انتقدت المعارضة السورية ودول غربية إلى جانب الأممالمتحدة استخدام كل من الصين وروسيا حق الفيتو ضد قرار صاغته دول أوروبية في مجلس الأمن، كان سيسمح بعقوبات أممية ضد النظام السوري. وأكدت تركيا بأنها ستفرض عقوبات رغم إجهاض القرار، فيما تتجه أوروبا لتشديد العقوبات ضد دمشق. قال محمد مأمون الحمصي المتحدث باسم المعارضة السورية بالقاهرة والناشط السياسي أمس، ''إن الموقف الروسي ينم عن تبني موسكو نفس الخطاب الذى يتبناه النظام السوري الذي يمارس ضد شعبه أقسى وأبشع أنواع القتل والتعذيب والإذلال''، مضيفا أن الموقف الذى تتبناه روسيا حاليا إزاء الأزمة السورية يدل دون أى مجال للشك على أن هذه الدول التى ينظر إليها على أنها دول كبيرة، تبحث عن مصالحها الذاتية الضيقة فقط دون أي مراعاة للقيم والأعراف الإنسانية. واعتبرت فرنسا عبر وزير خارجيتها ألان بأن: استخدام الفيتو ضد سوريا هو يوم حزين للسوريين ولمجلس الأمن''، فيما وصفته ألمانيا بأنه مؤسف جدا، أما بريطانيا فأدانت الخطوة الروسية الصينية، وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس إن واشنطن غاضبة من الفيتو، وأضافت قولها إنه حان الوقت للمجلس أن يتبنى فرض ''عقوبات صارمة موجهة'' على دمشق. وأيد مشروع القرار تسعة أعضاء وامتنع عن التصويت أربعة. لكن الصين قالت بأن صدور أي قرار عن الأممالمتحدة ''لن يحسن'' وضع سوريا، فيما رفضت روسيا وصفها بمحامي نظام الأسد، وأبدت مخاوفها من أن يمهد القرار السبيل لتدخل عسكري على غرار ما حدث في ليبيا. ومن جهتها اعتبرت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بأن الفيتو قرار تاريخي. اما تركيا التي شرعت في مناورات عسكرية على حدود مع سوريا، فقد شدد رئيس وزرائها الطيب أردوغان على أن بلاده ستفرض عقوبات على سوريا رغم إحباط أي إجراء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضد الرئيس السوري بشار الأسد لقمعه العنيف للمعارضة. وذكر أردوغان الذي يزور جنوب إفريقيا أنه سيعلن مجموعة من العقوبات عقب زيارته لمخيم للاجئين السوريين في تركيا خلال الأيام القليلة المقبلة.