انطلقت مؤخرا عملية تهيئة ثلاث وحدات جوارية كبرى بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، بعد سنوات من الانتظار، حيث تعد هذه العملية التي خصص لها ما يقارب 50 مليار سنتيم، الأولى من نوعها في مدينة ظلت منسية وبعيدة عن اهتمام السلطات المركزية، منذ إنشائها قبل أزيد من 19 عاما. وبدأت آليات الأشغال العمومية في اقتلاع طبقات الخرسانة والإسفلت المهترئة، من الطرقات والأرصفة تمهيدا لتهيئة الأحياء والشوارع المتدهورة والأرصفة القديمة، التي شوهت المدينة طيلة سنوات وقدمت عنها صورة سلبية، حيث انتشرت الحفر كالفطريات وأصبحت مختلف المواقع لا تخلو من التسربات المائية والتشوهات العمرانية. وذكر المدير العام لمؤسسة تهيئة مدينتي علي منجلي وعين انحاس، فريد حيول، أن المؤسسة شرعت منذ سنوات في إعداد تصور عمراني جديد لتحسين صورة المدينة، وقد أصبح هذا التصور كما أكد، أمرا واقعا، إذ تم اختيار المؤسسات لإنجاز مشاريع التهيئة بثلاث وحدات جوارية كبرى والتي تعد الأقدم بعلي منجلي، في انتظار الشروع في تهيئة أحياء أخرى بعد استيفاء الإجراءات القانونية، إذ ستشمل العملية كما قال، كلا من الوحدات 1،2،5، 13 لتمس في النهاية 15 وحدة بشكل إجمالي. وأضح المتحدث، أن المؤسسة تحصلت على رخصة برنامج خصص له غلاف مالي يقدر ب 300 مليار سنتيم، 86 مليارا منها لتهيئة التوسعة الغربية وشطر منه لعين النحاس، كما بلغت قيمة الصفقات الثلاث لتهيية الوحدات الجوارية 50 مليار سنتيم، في حين ستخصص المبالغ المالية المتبقية لإنجاز مشاريع تنموية أخرى. وقد حددت بحسب مدير المؤسسة، آجال الأشغال ب 12 شهرا ابتداء من سبتمبر المنقضي، مشيرا إلى أن بنود دفاتر الشروط، قد نصت على ضرورة أن لا تستفيد من الصفقة سوى المؤسسات التي تتوفر على سجلات مصنفة ضمن الفئة الخامسة أو أكثر، وذلك لضمان احترام الآجال وجودة الإنجاز، وهو ما تم مثلما أكد المسؤول، كما ذكر أن لجنة الصفقات الوطنية بوزارة السكن هي من تصادق على الصفقات وتعمل على قانونيتها، مبرزا أن المقاولات ستقوم بإعادة الاعتبار لمختلف الشبكات المختلفة وإحصاء النقاط السوداء وتهيئتها. وما يلاحظ أن الأشغال انطلقت بوتيرة جيدة لاسيما بالوحدة الجوارية السادسة، لكن عدم احترام سائقي المركبات للإشارات التوجيهية، التي تمنع المركبات من العبور عبر تلك المواقع قد يعرقل عملية الإنجاز، حيث أن مصالح الأمن مطالبة بمنع السائقين من التوجه عبر تلك النقاط. وتعد هذه الوحدات، من أكثر الأحياء تضررا وأكبرها من حيث الكثافة السكانية والحركية المرورية، حيث سجلت الدراسة وجود عيوب تقنية كثيرة بها، إذ أن الطرقات و الأرصفة مهترئة، كما أن العديد من المرقين العقاريين وبعد إنجازهم للسكنات لم يقوموا بتجسيد التهيئة الخارجية، التي تقع على عاتقهم، في حين تآكلت المساحات الخضراء وأصبحت غير ظاهرة بسبب التشوهات العمرانية. وما زالت علي منجلي، بحاجة إلى الكثير من العمل والجهد، رغم استفادتها من مشاريع كبرى على غرار الترامواي، فهي تفتقر إلى مواقف ومحطات نقل نظامية، ناهيك عن انعدام الإشارات التوجيهية والمرورية و نقص كبير نقص في النظافة وعدم توزيع جيد لحاويات النظافة، كما تكاد أن تنعدم بها أماكن الجلوس و الراحة و المراحيض العمومية. وتراهن السلطات بعد ترقية علي منجلي إلى مقاطعة إدارية وتنصيب الوالي المنتدب، على تحسين صورة المدينة التي كانت من المفروض أن تكون المشروع الحضري الجديد لعاصمة الشرق الجزائري، حيث صرح والي قسنطينة عبد السميع سعيدون قبل أسبوع، أن المدينة ستتغير نحو الأفضل بعد اتضاح هيكلها الإداري، باستفادتها من برامج اقتصادية وأغلفة مالية.