إبعاد بودبوز و زياني وراءه حسابات وهذه الممارسات لن تخدمنا في تصفيات المونديال - لا يستبعد القائد السابق للخضر جمال بلماضي أن يعرف المنتخب الوطني تغييرات أخرى على مستوى تركيبته في المستقبل القريب، موضحا في حوار خص به النصر أن تعداد الخضر مرشح لأن يتجدد بنسبة 60 بالمائة قبل انطلاق التصفيات الخاصة بمونديال 2014 بالبرازيل. من جهة أخرى، رفض المدرب الحالي لنادي لخويا القطري الخوض كثيرا في قائمة 23 المعنية بالمقابلة القادمة ضد إفريقيا الوسطى، ولو أنه لم يهضم طريقة الإقصاء التي مست بعض النجوم ولا حتى مبررات حليلوزيتش. ما هي قراءتك لقائمة 23 للخضر المعنية بمباراة إفريقيا الوسطى؟ دعني أقول لك بأنني كنت أنتظر حدوث تغييرات على مستوى تعداد الفريق بعد لقاء تنزانيا وعزم الناخب الوطني على منح الفرصة لكل الطاقات والمواهب الشابة، لكن لم أكن أتصور لحظة واحدة، وضع بعض الأسماء اللامعة والتي أعطت الكثير للكرة الجزائرية خارج الحسابات لأسباب غير مقنعة. وهو ما يجعلني أشعر ببقاء العادات القديمة تسيطر على الجانب التسييري داخل المنتخب الوطني. نفهم من كلامك أنك غير راض على هذه القائمة؟ لا أبدا، لأنه ليس من حقي التدخل في صلاحيات الناخب الوطني، رغم أنني لا أشاطره في بعض جوانب القائمة. فصراحة، تأسفت لإقصاء كريم زياني، ومواصلة وضع بودبوز في الثلاجة، مع توجيه الدعوة لبعض العناصر احتياطية في فرقها لا مجال لمقارنتها مع قدرات ومكانة زياني وبودبوز. فبهذه الوتيرة يمكن أن تشمل سياسة الإقصاء أبرز النجوم ، عندها سنجد أنفسنا عند نقطة الانطلاق بكل ما يتطلب من وقت إضافي لإعادة بناء فريق قد يتطلب عشرية أخرى من الزمن. لكن حليولوزيتش برأ ذمته بشأن مختلف خياراته؟ سأكون صريحا في كلامي لو قلت لك بأن مبررات الناخب الوطني غير مقنعة، بل أراها تحمل في طياتها الكثير من المغالطات التي كثيرا ما عاشها الخضر في سالف الأعوام. فبحكم متابعتي لمشوار زياني، يمكن لي أن أجزم بأنه لا يعاني من أي إصابة، بدليل أنه يلعب حاليا بانتظام مع فريقه الجيش القطري في دوري النجوم. لذلك، اعتبر إبعاده قرارا إداريا تغذيه بعض الحسابات والحساسيات. ولا أستبعد أن يطول غيابه، مثله مثل زميله بودبوز الذي ذهب ضحية بعض المواقف، ما يؤكد عدم تخلص الكرة الجزائرية من بعض التصرفات والممارسات. فتمديد إبعاد رياض خسارة كبيرة للمنتخب الوطني، كونه يعد اليوم أحد نجوم الدوري الفرنسي، بالنظر للفورمة الكبيرة المتواجد عليها، ووزنه في فريقه سوشو. ما تستر وراءه حليلوزيتش بشأن بودبوز لا يتماشى مع مبادئه وتصريحاته، لأن العامل التأديبي لم يعد له مكانا طالما أن مسألة غيابه عن تربص فرنسا صارت في حكم الماضي. لو كنت مكان البوسني هل تضحي بركائز الخضر لاعتبارات مماثلة؟ ما حدث لزياني وبودبوز، قد يحدث للعديد من نجوم الخضر. فالناخب الوطني وعلى ما يبدو بصدد إحداث غربلة في التعداد من شأنها أن تعيدنا عشر سنوات إلى الوراء. فلو كنت مكانه لما رضخت لبعض الضغوطات، ولا يمكن لي أن استغني على الركائز إلا لحالات قاهرة مثلما معمول به عالميا. وأخشى ما أخشى أن يدخل المنتخب الوطني تصفيات مونديال البرازيل في جوان القادم بزاد بشري مغاير من خلال التخلي عن 60 بالمائة من التعداد الحالي ومن مقوماته الحقيقية. ألا ترى بأن رحيل بعض النجوم نحو الخليج يكون وراء مخاوف حليلوزيتش؟ تلك هي بيت القصيد. أعتقد بأنك فهمت ما كنت أود أن أقوله لك منذ بداية الحوار. وما دمت قد فتحت القوس، فإنه يمكن أن أربط إبعاد زياني بتواجده ضمن الدوري القطري الذي أعتبره أحسن بطولة عربية على الإطلاق. وبكل تأكيد سيأتي دور بلحاج، وبوقرة بغض النظر عن وضعية مغني، لأنهم اختاروا الوجهة الخليجية. وما دمت تحدثت عن بوقرة كيف ترى مكانته في لخويا؟ دون مبالغة أو ديماغوجية، أقول بأن مجيد يشكل ركيزة أساسية في الفريق، بل أراهن عليه كثيرا لأداء مشوار ناجح والمحافظة على اللقب. فخلال مباراتين كان بوقرة أحد صانعي الفوزين المسجلين في بداية الموسم. وعليه أراه اللاعب المناسب بخبرته الدولية، ورزانته لضمان التوازن والحصانة في لخويا. وما ذا عن انتقاله في ديسمبر القادم إلى البي أس جي؟ هذا الحديث سابق لأوانه، فالتركيز منصب حاليا حول محاولة إنهاء المرحلة الأولى من دوري النجوم في الصدارة، بعدها يمكن لنا أن نفتح هذا الملف.