عطاف يستقبل المبعوث الخاص للرئيس الصومالي    وزارة الداخلية: انطلاق التسجيلات الخاصة بالاستفادة من الإعانة المالية التضامنية لشهر رمضان    توقرت: 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    الجامعة العربية: الفيتو الأمريكي بمثابة ضوء أخضر للكيان الصهيوني للاستمرار في عدوانه على قطاع غزة    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    عميد جامع الجزائر يستقبل رئيس جامعة شمال القوقاز الروسية    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    فلسطين: غزة أصبحت "مقبرة" للأطفال    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    يد بيد لبناء مستقبل أفضل لإفريقيا    التزام عميق للجزائر بالمواثيق الدولية للتكفّل بحقوق الطفل    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    بحث المسائل المرتبطة بالعلاقات بين البلدين    حج 2025 : رئيس الجمهورية يقرر تخصيص حصة إضافية ب2000 دفتر حج للأشخاص المسنين    تكوين المحامين المتربصين في الدفع بعدم الدستورية    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    الجزائرية للطرق السيّارة تعلن عن أشغال صيانة    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن الالتزام العميق للجزائر بالمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الطفل    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    الجزائر تشارك في اجتماع دعم الشعب الصحراوي بالبرتغال    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    اكتشاف الجزائر العاصمة في فصل الشتاء, وجهة لا يمكن تفويتها    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الأسبوع الاوروبي للهيدروجين ببروكسل: سوناطراك تبحث فرص الشراكة الجزائرية-الألمانية    سعيدة..انطلاق تهيئة وإعادة تأهيل العيادة المتعددة الخدمات بسيدي أحمد    رئيس الجمهورية يشرف على مراسم أداء المديرة التنفيذية الجديدة للأمانة القارية للآلية الإفريقية اليمين    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بغرداية : دور الجامعة في تطوير التنمية الإقتصادية    فايد يرافع من أجل معطيات دقيقة وشفافة    القضية الفلسطينية هي القضية الأم في العالم العربي والإسلامي    عرقاب يستعرض المحاور الاستراتيجية للقطاع    حقائب وزارية إضافية.. وكفاءات جديدة    أمن دائرة بابار توقيف 03 أشخاص تورطوا في سرقة    ارتفاع عدد الضايا إلى 43.972 شهيدا    تفكيك شبكة إجرامية تنشط عبر عدد من الولايات    هتافات باسم القذافي!    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    سيفي غريب يستلم مهامه كوزير للصناعة    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المسيلة تسبق الزمن في تحقيق تنمية شاملة
نشر في صوت الأحرار يوم 03 - 02 - 2009

على الرغم من أنها تعد إحدى ولايات الهضاب التي تقف قسوة الطبيعة وشساعة المساحة أمام مشاريع التنمية بها، إلا أننا نستطيع أن نجزم أن ولاية المسيلة قد حققت نتائج معتبرة تتطلب الالتفات إليها والوقوف عندها خاصة وأن بعض المسؤولين أكدوا لنا أن والي المسيلة محمد الصالح المانع كان وراء إقامة مشاريع التنمية، وقد حاولنا من خلال هذا الروبورتاج أن نقرب المسافات لنرصد ما تحقق من منجزات وما سيتحقق مستقبلا، لكننا مع ذلك ندرك أن ما رأيناه أكبر من أن تتضمنه هذه الصفحات.
روبورتاج: سهام مسيعد
تصوير: بوبكر اكسوح
عندما تقررت زيارتنا إلى المسيلة، كنا مترددين في الذهاب، مخافة أن لا نجد مادة كافية تشغل هذا الحيز الذي هو اليوم بين أيديكم، لكننا وبمجرد أن وصلنا إلى هناك طاب لنا المقام، وبدل أن نعود في يوم واحد أو يومين على الأكثر، بقينا هناك أربعة أيام كاملة، أجزم لكم أنها لم تكن قط كافية للوقوف على كافة معالم المنطقة واقعا وآفاقا.
وصلنا إلى عاصمة الولاية في تمام منتصف النهار، وكان الفضول الممزوج بالقلق بسبب عدم معرفتنا بالمنطقة، دافعا قويا إلى أن نسرع في اكتشافها، وسرعان ما حلت تلك المشكلة قلقنا بعد أن حصلنا على دليل من المنطقة كان له فضل كبير في بلوغ غايتنا المنشودة، دليلنا كان الصحفي ناصر لمجد الذي لم يفارقنا حتى اطمأن أننا قد حصلنا على ما يروي عطشنا، وبهذا بدأنا رحلتنا في عاصمة الحضنة التي تعتبر ولاية داخلية يحدها من الشمال ولايات سطيف - برج بوعريريج من الغرب وولايتي البويرة -المدية من الجنوب ولايتي الجلفة- وبسكرة، ومن الشرق ولاية باتنة، مناخها قاري وهي وسط بين التل والصحراء، ومعظم الولاية مستوية يبلغ ارتفاعها من 200 إلى 300 متر فوق سطح البحر.
