استجابة متفاوتة والعدالة تقضي بعدم شرعيته تباينت نسبة الاستجابة لإضراب التكتل النقابي لقطاع التربية الذي جرى أمس، ويستمر أيضا عبر مختلف المناطق، وتتزامن الحركة الاحتجاجية مع انطلاق امتحانات الفصل الثاني، التي طمأن التكتل النقابي بأنها ستجري في ظروف جد عادية ولن تتأثر بالإضراب. توقفت الدراسة عبر عديد المؤسسات التعليمية أمس بالعاصمة، بسبب الإضراب الذي شنه التكتل النقابي للمطالبة بتحسن الأجور ومراجعة القانون الأساسي لعمال القطاع وإقرار التقاعد النسبي، ويضم التكتل ست تنظيمات وهي، المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، والنقابة الوطنية للتعليم الثانوي والتقني، ومجلس ثانويات الجزائر والاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين والنقابة الوطنية لعمال التربية ونقابة السناباب، في حين واصلت مؤسسات تربوية عدة عملها بشكل جد عادي، نظرا لعدم التحاق الأساتذة بالحركة الاحتجاجية التي تستمر اليوم أيضا، حيث التزموا بتخصيص ساعات الدراسة للمراجعة والتحضير للامتحانات الفصلية التي تنطلق يوم الأحد المقبل بالنسبة للأطوار التعليمية الثلاثة. كما طبعت نفس الأجواء تقريبا باقي الولايات، فقد تباينت نسبة الاستجابة للإضراب بقسنطينة، بين مشاركة ضعيفة أو منعدمة وقوية، ، في حين بلغت النسبة ببرج بوعريريج، حوالي 30 بالمئة في الطور الثانوي، و15 بالمائة في الطور المتوسط، وفق مديرية التربية، وأكد من جهته ممثل الفرع النقابي للكناباست تحقيق نسبة مشاركة عالية للأساتذة المنخرطين في تنظيمه، حيث ارتفعت النسبة عند العاشرة صباحا، وبولاية البليدة اختلفت نسبة الاستجابة للإضراب في الأطوار الثلاثة، وكانت متدنية في الطور المتوسط، وسجلت الولاية إصرار التلاميذ على البقاء بالمؤسسات التعليمية وعدم مغادرتها دون حدوث أي اضطرابات. وسمح قرار وزارة التربية الوطنية بإلزام الأساتذة المضربين بالبقاء داخل المؤسسات التعليمية خلال ساعات المداومة، وعدم طرد التلاميذ إلى الخارج بحجة الإضراب، في التخفيف من الآثار السلبية للحركة الاحتجاجية، والقضاء على المظاهر السلبية التي طالما اقترنت بالإضرابات، والمتمثلة في خروج أفواج من التلاميذ من المؤسسات التربوية، دقائق بعد فتحها، ليعودوا أدراجهم إلى البيت، بعد أن يخبروا بقرار الإضراب، حيث ساهمت التعليمة الصارمة للوزارة في فرض النظام على كافة المؤسسات، إلى درجة صعب التمييز ما بين المؤسسات المضربة وغيرها. ولم تضبط الوصاية من جهتها نسبة الاستجابة للإضراب على المستوى الوطني، لأن ذلك يتطلب جمع المعطيات من طرف مديريات التربية، على أن يتم الكشف عنها اليوم وفق ما أكده «للنصر» المستشار الإعلامي للوزارة، في حين يعتبر التكتل النقابي الإضراب ناجحا، حيث فاقت النسبة حسبه 65 بالمائة، مع تسجيل تفاوت من مؤسسة إلى أخرى، حسب ما أكده رئيس نقابة «سنابست» مزيان مريان، معترفا بتسجيل نسب ضئيلة ببعض المؤسسات التعليمية، تراوحت ما بين 20 و 40 بالمائة، على أن يتم عقد لقاء من قبل قادة التكتل النقابي الأسبوع القادم لتقييم الإضراب وضبط الخطوات المقبلة، متوقعا تنظيم جلسة حوار جديدة مع الوصاية لمناقشة اللائحة المطلية. واستبعد رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري تأثير الإضراب على سير الامتحانات الفصلية وكذا الرسمية التي يجري التحضير لها، في مقدمتها شهادة البكالوريا، قائلا إن التكتل النقابي اتخذ كافة الاحتياطات حتى لا تتأثر المواعيد المقبلة المتعلقة بالقطاع بالتحرك النقابي، لكنه أكد تمسك العمال بتحقيق مطالبهم، لا سيما في الشق المتعلق بتحسين القدرة الشرائية والأجور ومراجعة القانون الأساسي لعمال القطاع، وإعادة النظر في التصنيفات ومنحة الجنوب، وهي ملفات أكدت وزيرة التربية أنها تتجاوز مجال اختصاصها، والفصل فيها يعود إلى الحكومة.وتنتظر نقابات التربية جلسة حوار جديدة مع وزارة التربية لطرح اللائحة المطلبية على طاولة النقاش، في سبيل التوصل إلى حل توافقي، وإيجاد مخرج يساعد على ضمان استقرار القطاع، الذي يعمل من جهته على تحيين المناهج والبرامج لفائدة التلاميذ قصد تحقيق تعليم نوعي، مما يتطلب تضافر جهود كافة أعضاء الأسرة التربوية. المراسلون/ لطيفة-ب العدالة تحكم بعدم شرعية الإضراب قضت المحكمة الإدارية لبئر مراد رايس بالجزائر العاصمة بعدم شرعية الإضراب الذي دعا إليه تكتل النقابات المستقلة لقطاع التربية في الأطوار التعليمية الثلاثة. وأكد أمر المحكمة الادارية «عدم شرعية الإضراب المعلن عنه بموجب الإشعار بالإضراب المؤرخ في 18 فبراير 2019 تحت رقم 01 و02 /2019، والمتضمن الدخول في إضراب وطني شامل يومي 26 و 27 فبراير». و كانت النقابات المستقلة هي الاتحاد الوطني لعمال التربية و التكوين و النقابة الوطنية المستقلة لعمال التربية و التكوين ومجلس الثانويات الجزائرية و النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني والنقابة الوطنية لعمال التربية، والمجلس الوطني المستقل لمستخدمي القطاع ثلاثي الاطوار للتربية (كناباست) قد دعت لإضراب أمس الثلاثاء يكون متبوعا باعتصامات ولائية أمام المديريات الجهوية لكل من غليزان و البليدة و باتنة والأغواط اليوم الأربعاء.