الجزائر وضعت تحت تصرف الأممالمتحدة وثائق هامة في مجال مكافحة الإرهاب أدان وزير الخارجية مراد مدلسي بشدة دفع الفديات للإرهابيين مقابل إطلاق سراح الرهائن المختطفين، معتبرا ذلك أكبر مصدر يساهم في تمويل الجماعات الإرهابية.و كشف مدلسي من جهة أخرى، أن الجزائر في إطار تعاونها مع الأممالمتحدة قد وضعت تحت تصرف المنظمة كميات هامة من الوثائق المكتوبة والسمعية البصرية في مجال مكافحة الإرهاب. قال مدلسي في مداخلته مساء أول أمس خلال الاجتماع المنعقد في إطار الجمعية العامة ال66 للأمم المتحدة بنيويورك، أن تمويل الإرهاب يعد "أحد أكبر الدعائم" المشجعة لهذه الظاهرة. و أوضح أن العمل الذي تقوم به الجزائر على المستويين شبه الإقليمي و الإفريقي و ضمن الأممالمتحدة في مجال مكافحة آفة احتجاز الرهائن و إطلاق سراحهم مقابل دفع الفدية للجماعات الإرهابية "يساهم بشكل كبير في محاربة التطرف و التحريض على الإرهاب". و أوضح الوزير في هذا الصدد أن "هذه الممارسة المربحة بشكل مرعب تشكل متنفسا للفئات الأكثر هشاشة و الأكثر حرمانا من السكان و منهم على وجه الخصوص الشباب في بعض مناطق العالم على غرار بلدان شبه منطقة الساحل". واعتبر رئيس الديبلوماسية الجزائرية في هذا السياق أن المساعي التحسيسية التي تقوم بها البلدان الأعضاء و المنظمات الدولية المكلفة بمحاربة الإرهاب حول إشكالية دفع الفدية ترجمت بالمصادقة على قرار ضمن الاتحاد الإفريقي يدين بهذه الممارسة. و أضاف أن ذلك ترجم كذلك بمصادقة الأممالمتحدة على قرارات الجمعية العامة و مجلس الأمن التي "حققت خطوة مشجعة في مجال التكفل بهذه المسألة". من جهة أخرى، صرح مدلسي أمام الأممالمتحدة أن الجزائر تغتنم فرصة هذا المنتدى لتجديد إدانتها الشديدة للإرهاب بكل أشكاله بما في ذلك الأعمال التي من شأنها دعمه وتشجيعه بشكل مباشر أو غير مباشر.و أعرب في هذا الإطار عن ارتياحه لتأكيد اللائحة 1963 الصادرة في 2010 عن مجلس الأمن، على أهمية تركيز الجهود حول الوقاية و تقييم التهديدات و المخاطر و كذا القضاء على ظروف انتشار الإرهاب من خلال متابعة وطيدة لتنفيذ اللائحة 1624 (2005). و أكد مدلسي انه يدعم محاربة الإرهاب الإلكتروني واستعمال الجماعات الإرهابية لوسائل الإعلام الحديثة في نشاطاتها التوظيفية والتحريضية. و في تطرقه إلى التعاون الذي يحظى بمتابعة شديدة بين الجزائر و الأممالمتحدة في مجال مكافحة الإرهاب أكد الوزير انه ترجم بوضع تحت تصرف الأممالمتحدة كمية هامة من العتاد الوثائقي و الأرشيف المكتوب والسمعي البصري و كذا الأشرطة القصيرة و الوثائقية. و أضاف بخصوص هذه النقطة أن "التحسيس عن طريق الدعائم الإعلامية المناسبة من خلال شهادات إرهابيين جزائريين أعلنوا توبتهم يبرز النتائج الإيجابية في مجال محاربة التطرف و سياسة السلم و المصالحة الوطنية التي باشرتها الجزائر منذ أكثر من عشرية بدفع من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة". و ذكر أن هذه السياسة كرست "بميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي لقي تأييدا واسعا من خلال استفتاء شعبي".و أبرزمدلسي أن هذه السياسة الطموحة للمصالحة و محاربة التطرف "شهدت نجاحا باهرا بما أنها سمحت بعودة عدد هام من الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم إلى المجتمع و تم إدماجهم فيه و الذين بلغ عددهم 10آلاف". من جهة أخرى، أكد مدلسي ضرورة تعاون أوسع في مجال كافة جوانب مكافحة الإرهاب بين البلدان المعنية مباشرة و المؤسسات الشريكة.و أوضح في هذا الصدد أن ندوة الجزائر حول محاربة الإرهاب التي عقدت يومي 7 و 8 سبتمبر بين بلدان منطقة الساحل و نحو 40 بلدا آخر و مؤسسات دولية و إقليمية "تبرز بوضوح هذه الضرورة". مؤكدا أن هذه الندوة سمحت بتسجيل إجماع قوي و مستوى كبير من الحزم من اجل مكافحة فعالة ضد هذه الظاهرة.