"مسيلة" ّاو " المسيل"
أصل كلمة المسيلة من المسيل التي تعني المياه السائلة، وقد سميت كذلك بسبب توفرها على كمية كبيرة من المياه السائلة التي عرفتها على مدى حقبات من التاريخ، ويرجح المؤرخون أن تأسيس المدينة الجديدة للمسيلة يعود إلى 927م أي 315 ه على يد الأمير الفاطمي أبو القاسم. وقد ذكر اسم هذه المدينة في كتابات المؤرخين والرحالة العرب مثل المقريزي، البكري، ابن الأثير، ابن عذارى ياقوت الحموي وغيرهم. وهي إلى جانب كل هذا عاصمة الحضنة التي كانت عبارة عن مملكة بربرية مستقلة في عهد الرومان ومن بين أعلامها القدماء أبو علي الحسن بن رشيق الصقلي.
أكثر من 300 موقع أثري
عندما تدخل المسيلة للوهلة الأولى فإنك تعتقد أن هذه المدينة حديثة العهد بسبب كثرة العمران الحديث، لكن جولة بسيطة إلى خارج عاصمة الولاية تجعلك تكتشف أن هناك ما يستوجب الوقوف عليه، ويشير هنا عدد من المؤرخين إلى أن ولاية المسيلة تضم أكثر من 300 موقع أثري ناهيك عن المواقع التي تنتظر أن يتم الكشف عنها عن طريق الحفريات، و لأن مساحة الولاية شاسعة ولأن الوقت أمامنا كان ضيقا، فقد آثرنا أن نزور بعض نماذج هذه الآثار على سبيل المثال، وطبعا لم يكن من الممكن بأي حال من الأحوال تجاهل قلعة بني حماد التي تعد أكثر المواقع أهمية،.
قلعة بني حماد وأصغر كمسجد في العالم
شددنا الرحال إلى منطقة تسمى لمعاضيد على بعد 30 كيلومترا تقريبا من مركز الولاية، وعلى الرغم من البرد القارس الذي نجم عن سقوط كميات معتبرة من الثلوج، فإننا أصرينا على مواصلة الطريق وصولا إلى قلعتنا المنشودة، وبعد أن مشينا مدة 10 دقائق في طريق جبلي وعر، التقينا ممثل ديوان القلعة الذي رافقنا كدليل ليعطينا فكرة عنها، ومن بعيد تراءت لنا مئذنة مسجد بني حماد وهي تقف شامخة على سفح جبل التقربوست العملاق، وقد بدت المشهد أشبه بأم أم تحمل ابنها بين يديها فلا يجرؤ أحد على الاقتراب منه، ويؤكد لنا الأستاذ صالح أن اختيار مكان بناء هذه المدينة لم يكن عبثا، وإنما تم بعد تخطيط محكم، ودراسة مسبقة تدل على حكمة مؤسسيها.
قلعة بني حماد التي بنيت عام 1007 أي في بداية القرن الحادي عشر، على يد حماد بن بلكين بن زيري بن مناد الصنهاجي، مازالت شاهدا على عصر الحماديين الذهبي، ولا أحد يمكنه أن يصدق أن هذه الجدران الباردة، كانت يوما ما تعج بحضارة شغلت العالم على مدى 60 عاما من الزمن وانتهت بسقوط المدينة وفرار الحماديين إلى بجاية عام 1067م، رحلت حضارة الحماديين وبقيت آثار المسجد وأبواب المدينة وبعض القصور كقصر المنارة وقصر البحر وقصر السلام، لتثبت للعالم أن مسيلة مدينة الحضارات، تم تصنيف قلعة بني حماد ضمن التراث العالمي عام 1980، ولتدعيم هذا الموقع الأثري تم بناء متحف عام 1995 حفظت فيه مقتنيات الحماديين والأدوات التي كانوا يستعملونها في حياتهم اليومية، ولعل أكثر ما أثار استغرابنا خلال زيارتنا لهذا المتحف كان وجود أصغر مسجد في العالم والذي كان يتسع لثلاثة أشخاص هم الملك واثنين من المقربين إليه.
70 بالمائة من قلعة بني حماد مازالت غير مكتشفة
دعا ممثل ديوان قلعة بني حماد إلى مواصلة الحفريات في قلعة بني حماد التي لم يكتشف منها إلى غاية اليوم سوى 20 بالمائة فقط من الآثار، تظل 70 بالمائة مها مدفونة تحت الأرض، ويشير صالح في تصريحه إلى أن فرنسا هي التي كشفت النقاب على قلعة بني حماد خلال الفترة الاستعمارية، وأنه ومنذ الاستقلال لم يتم تنظيم سوى عملية حفر واحدة قام بها رشيد بورويبة خلال الفترة الممتدة ما بين عامي 1964 و1972 وهي العملية التي أشرفت وزارة الإعلام والثقافة آنذاك على تمويلها، ومنذ ذلك الوقت توقفت الحفريات، كما أن القلعة بدأت تتأثر بالعوامل الطبيعية وهي في حاجة إلى مزيد من الترميم. كما ناشد السلطات المعنية بضرورة استرجاع بعض الآثار التي تعرض في عدة معارض عبر مختلف ولايات الوطن مثل سطيف، معتبرا أنها ستساهم في تدعيم المعرض الخاص بالحماديين.
