تطهير الوادي أولوية مستعجلة لدى السكان يشعر مواطنو بوسعادة و منتخبوهم المحليون أن نصيب مدينتهم من التنمية في بعض المجالات الحساسة متأخر جدا . بل لا يساير التطور السكاني الذي شهدته بوصولها إلى 150 ألف نسمة فضلا عن كونها تمثل قطبا بجنوب الولاية ( المسيلة ) بإشعاع يشمل 23 بلدية يفترض أن يجد سكانها الخدمات التي يحتاجونها. و من بين أكثر الإنشغالات التي تقلق البوسعاديين قضية التلوث الذي تتضاعف خطورته بمرور الأيام. وأصبح الوادي الذي يعبر المدينة على مسافة تزيد عن 12 كلم وهومصدر الحياة للواحة التي كانت سببا لوجود بوسعادة قبل ثمانية قرون، أصبح أكثرتضررا من التلوث. و رغم أن مشروع التكفل بتطهير الوادي في طور الإجراءات إلا أن عامل الوقت يضغط على السكان الذين يريدون رؤية الصفاء يعود إلى واديهم ويأكلون غلاله على امتداد الواحة دون خوف من انتشار الأوبئة فيهم. روبورتاج و تصوير م.بن دادة و من المطالب التي تعد مستعجلة كذلك في بوسعادة سجلنا أنشغال السكان بضرورة وجود مؤسسة جامعية و مطالبة الفلاحين بضرورة بناء سوق جملة للخضر والفواكه . و في الجانب الرياضي تفتقد بوسعادة لمركب رياضي في مستوى طموحات شبابها. كما تعد التهيئة و تحسين المحيط و التكفل بتسوية مشاكل الإحياء الفوضوية و توفير السكن الإجتماعي من أكثر المواضيع التي تطرح بحدة في الشارع البوسعادي. رعب من تسمم الواحة قبل إنجاز مشروع تطهير الوادي يذكر بعض من تحدثنا معهم من المواطنين أن مياه وادي بوسعادة كانت قبل خمس سنوات صافية رقراقة تعيش فيها الحيتان وهي على مدار تاريخ شريان الحياة ، بل إن تلك المياه الغزيرة النابعة من جبل كردادة الذي تتوسده المدينة هي سبب تعمير المنطقة قبل ثمانية قرون على يد العالم والرجل الصالح سيدي ثامر مؤسس مدينة بوسعادة... الذي يبقى أثره مجسدا حتى الآن في المسجد الذي يحمل إسمه بالمدينة القديمة والذي يعد أحد المعالم المهمة الذي يفتخر به سكانها . أما اليوم فإن التوسع العمراني خاصة الفوضوي منه أدى إلى أن قنوات المياه القذرة التي أنجزت بأقطار صغيرة ( أكبرها 300 ملم ) صارت لا تستوعب كمية المياه التي يتخلص منها السكان، إلى جانب إنسداد هذه القنوات وانكسارها في أماكن كثيرة ، والنتيجة أن المصب المباشر لهذه المياه هو مجرى الوادي أين تختلط بمياهه الصافية المشكلة لساقية الخشبة وهي الساقية الرئيسية التي توزع المياه على بساتين الواحة الموجودة على ضفاف امتداد الوادي والتي تشكل مصدرا مهما لرزق عدد معتبر من السكان الذين تتنوع منتوجاتهم الفلاحية ما بين غلال الأشجار المثمرة والخضر أو ما يسمى محليا ب " بنت الأرض" مثل السلطة و الجزر و الخردل و الطماطم و الفلفل وغيرها وهي مواد كانت تعرف بجودتها العالية وصارت الآن محل شك بسبب مياه السقي التي تزداد درجة تلوثها بمرور الأشهر و السنوات.. مما جعل الخوف من تسمم الواحة كليا يثير الرعب في نفوس الفلاحين خاصة إذا ارتفع التلوث في هذه المياه إلى الحدود الحمراء . مشروع إنقاذ الواحة مبرمج و خوف السكان من فوات الأوان يحاول مواطنو بوسعادة لفت انتباه السلطات العمومية إلى ضرورة الإسراع في إجراءات إنطلاق و تجسيد مشروع تطهير وادي بوسعادة الذي يؤدي تأخره في نظرهم إلى إلحاق ضرر كبير بالجانبين الفلاحي و البيئي اللذين لهما