وصف مدرب المنتخب الألماني جواكيم لوف مشوار المانشافت في المونديال بمشوار البطل. مؤكدا في ندوة صحفية عقدها أمس بمقر إقامة الفريق في جنوب أفريقيا أن المنتخب أدى مشوارا بطوليا، حتى وأن كان قد تعثر في أهم مباراة أمام اسبانيا في الدور نصف النهائي . المنتخب الألماني الذي أبهر المتتبعين بتشكيلةالاصغر سنا في المونديال( بمعدل 24سنة) من خلال العروض الراقية والصرامة في اللعب، رغم نقص عامل الخبرة لدى الكثير من اللاعبين، غير أن المدرب لوف استطاع أن يقدم فريقا متكاملا ومتجانسا أعاد به الصورة المشرقة للكرة الألمانية التي أبهرت عشاق المستديرة، بجيل من اللاعبين لهم أصول مختلفة، بخضيرة و كاكا و بواتينغ و بودولسكي، المانشافت قدمت للعالم صورة ألمانياالجديدة المتصالحة مع ذاتها والمنسجمة مع كل مكوناتها على اختلاف مشاربها، حيث شكل هؤلاء المنبع الجديد الذي نهلت منه ألمانيا لتقدم منتخبا قدم أحسن العروض، وأكدت من خلاله على جودة منتوجها، وما قدمه في ملاعب بلاد قوس قزح خير دليل على ذلك، فمن أصل سبع مباريات فاز المنتخب الألماني بخمسة، سجل خلالها 16هدفا ،حيث يبقى معدل التهديف الأعلى مقارنة بالمنتخبات الأخرى التي خرجت قبل الدور النهائي .لوف الذي راهن على منتخب شاب في المونديال خرج أكبر الفائزين، حيث كشف للعالم عن المواهب الكامنة في البطولة الألمانية فاتحا لها أبواب المجد،انتزعت عبارات التقدير والاحترام من القيصر بيكنباور والعديد من نجوم الكرة الألمانية الذين استعادوا الإحساس بهيبة وشموخ الألمان الذي غاب بريقه في الآونة الأخيرة، حتى وأن كانت المرتبة الثالثة التي ختم بها رفقاء مولر المونديال هي ذاتها في النسخة السابقة، غير أن مكاسب الألمان كانت أكبر من المرتبة الثالثة، بربحها لفريق شاب أكتسب الخبرة ووضع القدم الأولى على الدرب المؤدي إلى أكبر التتويجات التي غابت عن خزائن المانشافت منذ عهد القيصر سواء كان لاعبا او مدربا .ما قدمه المانشافت ينبأ بعودة قوية للكرة الألمانية ن وهو ما أكده اللاعب شفاينشتايغر الذي قال أنه على يقين تام بأن التشكيلة الحالية بإمكانها التتويج بلقب قاري في المنافسات القادمة وتبقى نهائيات كأس أمم أوروبا المقررة مناصفة بين بولونيا و أوكرانيا عام 2012 فرصة للجيل الجديد للمانشافت للتربع على عرش القارة العجوز، في انتظار أن يتجدد الحلم المونديالي في بلاد الصامبا عام 2014، بصرامة ألمانية خالصة.