تلميذات في الابتدائي يتهافتن على صالونات الحلاقة عشية الدخول المدرسي ازدادت ظاهرة تهافت الفتيات الصغيرات على صالونات الحلاقة عشية الدخول المدرسي بشكل ملفت في السنوات الأخيرة بعد أن أصبحت الأمهات حريصات على أناقة بناتهن ليس من حيث انتقاء أبهى الأزياء بل حتى تسريحات الشعر، حيث باتت الزبونات الصغيرات تنافسن البالغات على صالونات الحلاقة في مناسبات الأعياد و عشية الدخول المدرسي. و أكدت العديد من الحلاقات بمدينة قسنطينة بأن أكثر زبوناتهن في اليومين الأخيرين فتيات تتراوح أعمارهن بين 5و 16سنة، أغلبهن قدمن رفقة أمهاتهن بغرض قص شعرهن استعدادا للدخول المدرسي الذي تحوّل إلى مناسبة لعرض الأزياء على حد تعليق إحدى الزبونات التي كانت بصالون للحلاقة النسائية بحي الكدية بقسنطينة. و ذكرت بعض الحلاقات أن أكثر طلبات الزبونات تتمحور حول طلب تلميس شعر بناتهن الصغيرات اللائي يتمتعن بشعر مجعد حيث تؤكد الأمهات عموما أنه يؤثر كثيرا على نفسيتهن و يشعرن بغيرة من صديقاتهن ذات الشعر الأملس. و قالت الطفلة ريان (6سنوات) التي كانت تتباهى أمام صديقاتها بتسريحتها الجديدة، بأنها تحب الشعر الطويل و الأملس، و أضافت و هي تلعب بخصلات شعرها كالمراهقات أن والدتها لا تجيد تسريح الشعر بواسطة مجفف الشعر، فتضطر للاستعانة بالحلاقة. و أمام صالون بوسط المدينة أكدت مجموعة من الفتيات اللائي لم يتجاوز عمرهن ال15سنة أنهن يترددن على صالونات الحلاقة منذ أن التحقن بالمتوسطة، و علقت إحداهن قائلة" لا تظهر تسريحة جديدة لدى نجمات التلفزيون إلا و قلدتها زميلات لنا بالصف مهووسات بالموضة"و راحت تعد أسماء الصديقات المولعات بالتصفيفات الجديدة و هي تضحك مع مرافقاتها الثلاث. و رغم إدراك معظم الأمهات اللائي تحدثنا إلينا لمخاطر مجففات الشعر على فروة رأس صغيراتهن، إلا أنهن تستسلمن لرغباتهن و توافقن على اختيارهن لتسريحات على الموضة ، فيما ترضخ أخريات لإلحاح بناتهن على صبغ خصلات قليلة من شعورهن تقليدا لنجمات أشهر المسلسلات الموجهة للمراهقات. وأرجعت بعض السيدات رواج الظاهرة أكثر فأكثر في أوساط الفتيات الصغيرات إلى تأثير الفضائيات بما فيها تلك المخصصة للبراعم و التي تعتمد إعلانات لعب التجميل، بالإضافة إلى ميل الفتيات في تقليد الجميلات و بشكل خاص المغنيات الصغيرات أو شخصيات الرسوم المتحركة التي باتت تنافس عارضات الأزياء. و قالت إحدى السيدات أن اللوم يقع على الأمهات بالدرجة الأولى لأنهن يرضخن لدلال البنات و ليس هذا فحسب بل ثمة من تقمن بإقناع أو بالأحرى تلححن عليهن من أجل الذهاب عند الحلاقة من باب التفاخر و التمظهر على حد وصفها. و ذكرت إحدى الحلاقات أن الظاهرة تجاوزت مجرّد قص الشعر إلى صبغ خصلات، رغم تحذير المختصين في أمراض الجلد الذين أكدوا أنه لا توجد صبغة شعر غير مضرة، و حذروا من أعراض الحساسية التي تظهر في أغلب الأحيان على مستوى العينين و كذا انتفاخ الوجه.