يعتبر عالم الشغل من أهم انشغالات الشباب فور تخرجه من الجامعة رغبة في الحصول على وظيفة، وعلى هذا الأساس نظم مؤخرا بكلية الإعلام والاتصال ندوة وطنية حول تشغيل الشباب والاتصال في الجزائر، أشار من خلالها الخبراء إلى استراتيجية “الوظائف الخضراء” الفاعلة، للقضاء على البطالة وتوفير مناصب شغل. يرى الدكتور مهدي شريف قايد يوسف، أن “الوظائف الخضراء” فرصة جديدة لاندماج الشباب في عالم الشغل، تتمثل هذه الوظائف في كل ما يتعلق بالبيئة التي يُهدف من خلالها المحافظة على المحيط بغرض تحقيق التنمية المستدامة، ويشير الدكتور إلى أن “الوظائف الخضراء” موجودة بكل المؤسسات مهما كان نشاطها، حيث يمكن اعتماد مكتب خاص لهذه الوظيفة التي من شأنها إعطاء الضوء الأحمر للمديرين في حالة إيجاد خطورة على البيئة صادرة من نفس المؤسسة، إلى جانب المحافظة على نظافة المحيط وتحقيق الاقتصاد في الطاقة، على غرار الماء والكهرباء.. بتكوين أخصائيين في المجال يسهرون على تحقيق هذا التوازن والمحافظة على البيئة. كما أكد الدكتور أن هذه المنهجية معتمدة من طرف كل الدول المتطورة، وتسجل 15 مليون عامل فيها عبر العالم، تهدف هذه الدراسة إلى “الوظائف الخضراء” في إطار خطة عمل دولية جديدة تهدف إلى القضاء على البطالة بتوفير مناصب شغل أحصاها الدكتور ب 50 ألف منصب في الجزائر، من جهة، ومن ناحية أخرى تقوم بتوعية المجتمع بشأن الأثر البيئي الإيجابي ونشر الاقتصاد الأخضر، هذه الوظائف الجديدة تحاكي المستقبل بالمزيد من الجودة والحماية البيئية في نطاق الطاقة الخضراء النظيفة التي تتوفر بتنوع وكفاءة، مثل الطاقة الشمسية و الهوائية، مع تربية مجتمع يقوم على زيادة تخطيط المدن الخضراء، إزالة المخلفات الخطيرة، التلوث الكربوني، وزيادة مصادر الغذاء الطبيعي. وقد تم التوصل من خلال هذا اللقاء إلى أن “الوظائف الخضراء” أصبحت المحرك الرئيسي للنمو والتنمية المستدامة لمكافحة البطالة في مختلف الدول، كما يتأثر عالم الشغل بالتغيرات التي تشهدها البيئة في ظل التأثيرات المناخية التي يعيشها العالم، إذ يواجه العمال، أصحاب العمل والحكومات آثاره التدريجية ويحاولون البحث عن حلول لمواجهتها. يقول الدكتور أنه آن الأوان لانتهاج نفس السياسة للتخلص من البطالة، ف«الوظائف الخضراء” على نطاق واسع تعرف بأنها تلك التي تعيد التجديد، أو تحمي أو تحافظ على البيئة الطبيعية، ومن الممكن العثور عليها عبر نطاق واسع من الصناعات والمهن. مضيفا وجود عدد وافر من “الوظائف الخضراء” بأجور جيدة يمكن الاختيار بينها، ولا تتطلب العديد من هذه الوظائف شهادات جامعية، كما يؤكد نفس الخبير، تشمل هذه الوظائف منسقي برامج إعادة تدوير النفايات، والمدققين الذين يقيّمون كفاءة الطاقة في المنازل والمباني التجارية، إلى جانب المهندسين البيئيين الذين يحتاجون عادة إلى شهادة بكالوريا، إضافة إلى تكوين في إحدى المراكز المختصة، فقط عليهم امتلاك مهارات في الهندسة، علوم التربة، علم الأحياء والكيمياء للتمكن من تطوير حلول للمشاكل البيئية، بغرض تحسين عمليات إعادة التدوير، الصحة العامة ومراقبة تلوث المياه والهواء.. كما أشار نفس المتحدث أنه مع استمرار زيادة الوعي العام حول ضرورة الحفاظ على البيئة، سيزداد طلب المستهلكين على المنتجات والخدمات الخضراء.