في منزل نصر الدين دينيه
بعد أن كنا في شمال الولاية حططنا الرحال هذه المرة في جنوبها، حيث توجهنا إلى منطقة بوسعادة التي تداعب أجواؤها الأسطورية مشاعر كل من يدخل إليها فيعود قرونا إلى الخلف حتى أننا كنا نشعر بأن أحد أبطال السيرة الهلالية التي تملأ حكاياتها وآثارها المنطقة سيظهرون أمامنا في أية لحظة، يقول الكواكبي أن خير المعاني ما بقيت حبيسة الصدور، ونحن لن نضيف كلمة أخرى عن بوسعادة مخافة أن نحبس سحرها المتفرد بين أصفاد الكلمات العابرة.
في بوسعادة زرنا بيت الرسام الشهير نصر الدين دينيه الذي ولد عام 1861 وتوفي عام 1929، وكانت لوحاته مرآة عاكسة لثقافة المنطقة وعاداتها على الرغم من أنه درس وتربى في مدارس فرنسية، وعلى الرغم من أن عمال المتحف منعونا من التجوال في المكان متحججين بخضوعه لعمليات ترميم، إلا أن مكسبنا الوحيد كان بانتزاع موافقة دخول بيت ديني، وفقط بعد زيارة هذا المنزل أدركنا سر شهرة أعمال الرجل، لأن اللوحات والمنزل كانا يتسمان بالبساطة التي تصل إلى قلوب الناس بأقصر الطرق وأسهلها، منزل دينيه لم يكن يختلف عن أي منزل في بوسعادة، سلالمه الخشبية الصغيرة، قادتنا إلى غرفة هذا الفنان وهي غرفة مستطيلة الشكل تتخللها زرابي وأفرشة بوسعادية الصنع، وتنتهي عند نافذة ذات زجاج ملون قيل إن دينيه أتى بها خصيصا من مصر بعد أن تعلق قلبه بها لتكون إحدى عوامل إلهامه.
في رحاب الزاوية القاسمية
أكثر الانطباعات الذي رسخت في أذهاننا بعد أن تركنا زاوية الهامل التي أسسها الشيخ سيدي محمد بن أبي القاسم الشريف الحسني عام 1863م، كان اختلاف الأحاسيس والمشاعر التي كانت تنتابنا ونحن ننتقل من مكان إلى آخر، فبعد أن عصفت بنا رياح البساطة التي طبعتها الأجواء الرومانسية في منزل دينيه، كان الشعور بالاطمئنان أكثر ما تملك مشاعرنا عندما كنا نقترب من زاوية الهامل بخطوات متسارعة تعكس لهفتنا للقاء أهلها الكرام، لنصل إلى ذروة هذا الإحساس بعد سماع صوت آذان المغرب الذي رفع في مسجدها، في الزاوية استقبلنا شيخها محمد المأمون القاسيمي الحسني الذي استفسرنا منه عن عدة أمور تخص الدين والدنيا، ليحدثنا عن توسيع الزاوية وتعزيزها بمكتبة جديدة لفائدة طلاب العلم الذين يقصدونها من مختلف ولايات الوطن، لا بل أيضا من بلدان أجنبية، ولعل من أكثر الصور التي رواها لنا أهل الزاوية مثارة للإعجاب قصة طالب من بوركينا فاسو قدم إلى الزاوية وهو لا يتقن حتى اللغة العربية، وعاد إلى منزله وهو يحفظ القرآن الكريم، وفي الزاوية أيضا وقفنا على حقيقة أخرى مفادها أن المرأة الجزائرية المسلمة قد أسهمت هي الأخرى في نشر الإسلام وتلقينه للأجيال وبدا ذلك واضحا في شخص السيدة لالة زينب بنت محمد بن أبي القاسم التي عاشت ما بين " 1872 و1907" حيث حفظت القرآن الكريم وتفقهت في الدين على يد والدها ثم تولت إدارة الزاوية بعد وفاته، فأحسنت تسييرها، وكانت محط إعجاب بعض المستشرقين الذين تطرقوا إليها في كتاباتهم كمثال للمرأة العربية المسلمة التي أثبتت جدارتها في حسن الإدارة، وعلى دعوات شيخ الزاوية ودعنا المكان بعد صلاة العشاء.
والحقيقة أن ما تحدثنا عنه من شواهد وآثار في المنطقة لم يكن سوى غيث من فيض وعينة من عدة آثار متناثرة عبر كل الولاية، ومنها الصخرة التي وقفنا عليها في منطقة قمرة ببلدية عين الريش والتي كتب عليها ّكولون غاندي 1866" لتبقى شاهدا على مرور أحد القادة الفرنسيين من هناك، إلى جانب توفر اذات المنطقة على آثار رومانية كتب عليها " يا سائلا عنا في 44 ألف فارس كنا" ومن هذه الرحلة الشاقة في حقبات متعددة من التاريخ المسيلي العريق، سنعود بكم إلى مسيلة 2008 لنتحدث قليلا عن المكتسبات التي تم تحقيقها والتحديات المنتظرة.
