تألق الفنان «موك صايب»، في السهرة الثانية من مهرجان جميلة العربي، أول أمس، بعد أن قدم وصلة غنائية متميزة، شملت أغاني من ألبوماته الخاصة، بالإضافة إلى أعمال جزائرية شهيرة أعاد أداءها و تفاعل معها الجمهور بشكل كبير، حيث تمكن الفنان من شد انتباه الحضور و إلهائهم عن الأعطاب التقنية و التأخير الذي شهدته الحفلة لقرابة ساعة ونصف. البداية كانت بصعود الفنان المحلي سمير العلمي على ركح «كويكول»، حيث قدم باقة منوعة من التراث السطايفي بصوت قوي، و أدى أغان تعبر عن الواقع الاجتماعي المعاش، حيث قدم في البداية أغنية «أسمحيلي لميمة» تلتها «ضاق حالي» ليطير بالحضور لأجواء الأغاني الراقصة بتقديم «طيور العلمة» و ختم وصلته بأداء «سيدي سليمان الوالي». لتصعد على الركح الفنانة راضية منال، التي قدمت كوكتيلا منوعا من الأغاني السطايفية المعروفة، لاسيما تلك التي تقدم في الأفراح محاولة تلبية رغبات الجمهور، وقد تأثرت وقت تقديم أغنيتها المعروفة «أسمحيلي يا لميمة»، أما ثالت من اعتلى المنصة فكان الفنان مزيان أميش، المعروف بأغنية «مونا مونا» التي قدمها للجمهور، رفقة باقة منوعة من الأغاني الجزائرية الشهيرة، تلاه مباشرة الفنان «مازي» الذي تفاعل معه جانب من الجمهور، بفضل أغانيه الشبابية ذات الإيقاعات الخفيفة والراقصة، كما اعاد بدوره أغاني فنانين آخرين على غرار «مياموري» و «لحبيبة ديالي» لفيصل «المينيون»و التي تفاعل معها الجمهور بالرقص وترديد كلماته، أعقبها بأغنية «ديكابوطابل» للمغربي زهير بهاوي و ثم أدى أغنيته الشهيرة «ماريا» ، التي ختم بها وصلته. أما آخر من صعد أمام الجمهور، فكان نجم السهرة مختار صايب المعروف باسم «موك صايب»، حيث استهل فقرته بأغنية «أنت عمري مابيلا» وحاول استمالة الحضور وبعث الحركية فيهم، من خلال تحكمه بالمسرح بحركات استعراضية راقصة، تلتها أغنيته المعروفة «نديك معايا في بالي» وأدى بعدها «طال غيابك ياغزالي» للفنان الراحل حسني، بتوزيع موسيقى جديد، بعدها قدم الأغنية الشهيرة «كارفان تو» وختمها بإعادة عمله الجديد «مابيلا». للإشارة، فقد عرف انطلاق الحفل تأخيرا كبيرا لأسباب تقنية ما ضاعف تذمر جانب من الجمهور، لكون السهرات مبرمجة في الأصل على الساعة العاشرة ليلا، كما عرفت السهرة حضورا أقل للجمهور مقارنة بسابقها، مع تعزيزات أمنية أخف. ر.ت موك صايب أنا عفوي وأقدم ما يطلبه الجمهور كشف الفنان موك صايب، بأن وصلاته الغنائية، دائما ما تتسم بالعفوية، سواء فيما يخص الأداء الموسيقي أو الحركات المقدمة على الركح، مشيرا، إلى أنه يحاول دائما تقديما ما يطلبه منه الجمهور، مع إمتاعه بالجديد و المزج بين مختلف الطبوع وبين الأغاني القديمة للفنانين المعروفين و أغانيه الخاصة. أما عن مشاركته في مهرجان جميلة الدولي، فقد عبر بالقول بأنه تلقى الدعوة التي وصلته من المنظمين بصدر رحب، لكونه مدركا بأن الأمر يتعلق بلقاء جديد مع جمهوره. راضية منال سررت بتفاعل الجمهور عبرت الفنانة