لا يزال أكثر من 80 ألف نسمة ب 7 بلديات و دائرتين هما حمام دباغ و عين أحساينية، في حوض سكاني كبير غرب قالمة، يعانون من نقص كبير في الخدمات إلى حد البؤس و الشقاء، سكانه مشتتون بين مدن قالمة، وادي الزناتي و هليوبوليس أين تتواجد كبرى مرافق الخدمات الصحية و المالية على وجه الخصوص. دائرتين كبيرتين لا يوجد بهما مستشفى و لا مركز للضرائب و لا فرع للبنوك المحلية و في مقدمتها بنك الفلاحة و التنمية الريفية الذي يعد الأكثر تعاملا مع سكان المنطقة، الذين يعتمدون على الزراعة و الأنشطة الرعوية، بينهم منتجي القمح الأكثر تضررا من بعد فروع بدر بنك المتواجدة بكل من وادي الزناتي و قالمة. و يقطع مواطن يسكن ببلدية الركنية على حدود ولاية سكيكدة، نحو 60 كلم للوصول إلى المستشفى و بدر بنك بوادي الزناتي و يقول سكان الركنية إحدى أهم بلديات دائرة حمام دباغ المنتجة للقمح، بأنهم يقضون يوما كاملا على الطرقات و يعبرون 4 بلديات كاملة للوصول إلى وادي الزناتي، تماما مثل سكان بوحمدان النائية. و تعد بلديات دائرة عين أحساينية و هي مجاز عمار، هواري بومدين، سلاوة عنونة و رأس العقبة، الأقل تضررا من النقص الفادح لمرافق الخدمات، مقارنة ببلديات دائرة حمام دباغ القطب السياحي الشهير الذي لا يتوفر على مستشفى و مؤسسات مالية كالبنوك و مركز للضرائب و شركة الكهرباء. و يمتاز الحوض السكاني حمام دباغ و عين أحساينية، بموقع جغرافي ملائم لتمركز مرافق الخدمات بإحدى الدائرتين، لكن المسؤولين المتعاقبين على الولاية و منذ أن أرتقت إلى مصاف ولاية قبل 45 عاما، لم يتمكنوا من وضع خارطة مجدية لمراكز الخدمات و مواكبة التحولات الاجتماعية و الاقتصادية التي تعرفها الولاية و التخفيف من وطأة التقسيم المجحف الذي تبنته عدة قطاعات بينها الكهرباء و الغاز و الضرائب و الصحة و البنوك و مديرية التشغيل. و باستثناء مديرية التربية و مديرية الفلاحة و مديرية الموارد المائية و شركة المياه و مديرية الضمان الاجتماعي و مديرية الأشغال العمومية و محافظة الغابات التي فتحت مؤسسات و فروع لها بالحوض السكاني الكبير، فإن باقي القطاعات مازالت تمارس ما يصفه السكان بالإجحاف تجاه المناطق النائية. و يطالب سكان دائرتي حمام دباغ و عين أحساينية، ببناء فرع لبنك الفلاحة و التنمية الريفية، تسند له مهمة التعامل مع مواطني المنطقة و الفلاحين على وجه الخصوص و إنجاز مستشفى كبير يضع حدا لمعاناة المرضى القادمين من الأقاليم النائية باتجاه مستشفيات قالمة و وادي الزناتي. و لا يقتصر مشكل تشتت مرافق الخدمات على دائرتي حمام دباغ و عين أحساينية فقط، بل يطال أيضا دائرتي حمام النبائل و لخزارة المتجاورتين، بهما 6 بلديات جبلية بدون مستشفى و مركز للخدمات المالية كالبنوك و الضرائب.