفطر، مضيفا أن شبان قبيلة العبيدات غاضبون جدا ويطلبون معرفة النتائج بأسرع ما يمكن. متحدث باسم المجلس رفض وقوع أعمال عنف وقال أن تحقيقا جنائيا مازال يجري على الرغم من انتهاء تحقيق إداري، مضيفا أن السبب الرئيسي في عدم اعتقال بعض المشتبه بهم هو عدم العثور عليهم، وقال أنه تم التعرف على شخصين نفذا عملية الاغتيال بشكل فعلي لكنهما مازالا هاربين، مضيفا أن التحقيق مستمر وأنه بمجرد انتهائه سيتم إعلان نتائجه . وكان الكثير من المتمردين يشكّون في يونس بسبب صداقته الطويلة مع الزعيم الليبي معمر القذافي، وتقول عائلة يونس أن إسلاميين متشددين يشعرون أيضا بمرارة من علاقات يونس بحلف شمال الأطلسي وبطلبه بدمج كل الميليشيات في جيش المعارضة. وقال أحد أفراد عائلة يونس أنه يتعين حراسة قبر يونس وإغلاقه بالاسمنت بعد محاولة لاستخراج جثته، كما تحث عائلة يونس على دمج التحقيقات الإدارية والجنائية حتى يتم أيضا محاكمة المسؤولين الذين لم يتورطوا في عملية القتل بشكل مباشر. ق و/ وكالات