الزائر لولاية المسيلة سيلاحظ حتما أنها قد تحولت إلى ورشة عمل كبيرة، إذا أن السلطات المحلية تشرف على وضع اللمسات الأخيرة لعدد من المشاريع التنموية التي تم الانتهاء من بعضها قبل الموعد المحدد لها، ونحن خلال هذه الزيارة وبمساعدة المصالح الولائية تمكنا من رصد هذه المشاريع التي تنتظر أن تمتد يد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لتدشينها خلال الزيارة التي سيقوم بها في الأيام القليلة المقبلة إلى هذه الولاية.
إذا نظرنا إلى ولاية المسيلة من الناحية الإدارية وجدنا أنها تتكون من 15 دائرة و47 بلدية انبثقت عن التقسيم الإداري لعام 1974 والذي بموجبه أصبح في الجزائر 31 ولاية بعد أن كانت هناك 15 ولاية، وكل هذه الدوائر والبلديات في حاجة إلى تطبيق برامج لضمان التنمية المحلية بها، وقد استفادت الولاية بحسب ما أكده لنا الوالي محمد الصالح مانع من عدة برامج تنموية بغلاف مالي يقدر ب 14 ألف مليار دينار جزائري.
سطح القمر تتحول إلى قطب جامعي ضخم
يأتي هذا المشروع في إطار توسعة جامعة محمد بوضياف بعاصمة الولاية ضمن برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وقد رافقنا خلال الزيارة التي قمنا بها إلى هذا المشروع مسؤول خلية الإعلام على مستوى الولاية محمد بوزيدي القادري الذي أكد لنا أن هذا المشروع قد تم تسليمه قبل الآجال المحددة له، حيث كان يفترض أن يسلم خلال الدخول الجامعي المقبل، لكن طلبة بعض الشعب باشروا دراستهم فيه خلال هذا العام، ويضيف يوزيدي قائلا " قبل أشهر من الآن كان هذا المكان يسمى سطح القمر كناية عن كونه يقع في منطقة عالية وخالية من الناس، وهو ما جعله مقصدا للمخمورين، لكنه اليوم تحول بفضل هذا المشروع إلى حرم جامعي بكل ما تحمل كلمة حرم من معنى، ولم يبق على الطلبة سوى الدراسة بجد".
وخلال جولتنا بالمكان لاحظنا أنه يتمتع بمساحة شاسعة وبنايات مزج في تصميمها بين الطابع الإسلامي والعصري وهو ما جعل الطلبة يعجبون بالمكان وهو ما أكدته لنا بعض الطالبات اللواتي التقيناهن هناك، ويتسع القطب الجامعي ل 32 ألف طالب و600 أستاذ جامعي، كما أنه يضم أربع كليات هي العلوم والهندسة، الحقوق العلوم الاقتصادية والتسيير وكلية العلوم الاجتماعية والآداب، هذا إلى جانب وجود المعهد الوطني للتسيير والتقنيات الحضارية الذي يستقطب حتى الطلبة الأجانب. هذا إضافة إلى وجود 5 إقامات جامعية بطاقة 11 ألف سرير، ويمتد المشروع على مساحة 102 هكتار، كما شاركت في إنجازه أكثر من 100 مقاولة، بتكلفة وصلت إلى 832 مليار دينار جزائري.
مدينتان جديدتان بالمسيلة وبوسعادة
وبالمسيلة أيضا يتم وضع اللمسات الأخيرة لمشروع 600 وحدة سكنية ضمن السكن التساهمي، والتي تهدف إلى القضاء على السكن الهش، حيث أنها تعد استكمالا لتوسعة المنطقة العمرانية بعاصمة الولاية، وهي تحتوي على مختلف الهياكل الضرورية كالمدارس والثانويات والمحلات ليصل عدد السكنات التي سيتم تسليمها خلال هذا العام على مستوى الولاية إلى 13ألف وحدة سكنية من مختلف الصيغ، إلى جانب 5375 وحدة من فئة السكن الاجتماعي الإيجاري هي حاليا في طور الإنجاز، كما يتم تجهيز منطقة صناعية ومنطقة للنشاطات تتضمن صناعة وإنتاج عدة منتجات.
أما بوسعادة فقد استفادت من مشروع 148 وحدة سكنية تساهمية بتكلفة 200 مليون سنتيم للوحدة، حيث سيشرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على تدشينها خلال الأيام القليلة القادمة، هذا إلى جانب 200 سكنا تابعا للقطاع العسكري في طور الإنجاز، ناهيك عن توفر مختلف المرافق العامة ويأتي المشروع في إطار توسعة مدينة بوسعادة الجديدة، وهي سكنات تتميز بملاءمة شكلها وطابعها العام مع طبيعة المنطقة سواء من حيث الشكل أو اللون، وإذا تحدثنا بلغة الأرقام فإنه قد تم خلال الفترة الممتدة ما بين عامي 1999 و2008 إنجاز 200 حي بغلاف مالي يصل إلى 840 مليار سنتيم لفائدة 220 ألف ساكن، إلى جانب برنامج آخر لامتصاص السكنات الهشة عبر كل من بوسعادة، عين الحجل، وسيدي عيسى بمبلغ يصل إلى 122 مليار سنتيم لفائدة 33 ألف ساكن.
