الإنزلاقات تحدث فجوة كبرى في جبل إيدوغ بعنابة أفاد مدير وحدة عنابة بمؤسسة النقل الجزائرية عن طريق الكوابل السيد رشيد بن زعيم، في تصريح للنصر أمس، بأن المصعد الهوائي الرابط بين عنابة وبلدية سيرادي ما زال متوقفا ، بسبب سقوط عمود و عربة ، نتيجة انزلاق التربة بطريق الايذوغ في بلدية سيرايدي ، عقب الفيضانات والاضطراب الجوي القوي الذي ضرب عنابة بتاريخ 24 جانفي الماضي. وأوضح بن زعيم ، بأن مصالح مؤسسة النقل عبر الكوابل تعمل على انهاء الدراسة التقنية ، وتقديم تقرير دقيق حول خط الكوابل ، والأضرار التي لحقت به وتحديد النقائص الموجودة و وضعية الأعمدة ، من أجل إعادة النظر في عملية التجديد والإصلاح بشكل كلي ، بهدف تحديد القيمة الحقيقية للأضرار والغلاف المالي للانطلاق في الأشغال. وأكد المتحدث بأنه لا يوجد تاريخ معين لعودة التليفيريك إلى النشاط ، إلى غاية الحصول على الغلاف المالي المخصص لعملية الإصلاح، وكان الوزراء الثلاثة الذي زاروا عنابة عقب الطوفان، قد عاينوا موقع انزلاق الطريق وكذا سقوط العمود وعربة التليفيريك ، حيث صرح وزير النقل والأشغال العمومية بأن مصالحه ستمنح غلافا ، من أجل تهيئة وترميم الطرق المتضررة نتيجة الانزلاقات، و إصلاح خط التليفيريك، تلبية لانشغالات سكان سرايدي، على اعتبار أن المصعد المنفذ الوحيد للسكان، عند غلق الطريق بعد التساقط الكثيف للثلوج. وأضاف بن زعيم بأن سبب الرئيسي وراء توقف التليفريك، يعود الى انزلاق طريق الايذوغ الذي لا يزال مغلقا لحد الآن و بينت المعاينة التقنية للانزلاق ، انشطار الجبل الى نصفين محدثا فجوة بعرض 10 متر، وطول بأكثر من 1000 متر. وكان تليفيريك عنابة قد سجل أول مرة حركية ونشاط لم يعرفه منذ سنوات، مع تساقط التلوج التي سبقت الفيضانات، حيث استقبل 5000 راكب في نصف يوم فقط ، من العائلات الراغبة في النزهة و قضاء أجواء مميزة بمرتفعات جبال الايذوغ، و مع التساقط الغزير للثلوج، وصل الإقبال إلى حد تدخل الشرطة والدرك ، لتنظيم تدافع الركاب بمحطتي الانطلاق والعودة. ودفع ذلك إدارة تليفيريك إلى تمديد ساعات العمل أيام نهاية الأسبوع، لضمان عودة الركاب من سرايدي الى وسط المدينة. وأشار مدير الوحدة إلى أن المصعد يوفر 50 عربة لنقل الركاب على مسافة 4 كلم إلى سرايدي تستغرق الرحلة على متنها 15 دقيقة ، وتقدر تسعيرة الخدمة ب 60 دج، تم رفعها خلال 2017 بهدف تغطية تكاليف الصيانة و العمال ، على اعتبار أن تليفيريك عنابة ليس حضريا، و يدخل نشاطه في إطار السياحة الجبلية، كما يُفضل المواطنون استخدامه بدلا من الحافلات، لأنه أقل سعرا ويختصر المسافة ، وهو بديل لوسائل النقل الجماعي، التي تجد صعوبة في السير عبر مسار الطريق الجبلي الوعر من تساقط الثلوج على مسافة 17 كلم. وقبل توقف المصعد استفادت محطة عنابة، من مشروع عصرنة وفق المعايير الدولية للأمن ، و تجديد العربات والتجهيزات الكهربائية والالكترونية ، قصد تقديم خدمة فعالة للمواطنين. وكانت مؤسسة النقل الحضري سابقا عاجزة عن تمويل عملية صيانة التليفيريك ، بسبب المشاكل المالية التي تتخبط فيها، على اعتبار أن المداخيل السنوية للتليفيريك لا تغطي نفقات الصيانة، وأجور العمال. ونظرا للمشاكل المالية التي تعاني منها مختلف المصاعد عبر الوطن أعادت وزارة النقل النظر في طريقة تسيير محطات التليفيريك ، بسحب الإشراف عليه من مؤسسة النقل الحضري وإسنادها لشركة النقل عبر الكوابل مباشرة ، هذه الأخيرة استحدثت بالشراكة مع الفرنسيين، لتصبح مسيرة من قبل مؤسسة «إيتاك» بسبب ارتفاع تكاليف الصيانة وضعف النشاط.