تعيش بعض قرى بلدية بني زيد غربي ولاية سكيكدة عزلة كبيرة بسبب انعدام النقل المدرسي الذي يتسبب كل سنة في انقطاع الكثير من التلاميذ والطلبة عن الدراسة، وفي هذا الشأن أعرب العديد من أولياء التلاميذ من سكان قريتي لويدة ولمباطل وقرقورة ببلدية بني زيد غرب ولاية سكيكدة عن استيائهم الشديد من المعاناة اليومية التي يعيشها أكثر من 250 تلميذا يتمدرسون في الطورين المتوسط والثانوي، حيث يضطرون للتنقل يوميا مشيا على الأقدام لمسافة تفوق 6 كليومترات وسط مخاطر الطريق للالتحاق بمقاعد الدراسة بمتوسطة قرية سيدي علي. فيما تستمر معاناة تلاميذ الطور الثانوي للبحث عن وسيلة نقل للوصول إلى ثانويات كركرة والقل. وحسب الأولياء الدين اتصلوا ب"البلاد" فإن المشكل الكبير الذي جعل المعاناة مستمرة لسنوات ودفعت بالكثير من الأولياء إلى حرمان أبنائهم من الدراسة، تعود إلى وضعية الطريق المتدهور وكشفوا عن مخاطر الطريق، لاسيما أثناء تساقط الأمطار وتنقل التلاميذ في ساعات مبكرة والعودة في ساعة متأخرة من المساء أمام مخاطر هجوم الحيوانات عليهم وكذا تعرضهم للسرقة من قبل المجرمين تحت التهديد، وهو ما أفرز حسبهم انقطاع العديد من أبناء القرية عن الدراسة عند نهاية المرحلة الابتدائية لاسيما البنات. وفي هذا السياق كشف الأولياء عن وضعية المدرسة الابتدائية الوحيدة بقرية لمباطل بسبب ضعف التأطير وعزوف أصحاب الكفاءات عن العمل بها، كما أن التلاميذ يحرمون من خدمات المطعم وتقدم لهم وجبات باردة لعدم وجود توصيلات للمياه بالمدرسة. والمعاناة نفسها بالنسبة للسكان الذين يعتمدون على مياه الأودية والشعاب. وحسب رئيس البلدية فإن هناك مشروعا لتهيئة الطريق نحو قريتي لويدة ولمباطل وقرقورة والوضعية الحالية للطريق حرمت تلاميذ المنطقة من الاستفادة من خدمات النقل المدرسي، إذ تتوقف حافلة النقل المدرسي عند حدود قرية علي الشارف. وهي قرية بعيدة نوعا ما عن مقر سكناهم. سكان القريتين ناشدوا والي ولاية سكيكدة الجديد التدخل العاجل لانتشالهم من هذه المعاناة التي ظلت مستمرة إلى يومنا هذا.