خبراء المكتب الدولي يناقشون آليات التشغيل المستدام بقالمة ناقش خبراء المكتب الدولي للشغل، أمس الأربعاء، آليات التشغيل بولاية قالمة في لقاء جمعهم بوالي الولاية، مدراء القطاعات المعنية بالتكوين و دعم الشغل و الاستثمار المنتج للثروة و مناصب العمل المستديمة. و قال الخبراء، بأن ولاية قالمة تتوفر على إمكانات اقتصادية كبيرة، تسمح لها بالتوجه نحو مستقبل جديد في مجال محاربة البطالة و استقطاب الكفاءات و القدرات البشرية الهائلة التي تتخرج كل سنة من الجامعة و مراكز التكوين المهني، داعين إلى التفكير الجدي في تغيير أنماط التشغيل السائدة و البحث عن بدائل جديدة من خلال تثمين الأفكار و المبادرات الجيدة للخروج من النمط الكلاسيكي المعتمد على مكاتب التشغيل و وكالة أنساج و صندوق التأمين عن البطالة كناك و وكالة القرض المصغر «أنجام» و عقود التوظيف المؤقت. و عقد اللقاء تحت شعار «الوظيفة الخضراء» بمشاركة قطاعات الغابات و الزراعة و التكوين المهني و الجامعة و مديرية التشغيل و الجمعيات المهنية التي تمارس نشاطات على صلة بالاقتصاد الأخضر المستديم، الذي تعول عليه الجزائر كثيرا لمواجهة البطالة وسط الشباب و خاصة المتخرجين من الجامعات و مراكز التكوين المهني. و قدمت محافظة الغابات مشروعا واعدا لإنتاج الوظائف المستدامة بالقطاع، من خلال حث الشباب على الاستثمار في شعبة الزيتون التي تعد المجال الملائم للوظيفة الخضراء المستدامة و يهدف المشروع الذي نال اهتمام خبراء المكتب الدولي للشغل، على تلقيم 900 هكتار من شجرة الزبوش و تحويلها إلى شجرة زيتون منتجة و قالت المحافظة، بأنه سيتم توزيع 5 هكتارات من غابات الزبوش على كل شاب و مساعدته على تلقيمها، من خلال التكوين و الدعم المادي و المرافقة إلى غاية دخول الحقل مرحلة الإنتاج. و أكدت محافظة الغابات، على أن المساحة الغابية بقالمة، تغطي 31 بالمائة من إقليم الولاية و هي تتوفر على عدة أصناف نباتية قابلة للاستثمار المنتج للثروة و مناصب العمل، على غرار الزيتون و الفلين و الكاليتوس و النباتات العطرية المنتجة للزيوت الطيارة، التي تدخل في صناعة مواد التجميل و العطور و بعض المنتجات الصيدلانية ذات الأهمية الاقتصادية الكبيرة. و قد أبدى خبراء المكتب الدولي للشغل اهتماما كبيرا بالبرنامج الذي قدمته محافظة الغابات بقالمة و وعدوا بدعمه و مرافقته حتى يصل إلى مرحلة إنتاج الثروة و الوظائف المستدامة، مؤكدين على أن الولاية ذات الطبيعة الغابية و الزراعية قادرة على الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر في غضون سنوات قليلة، من خلال الاستثمارات الصغيرة في الغابات و الفلاحة و استرجاع النفايات. و في هذا الإطار، قال مدير المركز التقني لردم النفايات، بأن مؤسسته تقود اليوم مشروع الاقتصاد الأخضر، من خلال التشجيع على جمع النفايات و تشجيع المبادرات الرامية إلى إنشاء وحدات صغيرة لاسترجاع مختلف أنواع النفايات و تحويها إلى مواد مصنعة. و قال رئيس جامعة 8 ماي 45 بقالمة الدكتور صالح العقون، بأن الجامعة تخوض اليوم تجربة رائدة مع المكتب الدولي للشغل و هي تتوجه بقوة نحو تشجيع المبادرات الهادفة و حث الطلبة المتخرجين على التحلي بروح المبادرة و الفكر المقاولاتي لإيجاد فرص عمل مستديمة. و من جهته أشاد والي قالمة كمال عبلة، بالاهتمام الذي يوليه المكتب الدولي للشغل لولاية قالمة، من خلال العمل المتواصل مع الجامعة و قطاعات التكوين و التشغيل و الغابات و الزراعة و التكوين المهني و أجهزة دعم التشغيل، مؤكدا على أن قالمة تملك كل المؤهلات التي تسمح لها باستغلال الثروة الطبيعية الهائلة و تحويلها إلى طاقة منتجة للثروة و مناصب العمل المستديمة، داعيا كل القطات و الهيئات المحلية و الجمعيات، لمواصلة العمل الجاد و دعم المبادرات الهادفة و وضع حد لكل الممارسات البيروقراطية التي تعرقل العمل و تجهض الأفكار و المشاريع المميزة.