نجاح غير مسبوق للسكنات الريفية
يتحدث الجميع في المسيلة عن نجاح تجربة السكنات الريفية التي لاقت إقبالا كبيرا من طرف السكان بالنظر إلى أنها أكثر ملاءمة لطبيعة العيش في الريف، إلى درجة أن السكان في بعض المناطق مثل بلدية عين فارس لم يقبلوا على السكن الاجتماعي نظرا لاهتمامهم بالسكنات الريفية، ويؤكد لنا والي الولاية أن هناك اكتفاء في السكن الريفي بحيث لم تعد السلطات المعنية تتلقى أية طلبات عليه، وقد سمحت لنا الزيارة التي قمنا بها إلى بعض البلديات بالاطلاع على نموذج من هذه السكنات التي أكد لنا سكانها أنها تريحهم وتلبي متطلباتهم.
الوالي يتفقد القطب الجامعي الجديد 3 مرات في اليوم
أكد لنا مسؤول خلية الإعلام على مستوى الولاية أن والي ولاية المسيلة كان مواظبا على زيارة مشروع القطب الجامعي منذ بدايته، وهو ما أكده لنا أيضا بعض العمال البسطاء في هذا المشروع مضيفين أن يزورهم بمعدل 3 إلى4 مرات في اليوم الواحد، حيث كان يتفقد المنجزات، ويسهر على تقديم مختلف الملاحظات للعمال.
محلات تجارية في انتظار الشباب
المحلات على مستوى المدينة الجديدة لبوسعادة التي كنا قد أشرنا إليها سابقا تصل إلى 600 محل تجاري في إطار برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وزعت منها 400 في انتظار توزيع ال 200 محلا المتبقية قريبا، وتبلغ قيمة المحل الواحد 50 مليون سنتيم، وقد تم توزيعها بمعدل 60 محلا في كل عمارة ليصل عدد العمارات التي بنيت بطريقة فنية بحيث تحتوي كل واحدة منها على صحن به نافورة، إلى 33عمارة وإذا كانت تجربة المحلات التجارية قد أتت أكلها في بعض المناطق، فإن الإقبال عليها كان ضعيفا في بعض القرى الريفية التي يفضل أصحابها مهنا وحرفا أخرى أكثر ارتباطا بالبيئة الريفية، وهو ما أكده لنا رئيس بلدية عين الملح أحمد ضيف عندما قال إن بعض المحلات وضعت في غير محلها مثلما هو الحال في منطقة عين لعلق، ويصل عدد المحلات الموزعة حسب ما أفادت به الولاية إلى 1390محلا فيما تم تأجيل 393 محلا آخر.
شبكة الطرقات
يؤكد والي ولاية المسيلة على أن توفر شبكة هامة من الطرقات من شانه أن يدعم المشاريع التي ستقبل عليها الولاية خاصة وأنها ستتحول قريبا إلى ورشة لإنتاج مواد البناء، وحتى يتم فك العزلة عن المناطق النائية وربط مختلف بلديات الولاية مع بعضها البعض إلى جانب ربط الولاية مع غيرها من الولايات فقد تم تزويدها بعدد من الطرقات الولائية والبلدية والوطنية حيث بلغ طول شبكة الطرقات عام 2008 حوالي 3708 كلم، منها 924 كلم طرق وطنية إلى جانب 798 كلم طرق ولائية و1986 كلم للطرق البلدية، ومن جهة أخرى، كما استفادت الولاية من مشروع خط السكة الحديدية الرابط بين برج بوعريريج والمسيلة والذي انتهت الأشغال منه تقريبا، إلى جانب خط السكة الحديدة الرابط بين عين التوتة والمسبلة، كما تم إنجاز 5 محطات برية ومؤسسة عمومية للنقل الحضري، هذا إلى جانب الطريق السيار الذي يربط بوسعادة بالأربعاء بالعاصمة الذي مازال في طور الإنجاز.
من أجل تحسين الصحة الجوارية
أما فيما يخص قطاع الصحة والسكان فقد تم الانتهاء من إنجاز عيادة جوارية في بوسعادة من أجل تشجيع الصحة الجوارية التي تعد أكثر فعالية في مثل هذه المناطق، وقد أكدت لنا مديرة العيادة بعمري نادية انه سيتم تأهيل العيادة للعمل 24 ساعة على24، وأن الهدف منها هو تقريب لصحة من المريض من خلال التركيز أولا وقبل كل شيء على حسن الاستقبال، وتغيير عقليات عمال الصحة من أجل التفاني أكثر في العمل، ومازالت المنطقة تنتظر وعد وزارة الصحة منذ ثلاثة سنوات من أجل الاستفادة من جهاز سكانير، وإلى جانب هذه العيادة يمكن أن نقول بصفة عامة أنه قد تم إحصاء 4 مستشفيات عام2008 على مستوى الولاية بطاقة استيعاب تصل إلى 1165 سريرا، إلى جانب 3 أخرى بطاقة 240 سريرا في طور الإنجاز، كما تتوفر الولاية أيضا على 45 عيادة متعددة الخدمات.
