استيراد تجهيزات البحث العلمي يكلّف 500 مليار سنويا أكد أمس المدير العام للبحث العلمي بوزارة التعليم العالي أن تكلفة استيراد تجهيزات البحث العلمي تقدر بخمسمائة مليار سنتيم سنويا، فيما أعلن عن إطلاق برنامج وطني لتطوير الذكاء الاصطناعي والروبوتية. وأوضح مدير البحث العلمي، عبد الحفيظ أوراغ، في تصريح للصحافة على هامش إشرافه على إبرام اتفاقية تعاون بين جامعة الإخوة منتوري ومركز البحث في التكنولوجيات الصناعية، أن مراكز البحث التابعة لوزارة التعليم العالي ليست من مهامها الصناعة، ولكنها تنتج المعرفة التقنية اللازمة للتحكم بأجهزة وآليات جديدة، وهي تقدم، بحسبه، نماذج، لتبقى وظيفة استغلالها صناعيا على عاتق المتعاملين الاقتصاديين والمستثمرين. ونبه محدثنا إلى أن الجامعيين قادرون على مرافقة المتعاملين الاقتصاديين من أجل تصنيع هذه النماذج واستغلال الأبحاث المنجزة في الجامعات، حيث قال إن بعضا منهم قد شرعوا في استغلال نماذج منها في مجالات مختلفة مثل الفلاحة وبعض الصناعات، كما كشف أنه استقبل يوم أمس بقسنطينة أحد الصناعيين المهتمين بالاستثمار في هذا المجال. واعتبر عبد الحفيظ أوراغ أنّ تكلفة 500 مليار سنتيم من التجهيزات التي تستوردها سنويا الجامعات والمراكز كتجهيزات ومواد للبحث تمثل سوقا جيدة للمستثمرين يمكنهم استغلالها بالعمل محليا. من جهة أخرى أعلن المسؤول في نفس اليوم عن اختيار قسنطينة لإطلاق برنامج وطني لتطوير الذكاء الاصطناعي والروبوتية، حيث صرّح لنا أن الوزارة رصدت ميزانية ضخمة للمشروع، حددت بشكل أولي بخمسمائة مليار سنتيم للسنة الأولى من البرنامج. ونبه محدثنا إلى أن الذكاء الاصطناعي قد أصبح علما إستراتيجيا بالنسبة للدولة، حيث «ستُسخّر جميع الموارد البشرية والمادية اللازمة في كل من مجال الاجتماعية والتكنولوجية وغيرها في سبيل تجسيده على أرض الواقع لتكون الجزائر في طليعة المتحكمين في هذه التكنولوجيات الجديدة»، مثلما قال. وتحدث أوراغ خلال إشرافه على إبرام الاتفاقية عن الخطر الذي يتهدد البلدان اليوم بسبب تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي والضرورة الملحّة للتحكم فيها وتطويرها، كما نبه أنّ الغوص فيها لا يقتصر على العلوم التكنولوجية، وإنما يتعداه إلى العلوم الاجتماعية والنفسية، بعد أن جعل الذكاءُ الاصطناعي الآلاتَ تستقلّ بنفسها لدرجة أصبحت معها تتواصل مع بعضها دون الحاجة إلى التدخل البشري، في حين نبه إلى ضرورة الابتعاد عن التكوين النظري في الجامعات، خصوصا في مرحلة الماستر والتركيز على إيجاد حلول فعلية وواقعية وابتكار تكنولوجيات جديدة. سامي .ح