الظاهرة ليست بالغريبة ولا بالجديدة على مجتمعنا الجزائري على الأقل ليست بالقدر الذي أضحت عليه الأوضاع مع كل ما يجتاح المجتمع من غرائب، لكن ما يشد الانتباه فيها هو كيفية تعامل الجزائريات معها ومحاولتهم تكييفها تماشيا مع ما يخدم مصالحهن سيما المحجبات منهن، حيث أصبحن تتسابقن وتتباهين بتصفيف شعورهن في صالونات حلاقةعلى أيدي الرجال. صالونات حلاقة السيدات التي يديرها حلاقون رجال عرفت طريقها إلى الجزائر منذ سنوات بطريقة جد محتشمة فقد اقتصرت في البداية على الأحياء السكنية الراقية محددة بذلك شريحة زبوناتها من سيدات المجتمع الراقي الباحثات عن الجمال والأناقة بكل الطرق، فاقتصرت زبونات هذه المحلات على النساء غير المحجبات، أما ومنذ 5 سنوات تقريبا فقد امتدت العدوى إلى المحجبات أيضا. ------------------------------------------------------------------------ الحلاقون لا يغارون من زبوناتهن ------------------------------------------------------------------------ أصبح نوع التسريحة أو تكلفتها لا يهم بعض السيدات بقدر ما تهتممن بالمكان الذي تقصدنه لذلك، فالصالونات لكثرتها باتت صاحباتها تتنافسن في تقديم أحسن الخدمات والابتكار الدائم لإرضاء زبوناتهن وتحديدا بعدما اكتسحت موجة الصالونات التي يديرها الرجال ممن يزعمون تلقيهم تكوينا في الحلاقة والماكياج بالخارج كأوربا ولبنان مثلا، فتجد النساء في المناسبات الاجتماعية والحفلات والأعراس تتبادلن أطراف الحديث عن ألوان الشعر الدارجة واللون الذي تضعه هذه السيدة أو تلك والصالون الذي تقصده الأخرى، وفي كل مرة تلجأ الواحدة منهن إلى إطلاق العنان لافتخارها وتباهيها بتصفيف الحلاق الفلاني شعرها فقد أصبحت السيدات في أيامنا هذه تفضل أن يصفف شعرها رجل على أن تهتهم به حلاقتان بارعتان، وحجتهن في ذلك أن الرجل إذا ما عمل على تزيين المرأة يخلص في عمله ويتقنه مظهرا لمسات إبداعية ، فكما قالت الآنسة ''فريال'' عندما يزين أو يسرح رجلا شعر المرأة فإنه يعمل كل ما بجهده لإظهارها في أحسن صورة بعيدا عن الغيرة، فالحلاقات السيدات يطغى طابع الغيرة على عملهن و من ثم لا تبرعن في جعل الأخريات أكثر جمالا''. ------------------------------------------------------------------------ أليس طبيب النساء رجلا؟ ------------------------------------------------------------------------ اقتربت (الحوار) من بعض النساء المتعودات على ارتياد صالونات حلاقة يديرها رجال، حاولنا استفسار سبب تفضيلهن لهذه الصالونات على تلك التي تديرها سيدات بالرغم من إطلاع غالبيتهن على رأي الدين في ذلك من خلال الكتيبات التي صارت توزع هنا وهناك وتباع في المكتبات الدينية بهدف الموعظة. الآراء التي رصدناها من السيدات غير المحجبات لم تثر استغرابنا بقدر ما أثارته ردود المحجبات التي لم نكن نتوقعها أبدا، فلدى زيارتنا رفقة إحداهن لصالون حلاقة السيدات'' بريستيج'' بالمحمدية لصاحبه الحلاق الشاب ''زوبير'' الذي ذاع صيته في مجال الحلاقة والماكياج تفاجئنا لرؤية فتيات محجبات تخرجن من المحل بعد الانتهاء من تصفيف شعرهن لديه، استوقفنا إحداهن مستعملين عبارة ''ماشي حرام؟'' بطريقة هزلية ، فردت قائلة بنبرة غاضبة :''لماذا أليس طبيب النساء رجلا، أهو حرام على هذا وحلال على ذاك؟'' جوابها نزل على مسامعنا كالصاعقة فلا مجال للمقارنة بين الأمرين. دخلنا المحل وتظاهرنا بالتساؤل عن تكلفة تسريحة عروس لانتهاز الفرصة والإطلاع على الأوضاع عن قرب، فلاحظنا أن جل العمال بالمحل رجال ما عدا فتاتين فقط أما الزبونات فكنّ من المحجبات وغير المحجبات وكأنهن بمحل حلاقة تعمل به سيدات أخذن كل راحتهن في تصفح المجلات و''كاتالوجات'' التسريحات والقصات وصبغات الشعر. ------------------------------------------------------------------------ ....أزواج لا يمانعون ------------------------------------------------------------------------ ونحن بنفس المحل نتصفح ''كاتالوج'' التسريحات، سألتنا إحدى الزبونات المتطفلات، ستتزوجين هذا الصيف؟ أنصحك بتسريحات زوبير، فانا شخصيا لا أثق في أي شخص كان ولا أسلم شعري للنساء بعد المهزلة التي وضعتني فيها إحدى الحلاقات منذ سنوات، فمنذ ذلك الحين صار زوجي ينصحني بالتوجه إلى صالونات يديرها الرجال فعلى الأقل هم لا تتملكهم الغيرة من المرأة.وأضافت صراحة زوجي هو من دلني على هذا الصالون عن طريق زوجة صديق له ، استغربنا الأمر وسألناها كيف لا يغار زوجها من صاحب المحل فردت بسرعة ، لم يغار منه فالمهم بالنسبة لع أن أبدو جميلة في كل الأوقات ولا يهتم ما إذا كان مصفف شعري رجلا أم لا.