استخدمت روسيا والصين، العضوان الدائمان في مجلس الأمن الدولي، أمس الأول الثلاثاء حق النقض (الفيتو) ما حال دون تبني مشروع قرار للدول الغربية يهدد النظام السوري ب"إجراءات محددة الأهداف" على خلفية الأحداث الجارية في سوريا.. وصوتت تسع دول مع القرار في حين صوتت روسيا والصين ضده، الأمر الذي حال دون تبنيه. وامتنعت جنوب إفريقيا والهند والبرازيل ولبنان عن التصويت. وقالت السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة سوزان رايس أن "الولاياتالمتحدة مستاءة بشدة من إخفاق المجلس تماما" في محاولة التعامل مع "تحد أخلاقي ملح وتهديد متنام للسلام الإقليمي". ونددت بموقف الدول التي رفضت القرار معتبرة أنها "تفضل بيع أسلحة للنظام السوري". من جهته، اعتبر السفير الروسي فيتالي تشوركين أن مشروع القرار الأوروبي "استند إلى فلسفة المواجهة"، مؤكدا أن التهديد بفرض عقوبات التي سماها القرار "إجراءات محددة الأهداف" هو أمر "غير مقبول". وهاجم بشدة العمليات العسكرية التي قام بها الحلف الأطلسي في ليبيا، معربا عن مخاوفه من تكرار هذا الأمر في سوريا رغم التأكيد المتكرر للحكومات الغربية انه لن يتم اللجوء إلى خيارات عسكرية في هذا البلد. وأيد السفير الصيني لي باودونغ مشروع القرار الذي تقدمت به روسيا مشددا على وجوب إنهاء الأزمة في سوريا عبر الحوار. وهذا الفيتو الروسي الصيني هو الثاني بعد لجوء العضوين الدائمين في مجلس الأمن إلى فيتو مماثل لتعطيل العقوبات الدولية التي فرضت على رئيس زيمبابوي روبرت موغابي في جويلية 2008. وكانت بريطانيا وفرنسا و ألمانيا والبرتغال تخلت عن كلمة "عقوبات" داعية إلى "إجراءات محددة الأهداف" في مسودة القرار في مسعى لتمريره عبر مجلس الأمن. وتسعى موسكو، التي ترفض منذ أسابيع أي مشروع قرار يتضمن عقوبات، إلى إصدار قرار دولي يركز على ضرورة الحوار السياسي في سوريا ويأخذ في الاعتبار لجوء المعارضة إلى العنف. من جهته، ندد السفير السوري لدى المنظمة الدولية بشار الجعفري أمام مجلس الأمن ب"استهداف" بلاده وقال أن "لغة العداء لبعض السفراء أكدت ما قلناه من أن بلادي مستهدفة من أعدائها من ناحية المبدأ وليس لأي سبب إنساني ". و أضاف أن "هذه اللغة العدائية تكشف النقاب عن حجم التحامل في بعض العواصمالغربية على بلادي وقيادتها السياسية بسبب مواقف سوريا السياسية المستقلة عن أجندات تلك العواصم". و أوضح الجعفري أن سوريا تشهد اليوم "مرحلة جديدة من الإرهاب"، متهما بعض الدول "بقيادة حملة دولية للتدخل في شؤون سوريا باسم حقوق الإنسان وحماية المدنيين"، ومشددا على ان "هذه الدول ما زالت ترفض الاعتراف بوجود جماعات إرهابية مسلحة في سوريا لا بل أنها تقدم الحماية والرعاية لقادة تلك الجماعات". وخلال إلقاء الجعفري كلمته، انسحب الوفد الأميركي والسفير البريطاني من قاعة مجلس الأمن.