إنطلقت صبيحة الخميس الماضي عملية معاينة بئر ومغارة كاف السنون ببلدية بوخضرة، وذلك لإستخراج رفات عدد من الشهداء كانوا قد دفنوا في هذه البئر أثناء الثورة، وظل مكان إستشهادهم في طي الكتمان إلى غاية 1957، حين إكتشفهم أحد المجاهدين بالصدفة. وجاءت عملية البحث والتنقيب بعد موافقة وزارة المجاهدين، بحيث أمر والي تبسة بتشكيل لجنة مكونة من ممثلين عن السلطات المدنية والأمنية والأسرة الثورية، لحفر هذه البئر والبحث عن الشهداء وإعادة دفنهم مجددا، وسخرت الحماية المدنية لولاية تبسة من جهتها، عتادا ثقيلا تابعا لمديرية الأشغال العمومية ومنجم بوخضرة لولوج هذه البئر، كما سخرت فرقة من عناصر الإنقاذ والتسلق في الأماكن الوعرة، وخلال اليوم الأول تم حفر 13 مترا على أن تستمر عملية الحفر في الأيام اللاحقة. للتذكير كانت وزارة المجاهدين قد وافقت على إعادة دفن رفات عدد من الشهداء حسب ما تناولته جريدة النصر قبل أسابيع، وذلك بعد المطالبات المتكررة للأسرة الثورية ودعواتها بالبحث داخل هذه البئر الشبيهة بالمغارة، وإستخراج رفات وتحويلها إلى مقبرة الشهداء، غير أن هذه العملية تتطلب بعض المختصين والوسائل الكاشفة للقنابل والألغام وكذا بعض التدابير الأمنية، وهو ما تم لاحقا بالتنسيق مع القطاعات ذات الصلة، ولا يستبعد مصدرنا إعادة دفن كل رفات في مقبرة للشهداء بمناسبة الإحتفال باليوم الوطني للشهيد، مع العلم أن عددهم يقارب 23 شهيدا، فيما لا تستبعد المصادر أن يكون عددهم أكثر من ذلك بكثير.