الأعمال الإرهابية الأخيرة لن توقف مسيرة الجزائر قال السيد عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة أمس أن الاعمال الإرهابية التي شهدتها البلاد مؤخرا "لن توقف مسيرة الجزائر ولن تؤثر على توجهاتها". و أوضح رئيس مجلس الأمة في خطابه لدى افتتاح الدورة الخريفية لمجلس الأمة بحضور أعضاء الحكومة أن "التجربة المريرة التي مرت بها الجزائر قد حصنتها وجعلتها في كل مرة واجهتها مصاعب، تزداد تصميما على مواصلة طريقها في مجال التنمية والبناء والتشييد وإقامة الدولة الديمقراطية الحديثة والمجتمع الآمن". وبعد أن وجه "التحية والعرفان" لقوات الجيش الوطني الشعبي وأسلاك الأمن أكد بن صالح أن هذه الأخيرة لن تترك مرتكبي تلك الأعمال الإجرامية "بدون عقاب وهي ستواصل ملاحقتهم إلى أن يتم القضاء "عليهم بصفة نهائية وعلى كل الذين لم "يعودوا إلى رشدهم الآن". وعرج بن صالح للحديث عن الإصلاحات السياسية وقال أن الإصلاحات التي أعلن عنها رئيس الجمهورية يوم 15افريل الماضي تسير وفق منطق صائب وحسب أجندة محددة تم الإعلان عنها، مؤكدا أن هذه الإصلاحات هي الآن "تنفذ وفق المواعيد التي حددت من البداية، وحسب المحطات المبرمجة التي تم الإعلان عنها في وقتها بدءا بالمشاورات مرورا بإعداد المشاريع والنصوص وانتهاء بتقديمها إلى البرلمان ورافع بن صالح في كلمته عما أنجزته لجنة المشاورات السياسية التي ترأسها وتولت الاستماع لمقترحات الأحزاب و الشخصيات الوطنية وممثلي الجمعيات والنقابات والمجتمع المدني. وأضاف أن المساهمات التي قدمتها هذه الأطراف كان لها دور لا ينكر في تطعيم مضمون مشاريع النصوص القانونية بالإصلاحات المبرمجة في الدورة، وقد بدا ذلك جليا حسب قوله في مشاريع القوانين التي وافق عليها مجلس الوزراء مؤخرا.ودعا بن صالح في تناوله لقضية الإصلاحات لتوفير الأجواء المناسبة لتجسيدها وتنفيذ مراحلها وفق محطات محددة و آجال معروفة. وحذر رئيس مجلس الأمة من مخاطر التسرع أو البطء في النظر فيها، في رسالة إلى الغرفة السفلى للبرلمان التي من المقرر أن تبدأ في مناقشة مشاريع هذه القوانين. وثمن بن صالح خطوة رئيس الجمهورية لإشراك الطبقة السياسية والنقابات والمجتمع المدني في إعداد سلة الإصلاحات وقال"أن كافة مشاريع الإصلاحات القانونية الخاصة بالاصلاح كان يمكن إصدارها عاديا من الجهات المخولة بإصدارها وفق الاجراءات العادية المعمول بها في إشارة إلى الأمريات الرئاسية ولكن رئيس الجمهورية أبى إلا أن يشرك الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية ومكونات المجتمع المدني ليعطي عملية الإصلاح البعد الذي تستحقه من خلال المشاركة الواسعة لفئات عريضة من المجتمع . و أكد رئيس مجلس الأمة أن المساهمات التي تولت اللجنة جمعها وصياغتها وجدت طريقها إلى الاعتماد أو ستجدها في مشاريع النصوص القانونية المقررة بالإصلاح. و أشاد بن صالح في السياق ذاته بعرض نصوص الإصلاح في شكل قوانين وليس أوامر رئاسية معتبرا ذلك تأكيدا للإرادة الجادة الرامية إلى تعزيز وتقوية دور البرلمان. وخلص رئيس مجلس الأمة لدعوة البرلمان لمرافقة جهود الإصلاح وقال نحن جميعا مدعوون للمساهمة بأكبر قدر ممكن في الجهد لدعم هذه الإصلاحات والدعوة لها . و فضل رئيس مجلس الأمة التعاطي مع الأزمات التي تشهدها المنطقة بالتلميح فقط مؤكدا اهتمام هيئته بما يجري في البلدان العربية وعبر عن اعتقاده أن هذه الشعوب سوف تتجاوز أوضاعها وتسترجع استقرارها.