تنبؤاتي بنجاح بلماضي لم تأت من فراغ *كيف تعلق على تتويج المنتخب الوطني، خاصة وأنك من التقنيين القلائل، الذين رشحوا أشبال بلماضي للعودة بالتاج الإفريقي من مصر ؟ قبيل انطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019، رشحت منتخبين للتنافس على اللقب، والبداية بالمنتخب المصري، منظم البطولة وصاحب الرقم القياسي في عدد التتويجات، إلى جانب المنتخب الجزائري، الذي واجهته مع منتخب غامبيا، خلال التصفيات المؤهلة إلى «الكان»، ووقفت على مدى قوته وانسجامه، ولو أن أداءه في دورة مصر كان أقوى بكثير، في ظل الروح القتالية والشراسة التي أظهرها اللاعبون منذ أول مباراة، أنا سعيد للخضر ولرئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ولكن سعادتي أكبر للاعبي السابق جمال بلماضي، الذي أثبت بأنه مدرب من طينة الكبار رغم حداثة سنه، أنا أهنئه بهذا التتويج المستحق، وأنصحه بمواصلة العمل، لأنه قادر على إهداء منتخب بلاده الكثير من الإنجازات، في ظل الشخصية القوية التي يمتلكها، والتي جعلتني أتنبأ له بالنجاح في المجال التدريبي، وهو ما أكدته لكم في حوارات سابقة. *هل كنت ترى مواصفات المدرب الناجح في بلماضي، الذي لعب تحت إشرافك في وقت سابق ؟ كما تعلمون جمال بلماضي لعب تحت إشرافي في نادي الغرافة، وكان لاعبا يمتاز بالشخصية القوية والقيادية، وهو ما ساعده خلال تجربته كمدرب مع المنتخب الجزائري، إذ استطاع التحكم في المجموعة، كما فرض منطقه وأسلوبه على الجميع، وهو ما لاحظناه خلال اللقاءات التي خاضها الخضر، إذ غلب عليها الاندفاع البدني والشراسة في اللعب، إلى درجة تجعل المنافسين يستسلمون بسهولة، أنا سعيد لأن غامبيا تعد المنتخب الوحيد الذي لم ينهزم أمام الجزائر في لقاء رسمي خلال الأشهر القليلة، بعد التعادل الذي حققناه بهدف لمثله بالعاصمة بانغول، أنا أرى بأن الجزائر تستحق تسيد القارة، في ظل امتلاكها لجيل ذهبي بقيادة «المايسترو» رياض محرز، الذي شكل توليفة رائعة مع بقية اللاعبين المهاريين والمتميزين، في شاكلة بن ناصر وفغولي وبلايلي وبونجاح، دون أن أنسى الدفاع الصلب المشكل من بن العمري وماندي، وأنا أحسد بلماضي على هذه العناصر التي تجمع بين الفنيات والروح القتالية، وهو ما مكن من تخطي كافة العقبات، والإطاحة بمنتخبات تملك باعا كبيرا على مستوى القارة، في صورة السنغال وكوت ديفوار ونيجيريا. *هل هناك عوامل أخرى رجحت كفة الخضر خلال دورة مصر ؟ اختيارات بلماضي كانت موفقة طيلة البطولة، كما أن الانضباط التكتيكي الذي لعب به الخضر كافة المباريات أدهشني، لأنه لا يعقل أن تحافظ على التركيز من صافرة البداية إلى النهاية، وهو ما افتقدته بقية المنتخبات المرشحة، على غرار المغرب وكوت ديفوار وتونس، إذ ودعت المنافسة بسبب أخطاء ساذجة على مستوى الخط الخلفي، على عكس الجزائر التي قدمت أداء أقل ما يقال عنه بأنه خرافي، خاصة إذا ما علمنا بأن بلماضي استلم زمام العارضة الفنية قبل أشهر قليلة فقط، ولكنه نجح بفضل ذكائه واحترافيته من تحويل منتخب مفكك إلى قوة أطاحت بالجميع. *بماذا تريد أن تختم الحوار ؟ الشعب الجزائري عليه أن يفخر بهذا المنتخب وبالمدرب الرائع جمال بلماضي، الذي أراه قادرا على صنع العجب، خاصة وأنه أثبت مؤهلاته خلال تجربته في قطر، بعد الألقاب الكثيرة التي حصدها مع الدحيل والعنابي، ولم يكتف بهذا بل واصل إبداعاته مع الجزائر، التي قادها لتسيد القارة بعد 29 عاما من الانتظار، أنا فخور للاعبي السابق، وأطلب من الاتحادية الجزائرية أن تتركه يعمل في هدوء، لأنه قادر على قيادة الخضر نحو إنجازات أكبر، خاصة إذا ما علمنا بأن تصفيات مونديال قطر 2022 على الأبواب، والجماهير الجزائرية تترقب عودتها للمحفل العالمي من جديد.