تشهد صالونات الحلاقات عشية عيد الفطر المبارك إقبالا استثنائيا من الزبونات، حيث تتسابق النساء إلى تحسين شكلهن بالتنويع في قصات الشعر وتصفيفه، للظهور بأبهى حلة يوم العيد، وهو فرصة لربّات البيوت للحصول على مظهر جميل وأنيق بعد شهر كامل من التعب والاجتهاد في تحضير مائدة رمضان تتسابق النساء والفتيات، على حد سواء، نحو صالونات الحلاقة لحجز الأماكن الأولى تجنبا للاصطدام بالطوابير الطويلة فور الانتهاء من وجبة الإفطار، حيث تشتغل هذه الصالونات إلى وقت متأخر من الليل، وتمتد إلى غاية آذان الفجر، لتلبية رغبات الزبونات المختلفة. فهناك من ترغب في صبغ شعرها وتصفيفه وأخرى في وضع ماسكات للبشرة. فتقوم النسوة بأخذ موعد مسبق عند الحلاقة، بعد أن يفرغن من شغل المنزل وتحضير الحلويات لتتاح لهن الفرصة الاهتمام بأنفسهن، بالإضافة إلى بعض الفتيات من يقصدن صالونات الحلاقة المفضلة لديهن، واللواتي اعتدن على الذهاب إليها في الأيام الأخيرة المتبقية للاستفسار عمّا إذا كانت هذه الأخيرة تعمل عشية العيد أم لا. وفي هذا الشأن، قالت لنا السيدة عائشة، صاحبة صالون حلاقة بشارع محمد بلوزداد بالعاصمة، بأنه يكثر الإقبال عشية عيد الفطر المبارك، فالنساء ترغبن في تغيير شكلهن، أو بعبارة أخرى تغيير ”اللوك”. قالت مجموعة من النسوة وجدناهن بمحل الحلاقة، إنه وبعد شهر كامل من العمل في المطبخ، أصبح من الضروري التوجه إلى الحلاقة من أجل تغيير الشكل وإعطاء إطلالة جديدة. غير أنه ومع عيد الفطر زاد الإقبال على المحلات، إلى درجة أن الدخول عند الحلاقة بات يستدعي أخذ موعد من أجل الظفر بمكان وسط الجمع الغفير من النسوة اللواتي يقصدنها من أجل إدخال تعديلات على مظهرن. وقالت حلاقة أخرى، بشارع ديدوش مراد، بأن هناك من الزبونات من تفضل المجيء بيوم أو يومين قبل الإعلان عن عيد الفطر المبارك لتفادي الازدحام، وكذا الظفر باهتمام خاص من طرف الحلاقة، حيث يكون عدد الزبائن ضئيلا. وأضافت إحدى السيدات في هذا الشأن أنها توجهت إلى محل للحلاقة من أجل إعطاء لون آخر إلى شعرها، إلا أن الطوابير اللامتناهية فاجأتها، الأمر الذي أجبرها على أخذ موعد، وهو ما يحدد حسب عدد الأفراد المقبلين عليها. أما الطفلة سارة، التي تبلغ من العمر 15 سنة، فقالت لنا إنه من الضروري تغيير تسريحة شعرها حتى تظهر في شكل جديد يتناسب مع ثياب العيد. نفس الرأي وجدناه عند بعض الفتيات اللواتي أكدن خلال حديثهن مع ”الفجر” أن الظفر بمكان في صالون الحلاقة خلال أيام العيد أصبح شيئا صعب المنال، يتطلب الحضور مرارا وتكرارا من أجل الحصول على التسريحة المرغوبة. ويختلف ثمن تصفيف الشعر من صالون لآخر، وحسب نوعية الشعر، إذا كان طويلا أو قصيرا، حيث تقصد النسوة صالونات الحلاقة التي تتميز بأسعار معقولة، في حين وصل سعر ”البروشينغ” في بعض المحلات الفاخرة إلى 500 دينار جزائري، أما سعر ”الليماش” أو وضع خصلات للشعر تصل أحيانا إلى 4000 دينار جزائري. وعلى الرغم من غلاء أسعار صالونات الحلاقة، إلا أن هذا لم يمنع النسوة من الإقبال عليها، خاصة وأن تغيير المظهر يعد أكثر من ضرورة بعد شهر كامل من التعب والعمل في المطبخ.