التحق تلاميذ مدرسة أحمد الطويل بمنطقة تلزة بالقل غربي ولاية سكيكدة، أمس، بمقاعد الدراسة، بعد أسبوعين من مقاطعتهم للدخول المدرسي، احتجاجا على الوضع المتدهور للمدرسة. ذلك أن المؤسسة تشهد اكتظاظا كبيرا، حيث فاق العدد 43 تلميذا في القسم الواحد و يتقاسم ثلاثة تلاميذ طاولة واحدة، ناهيك عن تدهور التجهيزات بسبب التخريب الذي طالها نتيجة لاستعمالها من قبل الأفواج الكشفية في العطلة الصيفية و انعدام النظافة داخل المؤسسة و محيطها و وجود مرحاض مشترك بين الذكور و الإناث و غيرها من النقائص. التحاق التلاميذ مدرسة احمد الطويل بمقاعد الدراسة، جاء حسب حديث ممثل عن أولياء التلاميذ، استجابة لتدخل السلطات المحلية و شروعها في تلبية بعض المطالب الاستعجالية في انتظار تجسيد الوعود المقدمة لتلبية كل المطالب المرفوعة في الاحتجاجات التي شنوها منذ الدخول المدرسي و التصعيد الأخير في وتيرة الاحتجاج، أول أمس، من خلال قطع الطريق الوطني رقم 85 الربط بين قسنطينة و القل بالمكان المحاذي للمدرسة، لوضع السلطات المحلية أمام الأمر الواقع. و أكد رئيس بلدية القل في حديث للنصر، على أن الدخول المدرسي انطلق في ظروف عادية في 17 مدرسة ابتدائية تابعة لبلدية القل، ماعدا مدرستين فقط تعرفان نقائص، هما مدرسة أحمد الطويل بتلزة و مدرسة أحسن بلحوس منطقة دار عمر، حيث احتج أولياء تلاميذ مدرسة بلحوس دون منع أبنائهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة، فيما منع أولياء تلاميذ مدرسة أحمد الطويل أبناءهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة و قاطعوا الدخول. و في الوقت الذي أقر فيه «المير» بوجود نقائص في أغلب المدارس، إلا أنه قال بأنه من غير المعقول وضع المصير الدراسي للأبناء رهينة من قبل الأولياء، للحصول على مطالب يمكن تحقيقها بهدوء و استعمال لغة الحوار، مشيرا إلى أن البلدية تقوم في كل مرة بالتدخل من أجل تهيئة المدارس و وضعها في ظروف جيدة للتمدرس و أشار إلى أن البلدية شرعت في تلبية المطالب الاستعجالية و مطالب أولياء مدرسة أحمد الطويل، من خلال طلب فتح أقسام جديدة بالبناء الجاهز، أو مشروع مدرسة جيدة يحتاج إلى وقت. و عن الاكتظاظ، قال بأنه جاء نتيجة لترحيل سكان بالأحياء الحضرية الجديدة بحيي 400 و700 مسكن و تأخر فتح مدرسة جديدة في حي 400 مسكن زاد من تأزم الوضع، موضحا بأن البلدية تقوم بحملة نظافة في المدرستين المذكورتين يوم السبت القادم، مع معالجة بعض النقائص، مؤكدا على أن 17 مدرسة ابتدائية ببلدية القل، توفر على التدفئة المركزية، ما عدا مدرسة واحدة فقط مازالت تعتمد على غاز المدينة و هي مدرسة عمار مسيخ بسبب بعض الصعوبات، مشير إلى أن البلدية قامت بإعداد بطاقات فنية لكل المدارس و خصصت أغلفة مالية من منحة صندوق التضامن من أجل التهيئة و الصيانة، لكن لم يتم التأشير عليها من قبل المراقب المالي، بسبب أن بعض المدارس غير تابعة لأملاك البلدية، على غرار مدرسة أحسن بلحوس. و في سياق متصل، عرف الدخول المدرسي بدائرة القل، غلق مدرسة الشهيد علي ولهة بقرية «طيوطيان» ببلدية بني زيد نهائيا، بسبب تحويل آخر تلميذة بالمدرسة نحو مدرسة قرية حجر مفروش ببلدية عين قشرة بسبب عدم وجود معلم الفرنسية، علما أن التلميذة الوحيدة خولة قطر الندى الثعالبي، كانت تدرس لوحدها منذ سنتين في وجود معلم واحد فقط يقوم بالتدريس و تسيير الإدارة، فيما لا يزال تلاميذ مدرسة حسين كركار بقرية لمباطل ببلدية بني زيد، منذ عدة سنوات، يتناولون وجبات غذائية باردة بسبب عدم وجود مطعم مدرسي بالمواصفات المطلوبة.