آفاق سياحية
حسب ما أكده لنا محافظ الغابات لولاية مسيلة عامر موسى فإن المنطقة تتمتع بغطاء نباتي متنوع، غير أنه مهدد بالتصحر الذي تحاول الدولة من خلال عدة برامج التصدي له، ومنها مشروع تشجير 1800 هكتار عام 2008، وتشجير 800 هكتار في الثلاثي الأول من 2009 إلى جانب تثبيت 200هكتار من الكثبان الرملية، إلى جانب 272 مشروعا جواريا يمس 370 ألف نسمة في إطار برنامج حماية وتثمين الموارد الطبيعية المناطق الريفية موزعة على 32 بلدية و 70 دوار، هذا إلى جانب الحفاظ على الثروة الحيوانية في بعض المحميات مثل شط الحضنة التي يصب فيها 22 واد، وتعد منطقة عبور لحوالي 130 نوعا من الطيور ومرتعا ل 25 نوعا من الثدييات و10 أنواع من الزواحف و550 نوعا من النباتات.
هياكل ومرافق أخرى
وعلى مستوى ولاية المسيلة يمكن إحصاء 648 مدرسة ابتدائية في عام 2008، إلى جانب 133 متوسطة بزيادة 45 مؤسسة جديدة، وارتفاع عدد الثانويات إلى 46 في 2008 بزيادة 13 مؤسسة مقارنة مع عام 1999، أما فيما يخص التكوين المهني فقد تم تسجيل معهدين وطنيين للتكوين المهني عام 2008، إلى جانب11مركزا و3 ملحقات ضمت 4400 متربص، هذا في انتظرا إنجاز 5 مراكز جديدة للتكوين المهني. ومن جهة أخرى فإننا وبحسب الأرقام التي قدمتها لنا الولاية يمكن أن نحصى 16 مركبا رياضيا جواريا عام 2008 واستلام 17 مشروعا رياضيا وشبانيا كما ارتفع عدد الجمعيات الرياضية إلى 107جمعية عام 2008، أما فيما يخص المراكز الثقافية فقد بلغت 23 مركزا عام 2008 بزيادة ثلاثة مراكز، إلى جانب 37 مكتبة و3 قاعات للمطالعة، بينما هناك دار ثقافة واحدة.
تحديات في الانتظار
من أهم المشاكل التي تقف عقبة أمام التنمية على مستوى الولاية شساعة المنطقة التي تقف عائقا أمام ربط المدن والمداشر مع بعضها البعض، وهو ما يتسبب في بعض المشاكل وعلى رأسها نقص النقل المدرسي على الرغم من أن الولاية توفر 177 حافة للنقل المدرسي مجهزة ب 5400 مقعد، إلا أن بعض التلاميذ الذين التقيناهم خلال زيارتنا أكدوا لنا أنهم يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى مدارسهم بسبب نقص حافلات النقل المدرسي، وقد أرجعت مصادر من الولاية هذا الخلل إلى ذهنيات المواطن المسيلي الذي يرفض كل الرفض نظام الإقامة الداخلي الذي تطبقه بعض المدارس و الثانويات لحل مشكل البعد.
كما تجدر الإشارة أيضا إلى وجود انقطاعات في توزيع المياه والكهرباء في ببعض البلديات وهو ما يتسبب في تعطيل بعض الآلات الكهربائية وتوقيف بعض المشاريع وقد ارجع الوالي هذا المشكل إلى وجود مشكل في التسيير لا أكثر، أما المشكل الآخر الذي تعاني منه المنطقة فيكمن في تعرية الأراضي والتصحر وهو مشكل ناجم عن الحرث والرعي العبثيين وغير المنتظمين، هذا إلى جانب حديث الوالي عن وجود مشكل في البطالة وهو ما يمكن اعتباره مشكلا عاما تعاني منه كل ولايات الوطن لا بل كل بلدان الوطن العربي.
محمد الصالح مانع والي ولاية المسيلة ل "صوت الأحرار"
"أنجزنا مشاريع قبل أوانها ونطمح لأن نصبح ولاية نموذجية في التنمية"
أكد والي ولاية المسيلة محمد الصالح مانع أن الولاية تستعد لتصبح قطبا صناعيا لإنتاج مواد البناء، لكنها في المقابل لن تتخلى عن تطوير النشاطات الفلاحية التي تميزها، وأوضح المتحدث في حوار ل "صوت الأحرار" أن الولاية تتمتع بكثير من الثروات التي تؤهلها لذلك.
حاورته: سهام مسيعد
س:هل نستطيع أن نقول أن ولاية مسيلة قد حققت قفزة قي مجال التنمية على مستوى مختلف بلديات الولاية؟
ج: تدعمت ولاية المسيلة منذ عام 1999 بعدة برامج تنموية، كما استفادت من غلاف مالي بلغ 14 ألف مليار دينار، من عام 1999 إلى غاية 2008، وكما تعلمون فإن طابع الولاية فلاحي رعوي، لكن ذلك لم يمنع من أن تسعى الولاية إلى أن تصبح قطبا صناعيا خاصة فيما يتعلق بصناعة مواد البناء، وهذا بحكم وجود بعض المعطيات التي تؤهلها لذلك كتواجد مركب صناعة الإسمنت الذي تصل طاقته إلى 4 ملايين ونصف طن، إلى جانب وجود مركب الحديد الذي سيتم الانتهاء منه قريبا حيث من المقرر أن ينتج ما طاقته 650 ألف طن من الحديد، هذا إلى جانب وجود 5 وحدات للآجر بطاقة 210 ألف طن، إضافة إلى وحدات خفيفة للبلاط والجبس، ناهيك عن الوحدات التقليدية. ومن جهة أخرى فإن الولاية تتوفر على المواد الأساسية الضرورية لإنتاج مواد البناء وعلى رأسها الحصى والرمال.