علاقة مباشرة بالجانب الصحي و حتى السياحي الذي تحاول بوسعادة استرجاع أمجادها فيه عندما كانت تسجل ما يزيد عن 300 ألف زائر لها سنويا. ولتفادي الضرر البالغ للتلوث تجري حاليا مثلما علمنا في أوساط السكان عملية تمرير عريضة للتوقيع بين مواطني بوسعادة تلح على مطلب أساسي وهو ضرورة الإسراع في إنجاز مشروع تطهير وادي بوسعادة . و تدعم هذه العريضة حملة موازية بمواقع التواصل الإجتماعي على شبكة الإنترنيت. ويستغرب بعض المواطنين هذه المفارقة بين تقدم أشغال محطة تصفية المياه القذرة لبوسعادة التي ينتظر تسليمها خلال سنة 2013 في حين وحتى الآن لم تنطلق أشغال مشروع قنوات تطهير الوادي و يتساءلون عندما تكون محطة التصفية جاهزة أي مياه ستعالجها إذا كانت القنوات غير موجودة وفي ذات الصدد يؤكدون ضرورة العمل بالتوازي في نفس الوقت على الجبهتين وضع القنوات و بناء محطة التصفية حتى يكون المشروع في الموعد وعدم تضييع سنة أو أكثر. الأحياء الفوضوية صارت بمثابة المرض المزمن من أصعب المعضلات المطروحة في بوسعادة ظاهرة الأحياء الفوضوية الناجمة حسب الإعتقاد السائد بالمدينة عن أزمة سكن حادة بسبب محدودية ما استفادت منه البلدية من سكنات إجتماعية مقارنة بالطلبات المتراكمة( 23 ألف طلب ) يقابلها 600 سكن فقط في انتظار توزيعها و عدد لا يتجاوز ألف وحدة سكنية إجتماعية موجودة من قبل. بالموازاة مع أزمة مماثلة في التحصيصات السكنية المجمدة بسبب جمود الوكالة العقارية التي أحيل العديد من مسيريها المتعاقبين على العدالة وبقاء عمل الوكالة مرهونا بمحاولة تسوية الملفات القديمة المتراكمة في خزائنها. كما يذكر المسؤولون المحليون أن وكالة عدل التي استفادت من مساحة تزيد عن 60 هكتارا قصد إنجاز سكنات عليها توجهت نحو بيع أجزاء من هذه المساحات ولم تنجز طيلة عشر سنوات سوى 70 مسكنا. وأمام ما يبدو أنه إنسداد في قنوات الحصول على السكن لم يبق أمام المواطن حسب هذا التحليل سوى التوجه نحو البناء الفوضوي. مما جعل هذا المقصد يجذب الكثيرين ويعقد بالتالي وضع المدينة أكثر فأكثر بعد أن صار ربع سكانها تقريبا يقيمون في أحياء فوضوية على غرار أحياء .. ميطر ، وسليمان ، و 20 أوت التي تفتقر إلى الكهرباء و الماء وشبكة التطهير والتهيئة العمرانية. تضاف لها أحياء عديدة في حاجة إلى تهيئة وتحسين المحيط مثل أحياء محمد شعباني و أول نوفمبر و المجاهد و24 فيفري و الرمال الذهبية و مفدي زكريا. وهذه كلها تحتاج إلى أغلفة مالية كبيرة هي بكل تأكيد مثلما يؤكد رئيس البلدية السيد عمران لمبارك فوق طاقة البلدية. ولابد من إدراجها ضمن المشاريع القطاعية. وحل معضلة الأحياء الفوضوية في نظر المسؤولين المحليين تكون أولا بوقف هذه الظاهرة عن طريق توفير البديل في مجال السكن و بالكمية الكافية. ثم فرض صرامة الدولة لمنع أي بناء فوضوي جديد و تسوية وضعية الأحياء الفوضوية الموجودة و تزويدها بالمرافق الضرورية للحياة الكريمة. خيرات المعذر وفيرة ينقصها سوق جملة لتسويقها المطلب الأساسي لفلاحي بوسعادة و كل منطقة جنوب ولاية المسيلة هو ضرورة إنشاء سوق جملة كبير للخضر و الفواكه يسمح بتسويق المنتجات الوفيرة التي تتزايد سنة بعد أخرى بفعل التوسيع المتواصل للمساحات المسقية و التحكم في مختلف الزراعات التي أعطت نتائج هامة كما