شهدت، أمس، ولاية جيجل، تساقط كميات من الأمطار الموسمية، فيما تحولت هذه النعمة إلى نقمة على سكان عدة أحياء، بعدما غمرت السيول منازلهم، خصوصا و أن السيول كانت مصحوبة بالأتربة و النفايات، متسببة في غلق قنوات صرف مياه الأمطار. و قد تأسف مواطنون من عدة مناطق في حديثهم للنصر، على غرار وسط مدينة جيجل، الطاهير، الميلية، معبرين عن استيائهم وتذمرهم بسبب الوضعية التي تتكرر كل سنة، جراء ضعف الخطط و المشاريع المجسدة لمنع حدوث الفيضانات و قد عبر قاطنون بجوار شارع حسين رويبح بمدينة جيجل و تحديدا بمحاذاة ثانوية بوراوي عمار، عن تذمرهم الشديد من الوضعية المؤسفة التي تكررت منذ سنوات، بتجمع المياه بالطريق الذي تحول إلى ما يشبه الوادي، أين منعت المياه العشرات من المواطنين من مغادرة منازلهم و العودة في فترة الظهيرة، كما تسببت في شل حركة السير لساعات من الزمن و حجز العديد من السيارات وسط الطريق. و ذكر المتحدثون، أن المنطقة تشهد فيضانات كلما تسقط الأمطار و بالرغم من أن السلطات قامت بتجسيد مشروع مؤخرا يفترض أن يقضي على المشكل المطروح، إلا أن دار لقمان بقيت على حالها و استغرب المتحدثون من جدوى صرف أموال طائلة على مشاريع فاشلة، أبقت الطريق على وضعيته السابقة و التي تتجمع فيه مياه الأمطار و طالب المعنيون من الوالي و السلطات المختصة فتح تحقيق في أسباب فشل المشروع على حد تعبيرهم. و قد شهدت العديد من أحياء عاصمة الولاية، تجمعا كبيرا للمياه، رافقه حدوث سيول جارفة محملة بالأتربة، على غرار حي 40 هكتارا، الحدادة، العقابي و شوارع «كونشوفالي»، فلم تستطع البالوعات امتصاص المياه المتساقطة، نفس المشاهد شهدتها تجمعات سكانية بالطاهير و بالرغم من تجسيد مشروع لقنوات الصرف الصحي و مياه الأمطار، إلا أن العديد من التجمعات لا تزال تشهد تجمع المياه بشكل كبير، حيث عبر مواطنون عن قلقهم من عدم تحقيق المشاريع الغاية التي أنجزت من أجلها، فيما يمكن أن تزداد الوضعية تعقيدا مع حلول فصلي الخريف و الشتاء، كما شهدت شوارع مدينة الميلية، وضعيات مشابهة خصوصا بوسط المدينة. الوضعية التي أقلقت سكان عاصمة الكورنيش بعد تساقط كميات معتبرة من الأمطار، تمثلت أساسا في غلق عدة طرق رئيسية بالولاية بسبب تراكم الأوحال في عدة أماكن، مما أجبر الراجلين و أصحاب السيارات على تغيير مسار تنقلهم و تجنب هذه الطرق خوفا من وقوع حوادث لا تحمد عقباها و ما زاد الوضع تأزما، حسب المعنيين، هي الميزانية التي استفادت منها الولاية منذ سنوات في إطار المشاريع القطاعية و المتعلقة بحماية بعض المدن و نقاط معينة من الفيضانات، لكنها لم تحقق النتائج المرجوة، ما جعل العديد من الصفحات عبر موقع التواصل الاجتماعي، تطالب بضرورة تدخل السلطات و فتح تحقيقات معمقة لمعرفة مصير أموال حماية مدن الولاية من الفيضانات. و قد سارعت العديد من البلديات عبر المصالح التقنية و بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية، إلى مواجهة المشكل المطروح، جراء تساقط الأمطار، حيث تم تسريح العديد من البالوعات.