كما أن من أهم الأسباب والعوامل المساعدة على تشجيع صناعة الاسمنت في المنطقة هو توفر عدد معتبر من الطرقات الوطنية التي تربط الولاية بولايات أخرى مجاورة وهو ما يسهل عمليات النقل، بالإضافة إلى وجود سكة حديدية تربط بين ولاية المسيلة، وعدد من ولايات شرق البلاد مثل عين مليلة والبرج، إلى جانب الخط الرابط بين مسيلة وبوسعادة والجلفة، إلى جانب الطريق السيار الرابط بين بوسعادة والأربعاء بالعاصمة والذي يتم إنجازه في إطار المخطط الخماسي، مع وجود طريق الهضاب العليا السيار، هذا ونسجل توفر الطاقة كالكهرباء التي تصل إلى 95 بالمائة من مناطق الولاية، والغاز الطبيعي الذي تصل نسبة الربط به إلى 47 بالمائة، لقد مشينا في طريق التنمية لتلبية حاجات المواطنين وعلينا أن نستمر في ذلك.
س: ما هي الأولويات التي ترتكز عليها إستراتيجية التنمية في ولاية المسيلة
ج:اعتمدنا في وضع الاستراتيجة التنموية على مستوى ولاية المسيلة على تطوير التنمية المذمجة بين القطاعين الفلاحي والصناعي، كما سبق وأن أشرنا إليه، إلى جانب الاهتمام بالجانب السياحي وأقصد هنا بالضبط السياحة الدينية التي ينبغي أن نوليها أهمية كبرى، بسبب توفر المؤهلات اللازمة للنهوض بهذا القطاع مثل قلعة بني حماد ب"لمعاضيد"، وكذا زاوية الهامل التي تشهد توافد عديد من الزوار وطلاب الفقه والدين من مختلف مناطق الوطن وبعض الدول الأجنبية، كما أن هناك أيضا عدة مواقع أثرية عبر الولاية خاصة في عين الريش، وأشير في هذا الصدد إلى أننا قد أنجزنا مشاريع قبل أوانها ونطمح لأن نصبح ولاية نموذجية في تحقيقي المشاريع التنموية.
س: ما هي في رأيكم التحديات التي تصادفكم خلال إنجاز المشاريع التنموية ؟
ج: أعتقد أن من أهم التحديات التي تقف عائقا في وجه التنمية على مستوى ولاية المسيلة، هي البطالة أولا وهو مشكل تعاني منه مختلف ولايات الجزائر، إلى جانب شساعة المنطقة التي تحول دون الإسراع في تحقيق عدد من المشاريع كمد قنوات المياه وغيرها، وأشير هنا إلى أن معايير التنمية في ولايات الهضاب والجنوب تختلف عنها في الشمال.
س: وماذا عن الإرهاب في الولاية؟
ج: نشاط الجماعات الإرهابية تراجع بشكل محسوس على مستوى ولاية المسيلة مقارنة بسنوات العشرية السوداء، لكن مازالت عناك بعض المحاولات المعزولة في المناطق الواقعة على الحدود بين الجلفة وبسكرة.
س: سمعنا أن هناك مشكل نقص مياه في بعض المناطق، ما هو سبب ذلك؟
ج: فيما يخص الموارد المائية، فإن احتياجات الولاية من المياه وصلت إلى 87 مليون متر مكعب خلال عام 2008، فيما لم يتم تسجيل أي عجز في هذا القطاع، ويصل مخزون المياه خلال هذا العام إلى 87 مليون متر مكعب، هذا إلى جانب توفر بعض السدود مثل سد القصب، سد سوابلة، سد امجدل وغيرها، لكن ينبغي أن نشير هنا إلى أن مشاكل التذبذب في توزيع المياه على مستوى بعض البلديات راجع أساسا إلى سوء التسيير.
مسيلة تطوي ملف الإرهاب
وكغيرها من ولايات الوطن عانت ولاية المسيلة من أهوال العشرية السوداء التي انفرجت بعد تطبيق تدابير المصالحة والوئام المدني، والحقيقة أن لا أحد يستطيع تقييم نجاح المصالحة الوطنية إلا إذا تنقل إلى الميدان وزيارة المناطق التي كانت في يوم من الأيام جحيما، ونزولا عند هذا القول آثرنا أن نتوجه إلى منطقتين كانتا من أكثر المناطق تضررا.
