انطلقت أمس، بوسط مدينة قسنطينة، فعاليات الاحتفالات الخاصة برأس السنة الأمازيغية ، ببرمجة معرض للكتاب و عروض فنية و فلكلورية و مسرحية، بالإضافة إلى افتتاح فضاء للصناعات التقليدية، وهي نشاطات أعطى والي الولاية عبد السميع سعيدون، إشارة انطلاقها رسميا خلال كلمة خاصة ألقاها بالمناسبة، وأشار فيها إلى الامتداد الأمازيغي لمدينة سيرتا، ذات الهوية الحضارية الضاربة في عمق التاريخ، مضيفا بأن الاحتفال تأكيد على الانتماء الصادق للأرض و التمسك بمقومات الهوية و التاريخ، كما أنها مناسبة لإحياء الموروث التقليدي. بداية الاحتفالات كانت من قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة الذي عرف تنظيم عرض فلكلوري تراثي لجمعية الفنطازيا و البارود و الكارابيلا، و افتتاح جناح خاص بديكور البيت التقليدي الجزائري لمنطقة غرداية ، بالإضافة إلى معرض للخيمة التقليدية، يبرز تنوع الموروث الحضاري للمنطقة، و يقدم صورة معمقة عن الثقافة الأمازيغية، من خلال عرض نماذج لأشهر المأكولات و استعراض بعض قطع الديكور الداخلي. و يستمر المعرض الذي انطلق أمس، طيلة أسبوع كامل ، كما أكدت ممثلة مديرية الثقافة بالولاية أميرة دليو، و بدوره أشار مدير الثقافة عربي زيتوني، إلى أن برنامج الاحتفال لم يقتصر فقط على قطاعه، بل تم اتخاذ كافة الترتيبات اللازمة ، من أجل توسيع رقعة الاحتفال ليشمل قطاعات أخرى، على غرار التربية و التكوين المهني، مضيفا بأنه تم إضفاء بعد وطني على الاحتفالات ، نظرا لأهمية سيرتا ضمن الخارطة الأمازيغية الجزائرية، بوصفها واحدة من أقدم المدن التي عمرها الأمازيغ في منطقة شمال إفريقيا. وبقصر الثقافة أيضا تشرف مكتبة نوميديا طيلة الأسبوع الجاري، على معرض للكتاب الأمازيغي و يضم أزيد من 300 إصدار، هي باكورة ما تم طبعه و نشره بهذه اللغة على المستوى الوطني، كما أكده مسيرها السيد عبادي خلاف، مضيفا بأن الأعمال المعروضة تتنوع بين الدواوين الشعرية و الروايات و القواميس و كتاب الطفل وحتى الكتب شبه المدرسية و قصص الأطفال و الموسوعات، وتم على هامش المعرض تنظيم جلسة بيع بالتوقيع لكل من الكاتب العربي دحو و الشاعر الحبيب الأوراسي، الذي وقع ديوانه الأخير « فرط الإحساس في شعر الأوراس».ثاني محطات الاحتفال، كانت مسرح قسنطينة الجهوي محمد الطاهر الفرقاني، أين ألقى والي قسنطينة كلمة بالمناسبة، مركزا فيها على أهمية ترسيم الاحتفال برأس السنة الأمازيغية و على العناية التي توليها الدولة الجزائرية لمسعى ترقية كافة جوانب الهوية الوطنية، قبل أن يلقي الكاتب والشاعر العربي دحو،مداخلة حول طبيعة هذه التاريخ وأصل الاحتفال بهذه المناسبة، حيث تطرق إلى الجدل التاريخي حولها وقال بأن أسطورة ششناق بعيدة عن المنطق، مؤكدا على أن أصل الاحتفال هو فلاحي محض، قبل أن يفتح المجال لعرض غنائي أحيته كل من الفنانة القبائلية الكاهنة، و باليه الرقص لمدينة مستغانم، كما عرفت صبيحة أمس برمجة عرض مسرحية من إنتاج ركح قسنطينة الجهوي بعنوان « يناير». و تم بذات المناسبة افتتاح معرض للصناعات التقليدية و الحرف، بمشاركة أزيد من 50 عارضا و عارضة، من ولايات قسنطينة و سيدي بلعباس و تيبازة و بجاية و خنشلة و باتنة . هدى طابي معرض تراثي يبرز عادات و تقاليد الأمازيغ بقصر أحمد باي احتضن أمس المتحف العمومي الوطني للفنون و التعابير الثقافية التقليدية قصر الحاج أحمد باي بقسنطينة، معرضا تراثيا برز من خلاله اللباس التقليدي القبائلي و مختلف الأواني الفخارية و الأدوات المستعملة في الصناعات التقليدية، في إطار فعاليات الاحتفال برأس السنة الأمازيغية 2969 و قد تزينت أروقة القصر بالأزياء التقليدية القبائلية و الشاوية و الأفرشة و مختلف أنواع الزرابي التي تمثل منطقة غرداية و كذا منطقة بابار بخنشلة، و التي نسجتها أنامل سيدات لا يزلن يحافظن على التراث و يجتهدن لنقله إلى الأجيال الصاعدة. كما خصص جناح للأواني الفخارية التي كانت تستعمل قديما، و عرضت القصعة و المطحنة الحجرية التقليدية التي تستعمل في طحن الحبوب ، و مختلف الأدوات القديمة المستعملة في تحويل الحليب إلى لبن و المصنوعة من الطين أو الفخار، ويعرف محليا ب»المازن»، إلى جانب أدوات غزل الصوف، و غيرها. المعرض تضمن أيضا قعدة تقليدية أمازيغية ، و جناحا للحلي الفضية التقليدية، و آخر للكتب التراثية الأمازيغية. فعاليات الاحتفالية تضم أيضا أياما مفتوحة على قاعة المطالعة بمكتبة المتحف و ورشة بيداغوجية للأطفال، خاصة بالمناسبة.