فورلان يعيد الأوروغواي إلى الواجهة العالمية عبر نجم الأوروغواي دييغو فورلان عن فرحته الكبيرة بتتويجه بلقب أحسن لاعب في مونديال جنوب إفريقيا (الكرة الذهبية)، معتبرا ذلك بمثابة ثمرة للمسيرة الرائعة لمنتخب بلاده في هذه الدورة، والتي جاءت لتعزز عودة تألق بلاده على الصعيد الدولي. لقب ادخل فورلان نادي النجوم التي توجت بهذا اللقب، حيث أصبح رابع لاعب من أمريكا الجنوبية يحرز عليه، بعد كل من الأرجنتيني دييغو مارادونا (1986) والبرازيليين روماريو( 1994) و رونالدو (1998)، ولم يكن الطريق المؤدي إلى اللقب سهلا في ظل المنافسة الشرسة بتواجد العديد من اللاعبين كإينييستا ودافيد فيا والهولندي شنايدر، غير أن فورلان صاحب الخمسة أهداف كان الأجدر للتتويج بهذا اللقب الذي يعد بمثابة اعتراف بالدور الكبير الذي لعبه الأشقر في قيادة منتخب بلاده إلى المربع الذهبي، والذي أعاد به الزمن الجميل للكرة الأوروغوايانية التي غابت عن الأنظار في المونديالات السابقة، واكتفت بالحضور الشكلي، بعد أن توجت في مناسبتين بالتاج العالمي .فورلان لم يقتصر دوره على التهديف فحسب وإنما كان الملهم والقائد الذي تشكلت حوله كل الآمال ولم يخيب اللاعب ظن مواطنيه ، حيث كان القاطرة التي جرت تشكيلة المدرب تاباريز لاستعادة جزء من الماضي التليد لمنتخب الأوروغواي الذي خرج إلى العالم بوجه جديد، رافعا شعار التحدي رغم المنافسة الشرسة في مونديال لم يراهن حتى الأشد تفاؤلا على بلوغ "السيليستي" مربعه الذهبي. فورلان أجتهد وكافح وجاءت أهدافه حاسمة في مسار منتخب بلاده الذي كان الأقرب لبلوغ المباراة النهائية لولا الحظ الذي أدار له ظهره. الأشقر خرج من ملعب نيلسون مانديلا باي بوسام الشرف الكبير، وبإحساس المحارب الذي أدى ما عليه في الميدان رغم الحسرة من عدم بلوغ النهائي في سهرة مجنونة كانت فيها كل الأحلام والأماني ممكنة، غير أن هذا اللقب جاء ليهون على فورلان ورفاقه حيث قال: " أنا سعيد بهذه الجائزة وبالأهداف التي سجلتها، لكني أغادر المونديال حزيناً بعض الشيء، لأني أحسست عند مشاهدة النهائي أننا كنا قريبين منه . لقد كانت الهزيمة في نصف النهائي قاسية، وقد كنت في حاجة إلى عدة أيام من أجل تجاوزها، وما زالت غصتها تؤلمني" دييغو فورلان أمتع وأبدع في بلاد العم مانديلا، و سيظل اسمه محفورا في ذاكرة المونديال، ليس فقط لأهدافه الحاسمة والجميلة واللقب الذي توج به، وإنما لأنه كان الساحر الذي صنع الحلم الجميل لشعب لن يتوان في تقليده بأكاليل الغار عند عودته إلى بلاده كما كان يفعل اليونانيون القدامى عند عودة محاربيهم المنتصرين من ساحات المعركة، وينتظر أن يكون حوالي 50 ألف شخص في استقبال اللاعبين عند عودتهم، في احتفالية تعد الأكبر في تاريخ الاوروغواي- حسب ما أوردته مصادر إعلامية- ويصر فورلان على عدم العودة إلى بلاده دون أن يحمل معه الكرة الذهبية لأن ذلك سيضفي المزيد من البهجة على الاحتفالات التي تنتظر اللاعبين .