الجزائر أمام تحديات تحولات السوق العالمي وضمان الأمن الطاقوي أوضح وزير الطاقة محمد عرقاب أمس، أن الجزائر أمام تحديات عالمية فيما يتعلق بالصناعة الغازية في ظل التحولات في منطق السوق الذي يشهد انتقالا من المستهلك الذي يسعى للأمن والنوعية والفعالية إلى منطق الفرص التي يجب استغلالها، وهذا ما يجعل الصناعة الغازية العالمية تعيش اليوم تداخلا بين منطقين، الأول يعتمد على الحوار المباشر و الثاني يرتكز على تغيرات السوق، مشيرا أن الحوار لا زال متواصلا خاصة في المشاريع مع الأسواق المعتادة مثل أوروبا، والإستثمارات الجديدة للغاز الطبيعي والغاز المميع وهما الصنفان الطاقويان الوحيدان اللذان بإمكانهما الإستجابة وتلبية الطلب المتزايد على الغاز. ركز وزير الطاقة محمد عرقاب أمس خلال كلمته التي ألقاها في إفتتاح الندوة السادسة للجمعية الوطنية للصناعة الغازية والتي تجري فعالياتها بوهران تحت شعار "الغاز الطبيعي في قلب التنوع الطاقوي"، على دور الجزائر من أجل الترويج للغاز الطبيعي على المستوى العالمي، خاصة وأن المخزون الحالي وبكميات كبيرة للغاز الطبيعي المميع على المدى القصير، والمنافسة التي يفرضها الفحم الحجري في الأسواق العالمية وتغيير القوانين لهذه الأسواق، أعطت انطباعا أن الغاز الطبيعي لا يصنف ضمن أولويات التنوع الطاقوي، بينما هو أساسي في هذا المزيج ويحتل المرتبة الثانية بعد البترول، مشيرا في هذا السياق أن الإشكال المطروح في المجال الغازي هو تأثير تغيرات السوق العالمية على العقود التي كانت طويلة المدى وأصبحت اليوم قصيرة المدى أو منعدمة أحيانا، كما يتميز هذا السوق بربط الانطلاق في الإنتاج بوجود عقود واتفاقيات مسبقة بين المنتج والمستهلك، عكس البترول والفحم اللذين يمكن استخراجهما حتى قبل إبرام العقود، مضيفا أنه من أجل رفع هذا التحدي وتطوير الإنتاج الغازي بأقل أضرار على المحيط والغلاف الجوي خاصة طبقة الأوزون في ظل احترام ما تم الاتفاق عليه خلال "كوب 21" بباريس، تنتهج الجزائر منطق الحوار الذي كان له دور كبير ومهم في ظهور وتطويرالصناعات الغازية الناشئة والابتكار في التقنيات، ويكون هذا الحوار.مع الشركاء سواء التقليديين خاصة أوروبا للبحث عن عقود جديدة أو تمديد الاتفاقيات سارية المفعول، وكذا البحث عن شركاء آخرين خاصة في الدول السائرة في طريق النمو التي هي بحاجة للغاز الطبيعي لتطوير إقتصادها وتلبية حاجيات سكانها، خاصة في جنوب آسيا وأمريكا اللاتينية، منوها في الوقت ذاته بدور الجزائر في الترويج للغاز الطبيعي دوليا عن طريق عضويتها في بعض المنظمات والهيئات الغازية مثل "فوروم الدول المصدرة للغاز" وبشأن هذا الفوروم، أوضح أمس عبد المجيد عطار أنه تم تأجيل اللقاء الذي كان مرتقبا بوهران لأعضاء فوروم الدول المصدرة للغاز، إلى تاريخ لاحق وهذا بعد اتفاق بين هذه الدول حول عدم إمكانية عقد المنتدى على هامش الندوة السادسة للجمعية الوطنية للصناعة الغازية. ورغم أن الوزير طرح تساؤلا حول منطق السوق الذي بدأ تدريجيا يستحوذ على منطق الحوار، هل هذا المسار سيشجع ويقوي الصناعة الغازية أو يضعفها؟ أوضح أن الصناعة الغازية الجزائرية التي تواجه هذا التحدي، تحتاج اليوم للحوار ضمن النظرتين المتواجدتين، أي العقود قصيرة المدى التي يفرضها التنافس في السوق والتي تتطلب المرونة ولكن تضع عنصر الأمن الطاقوي أمام مخاطر التموين على المدى البعيد، حيث أن هذا الطرح أي التمسك بالعقود طويلة المدى، يتطلب الاستثمار في مشاريع تربط المنتج بالمستهلك عن طريق البيع من المنبع مباشرة، ممكن أن يكون حلا. من جهته، أبرز الرئيس المدير العام لسوناطراك رشيد حشيشي في كلمته، أن سوناطراك مطالبة بإقتناص الفرص التي يمنحها السوق العالمي للغاز في ظل التحول الذي يشهده، من أجل ضمان رفع الإنتاج وطنيا والاستمرار في لعب الدور الأساسي في الاقتصاد الوطني، وفي ذات الصدد، قال حشيشي أنه سيتم على المدى البعيد استغلال الحقول عبر المناطق الحدودية لتثمين ممتلكات البلاد من عقارات منجمية وتجديد المخزون، مضيفا أن التنوع الطاقوي في الجزائر كبير ويسمح بإستثمارات على عدة مستويات سواء الغاز الطبيعي أو الطاقات المتجددة التي بدأت مشاريعها تعطي ثمارها وكذا استخراج الغاز والنفط من أعماق البحار وهو المجال الذي لم يتم الإستثمار فيه إلى جانب الغاز الصخري، وعلى صعيد آخر، فسوناطراك اليوم أمام تحديات تحسين القدرات وتطويرها من أجل رفع الإنتاج إلى جانب تثمين هذا الإنتاج بمختلف أصنافه خاصة في البيتروكمياء. بن ودان خيرة