انطلقت صبيحة أمس الأول، عبر مختلف شوارع مدينة تيزي وزو، الاحتفالات الرسمية برأس السنة الأمازيغية الجديدة يناير 2969 ، تحت شعار «يناير : مرجع وطني تاريخ وذكرى»، حيث شهدت أزقة عاصمة جرجرة، عدة عروض فنية مختلفة، منها عروض «فرقة إضبالن» الحاضرة بقوة في أعراس منطقة القبائل. الفرقة قدمت مجموعة من الأغاني الفلكلورية التقليدية التي تترجم التراث الأمازيغي، كما تميز الاحتفال بيناير برقصات شعبية و كرنفال «أيراذ» أو الأسد، من تقديم شباب وأطفال ونساء قدموا من مختلف ولايات الوطن، بحضور السلطات المحلية و الولائية، على رأسها والي تيزي وزو عبد الحكيم شاطر الذي أشرف على افتتاح الاحتفالات بدار الثقافة مولود معمري التي تحوّلت صبيحة أمس إلى فضاء تقام فيها الأعراس القبائلية التقليدية، و تم تخصيص المنزل التقليدي «أخامنغ» الذي يتوسط دار الثقافة، لطهي مختلف الأكلات التقليدية التي يتم إعدادها بمناسبة يناير، من بينها طبق الكسكسي بسبعة أنواع من البقول الجافة. وهنأ الوالي الشعب الجزائري عامة، بهذا اليوم الذي أقرّه الرئيس بوتفليقة عيدا وطنيا وعطلة مدفوعة الأجر منذ سنة، معربا عن سعادته بإشرافه على الاحتفال وسط سكان جرجرة. التظاهرة الثقافية التي تنظمّها مديرية الثقافة لولاية تيزي وزو، والمسرح الجهوي كاتب ياسين وملحقة دار الثقافة بعزازقة، بالتنسيق مع الحركة الجمعوية،ستمتد فعالياتها إلى غاية 13 جانفي الجاري، بمشاركة زهاء 35 عارضا، قدموا من مختلف ولايات الوطن، على غرار قسنطينة ، خنشلة، المدية، تلمسان و غرداية، لعرض منتجات كل ولاية التي تمثل التراث المشترك بين الأمازيغيين. وتم بالمناسبة تسطير برنامج ثقافي وفني ثري، يضم عروضا مسرحية وأياما دراسية حول التراث اللامادي الأمازيغي، تكريما للبروفيسور الراحل محند أكلي حدادو، سينشطها كتاب ومختصون في التراث والثقافة و اللغة الأمازيغية ، كما تم تخصيص معارض لمختلف الأكلات والأطباق التقليدية المعروفة بمنطقة القبائل، لاسيما الكسكسي بمختلف أصنافه، على غرار ‹›الكسكسي المصنوع من القمح و الشعير، و كسكسي البلوط، إضافة إلى البركوكس و الخبز التقليدي بالحشائش العطرية. كما يتضمن الاحتفال بيناير معارض للملابس التقليدية و أدوات الزراعة والفلاحة المستعملة قديما من طرف سكان منطقة القبائل، إلى جانب جناح للصور و الكتب الأمازيغية، و المقالات الصحفية. و قالت مديرة الثقافة السيدة نبيلة قومزيان في كلمتها، أن الاحتفال بيناير هذه السنة له طابع خاص، لأنه يصادف الذكرى الأولى بعد تكريسه كعيد وطني وعطلة مدفوعة الأجر من طرف رئيس الجمهورية، وهو تكريس للبعد الثقافي الأمازيغي، ما يعزز الهوية الوطنية. و أضافت أن هذا الحدث الهام ، يحتفل به غالبية سكان شمال إفريقيا، في أجواء من الفرحة والبهجة و التضامن، ويتميز بمختلف الطقوس التي تحييها العائلات وتشترك فيها لتتواصل في ما بينها.