و نوعا.. لكنها عند مرحلة التسويق تكون رهن ابتزاز السماسرة والوسطاء تباع لهم بأبخس الأثمان ليعيدوا بيعها في العاصمة و مدن أخرى بعشرة أضعاف أو أكثر.. وشهدت بلدية بوسعادة نقلة نوعية في قطاعها الفلاحي الذي لم تبق منتوجاته محصورة في الواحة القديمة على ضفاف الوادي و إنما إنتقل ثقل القطاع الفلاحي إلى محيط المعذر الكبير الذي تصل مساحته إلى 15 ألف هكتار عبر عدة بلديات منها 2900 هكتار تقع بتراب بلدية بوسعادة أغلبها مسقية وسيتم سقي 700 هكتار منها بعد إنجاز محطة تصفية المياه القذرة تضاف إليها مستقبلا 700 هكتار أخرى مسقية بمحيط المعذر الظهري. وحسب رئيس القسم الفرعي الفلاحي ب بوسعادة السيد جاب الله يحيى فإن منطقة المعذر تتقاسمها أربع بلديات هي : بوسعادة ، الخبانة ، لحوامد ، والمعاريف. ويمارس الفلاحون بهذه المنطقة مختلف النشاطات الفلاحية التي تعتمد على السقي كالخضروات و الأعلاف الخضراء لتربية الأبقار و الأشجار المثمرة و زراعة الحبوب. و تبدو أهمية محيط المعذر من الأرقام المحققة فيه. ففي مجال تربية الأبقار تصل الثروة الموجودة ببلدية بوسعادة إلى 1800 بقرة حلوب تساهم في تزويد ملبنتي الحضنة في المسيلة و الصومام في بجاية بمادة الحليب في حين يوجه 60 بالمائة من الحليب إلى السوق المحلي نظرا لعادة السكان تفضيلهم شرب الحليب الطازج عن حليب الغبرة وكذلك الحال في المقاهي التي تتزود هي الأخرى بحليب الأبقار بانتظام نظرا لإقبال الزبائن على استهلاكه. ويبلغ ما تنتجه البقرة الواحدة من الحليب في المتوسط 15 لترا يوميا بإنتاج إجمالي يصل إلى حوالي ثلاثة ألاف لتر في السنة للبقرة الواحدة. وقد سمح النشاط المكثف الذي يعيشه محيط المعذر في الجزء الموجود بتراب بلدية بوسعادة بتوفير 1200 منصب عمل دائم و 3000 منصب موسمي وتزايد عدد الآبار العميقة لتصل إلى 316 بئر يتراوح عمقها ما بين 60 إلى 120 مترا إضافة إلى 47 بئرا تقليدية عمقها ما بين 40 إلى 60 مترا. والمياه هنا متوفرة لأن هذا المحيط يوجد في حوض الحضنة الشهير الذي يحتوي على بحر من المياه الجوفية بفعل الأمطار المتساقطة على السلسلتين الجبليتين الأطلسيتين التلية و الصحراوية و التي يصب جزء هام منها في هذا الحوض. الجامعة و المركب الرياضي و ميدان الفروسية من أبرز المطالب يتطلع مواطنو بوسعادة إلى احتضان مدينتهم منشأة جامعية حسب الوعود التي كانوا قد تحصلوا عليها سابقا والتي لم يجسد منها شيء حتى الآن رغم الكثافة السكانية وعدد الطلبة الكبير الموجود بجنوب الولاية إلى جانب أهمية هذه المنشأة بالنسبة للطالبات اللواتي يتوقف عدد معتبر منهم بسبب رفض الأولياء السماح لهن بالإنتقال إلى مدن أخرى بحكم الطابع المحافظ الذي تتميز به المنطقة. أما المركب الرياضي فهو مطلب قديم و قد كان على وشك التجسيد مثلما أشار إلى ذلك رئيس البلدية إلا أن المشروع توقف بعد مدة بحجة أنه مهدد بفيضان الوادي ولم يتم منح المدينة مشروعا آخر وبقي الأمر مقتصرا على ملعب صغير بوسط المدينة لم يعد موقعه صالحا تماما لاحتضان نشاطات رياضية. يضاف إلى ذلك مركز الفروسية الذي يعد هو الآخر مطلب للجمعيات المهتمة بهذا الجانب الذي يعتبر من النشاطات التي عرفت بها بوسعادة عبر الزمن. لكن لحد الآن لم تحصل أي بارقة أمل تدل على قرب تحقق هذا المطلب.