أعلنت الجزائر أمس مشاركتها في اجتماع مايعرف بمجموعة أصدقاء ليبيا بالعاصمة الفرنسية اليوم والمقرر أن ينظر فيها في ملف إعادة أعمار ليبيا و ما بعد مرحلة القذافي. وقالت وزارة الخارجية في بيان لها أن وزير الخارجية مراد مدلسي سيشارك في الاجتماع الذي يحضره 60 وفدا، ويرأسه مناصفة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي و الوزير الأول البريطاني ديفيد كامرون. وجاءت المشاركة الجزائرية باستجابة لدعوة رسمية من الحكومة الفرنسية كما أعلنت كلا من الصين وروسيا وهي من الدول التي انتقدت التدخل الدولي في ليبيا مشاركتهما أيضا. ومن المقرر أن يشارك الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وكاتبة الدولة الأمريكية للخارجية هيلاري كلينتون إضافة إلى عشرات المندوبين في المؤتمر الذي يهدف لحشد الدعم المالي والتنموي للمجلس الانتقالي. وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن المؤتمر سيضم أكثر من ستين دولة هدفه "إنجاح العملية الانتقالية" وتجنب حصول "إخفاقات" كما حصل في العراق. و تعد المشاركة الجزائرية في اجتماع باريس الأولى من نوعها في مؤتمر دولي حول ليبيا خارج غطاء الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي ، حيث قاطعت كل الاجتماعات التي عقدت تحت مظلة ما يعرف مجموعة الاتصال حول ليبيا سواء بباريس أو لندن والدوحة. و تشكل المشاركة الجزائرية في مؤتمر باريس أهمية كبيرة، بالنظر إلى الأمر يتعلق ببلد مجاور تشترك معه بحوالي 1000 كيلومتر من الحدود البرية غنية بالثروات الطبيعية كالمحروقات والمياه، إضافة إلى روابط بشرية ودينية ناهيك عن مصالح اقتصادية وخصوصا استثمارات شركة سوناطراك. و بالإضافة إلى الضرورات المتعلقة بالأمن القومي، تضع ندوة باريس متخذ القرار في الجزائر في صورة ما يرسم من خطط لمستقبل ليبيا. و يعطي الاجتماع للجانب الجزائري منبر لمخاطبة القوى العظمى التي قادت الحرب على ليبيا لدعم المعارضة المسلحة هناك ،تحت غطاء عربي وأممي و تقديم الرؤية الجزائرية لمستقبل ليبيا ما بعد العقيد القذافي الذي انتهى نظامه عمليا رغم استمرار جيوب المقاومة. و رغم الانتقادات التي تعرضت لها الجزائر بسبب موقفها من النزاع و سعيها لتجنيب ليبيا الغرق في حمام دم، تدرك القوى العظمي أن تقرير مصير البلد دون الجزائر لن يكون له النجاح وان سادة طرابلس الجدد مهما كانت مواقفهم و توجهاتهم ملزمين بالتعامل مع الجزائر ، شرط تحييد المتطرفين الذين يزيدون الأمر سوءا.