انتشار كبير للتجارة الفوضوية بعلي منجلي وقسنطينة تشهدُ المدينة الجديدة علي منجلي ومدينة قسنطينة خلال الشهرين الأخيرين، عودة قوية للتجارة الفوضوية بعدة نقاط، مُتمثلةً في الأكواخ والطاولات والتوسعات غير القانونية أمام المحلات. وانطلقنا في جولة من حي الدقسي عبد السلام بمدينة قسنطينة، حيث يعتبر أكبر تجمع للتجار الفوضويين في الجهة الشرقية من قسنطينة، لكننا لم نلاحظ نشاطا غير شرعي بصورة تتجاوز ما هو معهود في المنطقة، في حين ما زال التجار يتمركزون بالقرب من النقطة المسماة "برازيليا" بجوار السوق المغطي وفي الممر الواقع بجوار محلات الرئيس، كما أنهم لم يعيدوا احتلال جزء من طريق المركبات، مثلما وقع سابقا، ويمتد تواجد التجار المذكورين إلى بداية حي وادي الحد، مباشرة أسفل "برازيليا"، بينما تحولت نقطة الدوران الأولى على الطريق الرئيسية من الحي إلى نقطة سوداء جرّاء انتشار أصحاب شاحنات بيع الخضر والفواكه، ما يعرقل حركة مرور السيارات. ويعاني سكان حي الدقسي من انتشار طاولات التجارة الفوضوية بمساحة كبيرة من محيط سوق مساعيد عبد المجيد، بين العمارات وفي بعض الممرات التي لم يعد استخدامها من طرف السكان يتم بسهولة في ظل التواجد الكبير للباعة، لكن السكان أكدوا لنا أن الوضع لم يتغير مقارنة بما كان عليه في السابق. أما بمنطقة زواغي فإن أصحاب الطاولات قد تزايدوا بصورة كبيرة خلال الفترة الأخيرة، خصوصا بالحي المسمى "سوناتيبا"، أين تحول الطريق الرئيسي منه إلى سوق مفتوحة، كما ظهرت طاولات جديدة لبيع الخضر والفواكه عند بداية الطريق المؤدي إلى قاعة الحفلات "أحمد باي" وبمحيط السوق الجواري الجديد. أما بالمدينة الجديدة علي منجلي، فإن التجارة الفوضوية قد أصبحت تمثل "طوقا" حول أحد المراكز التجارية بالوحدة الجوارية رقم 8، حيث لاحظنا خلال تواجدنا بالمكان العشرات من طاولات بيع الملابس والمستلزمات النسائية وبعض الأغراض الأخرى، في حين أكد لنا سكان وتجار أن عدد الباعة يتضاعف خلال الساعات المسائية، خصوصا عند حضور تجار الخضر والفواكه من أصحاب الشاحنات، ليتحول المكان بعد ذلك إلى "مكب كبير للقمامة"، مثلما وصفوا الوضع، ما يؤدي إلى انبعاث روائح كريهة نتيجة تحلّل بقايا الخضر. التوسعات الفوضوية للمحلات تعود بقوة وتشد التوسعات الفوضوية للمحلات التجارية الانتباه بعدة تجمعات عمرانية من المدينة الجديدة علي منجلي، فعلى مستوى الوحدة الجوارية 8، يُلاحظ أن أصحاب الكثير من المتاجر قد احتلوا الفضاء المحاذي لهم، وقاموا بإحاطته بسياج وتهيئته من أجل عرض سلعهم عليه، فلم يتبقى من الرصيف إلا مساحة صغيرة لمرور المواطنين، فيما احتل الباعة الفوضويون الجزء المقابل من نفس الأرصفة، كما أن حجم التوسعات يختلف بحسب المحل والنشاط التجاري الذي يمارسه صاحبه، ويمثل بناء سلالم للدخول إلى المحلات واحدة من أشكال احتلال الفضاء العام المنتشرة بنفس المكان بحسب ما لاحظناه. وضاعف الكثير من التجار من حجم محلاتهم عن طريق ضمّ الحيز المحيط بمداخل متاجرهم إلى مساحة نشاطهم أسفل العمارات، حتى أن بعض التجار يشغلون مساحة أكبر من المساحة الداخلية لمحلاتهم، وخصوصا المحلات التي ينشط أصحابها في مجالات الإطعام، مثل المقاهي والمطاعم، في وقت ظهرت فيه مرة أخرى أكواخ التجارة الفوضوية بالوحدة الجوارية 14، وتُستغل كأماكن لبيع المواد الغذائية وبعض المستلزمات المنزلية الأخرى، كما أن نفس الأمر يُسجّل في محاور الوحدة الجوارية 16، وخصوصا في الجهة العلوية منها، رغم أن سكانها ما زالوا يعانون من نقص المحلات التجارية التي من شأنها توفير الحاجيات اليومية الضرورية لهم، كمحلّات المواد الغذائية والخضر والفواكه. أمّا بحي زواغي فإن التوسعات الفوضوية تعرف زيادة خلال الفترة الأخيرة، رغم أنها ليست ظاهرة جديدة بعدد من التجمعات العمرانية في الحي، خصوصا بحي "سوناتيبا"، لكننا لاحظنا في جولتنا العديد من الإحاطات الممتدة من محلات تجارية ويبدو من حداثة حجارة الطوب المستعملة في إنجاز جدرانها أنها لم تبن إلا منذ بضعة أيام فقط.