راضية منال، بعد أداء وصلتها الغنائية، عن سعادتها البالغة بتفاعل الجمهور مع الباقة الغنائية المنوعة التي قدمتها، مشيرة إلى أن إرضاء الحضور، يبقى أكثر شيء يهم الفنان، وتمنت المشاركة من جديد في مهرجان جميلة الدولي موضحة بأن مرورها أول أمس، على ركح كويكل يعد الثاني لها خلال مشوارها الفني، وختمت بالقول، بأنها أحبت جدا تجاوب الجمهور مع أغنية «حارة زمور العالية»، التي تعتبر جزءا من التراث الغنائي السطايفي. مازي أفضل الاحتكاك المباشر مع الجمهور صرح الفنان الشاب مازي، بعد نهاية وصلته الغنائية، بأن مشاركته ضمن الطبعة 15 من مهرجان جميلة تعد شرفا له لاسيما بعدما نجح في تحقيق تفاعل الجمهور، الذي طلب عددا من أغانيه وهو ما زاد من حماسته خلال أدائها و جعله يلتحم مع الحضور وينزل عن الركح، ليحتك بمحبيه و يلمس تفاعلهم عن قرب. وأضاف مازي بالقول، بأن أهمية المهرجانات، تتمثل في الاحتكاك المباشر بين الفنان والجمهور و تبادل التفاعل، وختم بالتعليق على سعادته بالترحيب الكبير الذي حظي به. سمير العلمي أستعد لتسجيل ألبوم جديد من ثمان أغنيات كشف الفنان سمير العلمي، بأن الأغنية السطايفية تحتل ترتيبا جيدا في الساحة الفنية الجزائرية، وبأنها عادت بقوة في الآونة الأخيرة بعد أن زاد إقبال فنانين كثر و بالأخص من مناطق الغرب عليها. أما عن جديده الغنائي فقد كشف، بأنه يتمثل في ألبوم غنائي، يضم ثماني أغان، مع الموزع والملحن مليك أشتيام، مضيفا بأنه يتمنى أن تروق للجمهور، الذي تغيرت طبيعته و بات يحبذ الاستماع للأغاني من «اليوتوب» بدلا من الألبومات التقليدية. أصداء ميكروفون مشترك بين منشطي السهرة أفسدت الأعطاب التقنية المتكررة التي عرفتها السهرة الثانية من مهرجان جميلة، بهجة الليلة، وقد استدعى ضعف التحكم في الجانب التقني المنشطة سلمى بوعكاز، إلى استعارة ميكرفون زميلها في التنشيط مرارا، بعدما توقف جهازها و تسبب في انقطاع الصوت لأكثر من مرة. تلقائية في أداء راضية منال قدمت الفنانة راضية منال، وصلة غنائية بتلقائية وعفوية، حيث كانت تقوم بالمزج بين بعض المقامات الموسيقية، في الطابع السطايفي، وهو ما نجح في دفع الجمهور للتفاعل معها، بدليل أنها لم تتذكر الأغاني التي قدمتها بعد نهاية فقرتها الغنائية. ساحة الركح طبيعية بطلب من المنظمين لم يقم منظمو المهرجان، بتغطية الساحة المقابلة للركح و الفاصلة بينه وبين الكراسي الأمامية، حيث لفت منظر بقايا القمح ذهبية اللون انتباه الجميع، و تطاير البعض منها على السجاد الأحمر الذي تعمد المنظمون وضعه، على امتداد المسافة الفاصلة بين الركح و المنصة التي تسبقه خلال السهرة الافتتاحية. توافد قوي لأطفال جميلة على الحفلات شد انتباه الحضور، توافد قوي لأطفال مدينة جميلة، على الموقع الأثري والروماني، الذي يحتضن جزءه العلوي المهرجان الدولي الفني، في طبعته الخامسة عشرة، وقد رفض المنظمون إحراجهم و سمحوا لهم بالدخول مجانا للمشاركة في الأجواء الاحتفالية.