لمعاضيد: من "كابول المسيلة" إلى صرح للتنمية
"لمعاضيد" التي عرفت في سنوات التسعينات باسم "كابول المسيلة" والتي شهدت معارك دامية بين وحدات الدفاع الذاتي والإرهابيين، ويحدثنا قواسمية عبد الرحمان الذي شغل منصب رئيس بلدية المعاضيد خلال الفترة الممتدة ما بين 1975و2002 وتعرض لثلاث محاولات اغتيال من طرف الإرهابيين قائلا إن هذه المنطقة كانت من أكثر المناطق توترا على مستوى الولاية بالنظر إلى وعورة تضاريسها حيث أن فرنسا لم تتمكن من الاستقرار في المنطقة إلا عام 1959بمساعدة الحلف الأطلسي، وقد أمضينا سنوات من العذاب خلال العشرية السوداء، حيث كانت المنطقة مركزا لاجتماع قادة ما يعرف بالجماعة السلفية للدعوة والقتال، وكان استتباب الأمن في لمعاضيد يعني بالضرورة استتبابه في المسيلة بأكملها، غير أنه وبفضل تدابير المصالحة الوطنية تمكنا من جمع ضحايا الإرهاب وأولياء الإرهابيين في قاعة واحدة وتركنا الطرفين يسعيان إلى تحقيق هدف واحد هو عودة الأمن للمنطقة، وأمام الملأ تصافح الطرفان وانطلقت التنمية، وقد كانت حكايات قواسمية محفزا لنا لأن نقوم بزيارة المنطقة والوقوف على التنمية فيها، وفي وقت كنا نعتقد فيه أننا سنجد أنفسنا أمام منطقة معزولة، فإذا بنا أمام منطقة تعرف كل مقومات التنمية مما يدل على أن الحياة قد عادت من جديد إلى المنطقة، وقد أفرحنا كثيرا خبر وجود جمعيات نسوية تنشط في المنطقة وعلى رأسها جمعيتين ثقافيتين تعنيان بتراث المنطقة ترأسهما كل من زينب معاش ودحماني نوارة.
"صوت الأحرار" في قمرة وعمق جبل بوكحيل
أثار حديث السكان عن معانة منطقة قمرة من ويلات الإرهاب في سنوات التسعينات فضولنا فلم يؤثر بعد المسافة على عزيمتنا، ورغم أن البعض نصحنا بعدم الذهاب بسبب بقاء فلول بعض الجماعات الإرهابية المعزولة قيد النشاط، مؤكدين أن لا وسيلة إعلامية دخلت المنطقة إلى حد الآن إلا أن إصرارنا على الذهاب كان أقوى، فما كان من السلطات الولائية سوى توفير فرقة من الجيش الوطني الشعبي لمرافقتنا إلى جبل بوكحيل الذي يقع في المنطقة الحدودية بين مسيلة وبسكرة والجلفة، وفقط عندما كنا في أسفل الوادي أدركنا كم أن التضاريس كانت عاملا هاما استفادت منه هذه الجماعات في تنفيذ هجماتها الإرهابية، ولن يفوتنا طبعا أن نشيد بجمال المنطقة الخلاب الذي يصلح أن يكون صرحا سياحيا كبيرا.
أصر رئيس بلدية عين الريش روان بشير على أن يكون دليلنا في هاتين المنطقتين، وقد أكد لنا أن المنطقة شهدت في سنوات التسعينات مجزرة جماعية قتل خلالها 54 شخصا وقفنا على قبورهم التي وضعت في مقبرة سميت بمقبرة الشهداء، ويضيف بشير أن الأمور اختلفت اليوم حيث استفادت قمرة من عدة مشاريع تنموية منها توفير 95 سكنا ريفيا إلى جانب تشييد طريق على طول 45 كيلومترا، وقد أبدى سكان منطقة قمرة كامل الرضا على الأوضاع التي يعيشون فيها اليوم مطالبين طبعا بالمزيد كتوفير الغاز الذي يعرف بعض النقص في المنطقة، وكم أسرنا مطالبة أحد السكان بتوفير شبكات الهاتف النقال التي كانت في يوم من الأيام من الكماليات التي لا يسأل عنها أبدا، غير أننا سنستغل الفرصة لننقل انشغاله إلى متعاملي الهاتف النقال حتى يجدوا طريقة لتوصيل شبكات الاتصال إلى المنطقة.
شكاوى من كثرة مواكب الأعراس
أكد فضيل عبد الحميد رئيس خلية الإعلام على مستوى أمن ولاية المسيلة أن هناك مشكلا حقيقيا تعاني منه الولاية من الناحية الأمنية يتمثل في كثرة مواكب الأعراس في فصل الصيف حيث تتسبب هذه الأخيرة في خلق جو من الفوضى داخل الولاية، مضيفا أن مصالح الأمن يقدمون في اليوم الواحد ما يزيد عن 40 رخصة موكب عرس، مما يصعب عملية مراقبتها والتحكم فيها، وأوضح المتحدث أن هذه الظاهرة تزعج المواطنين ورجال الأمن، كما أنها تتسبب في مشاكل وحوادث مختلفة تودي بحياة العديد من المواطنين ومنها حادثة موكب العرس الذي تسبب مؤخرا في مقتل طفل بمنطقة لمعاضيد، كما دعا المواطنين من جهة أخرى، التحلي بالوعي اللازم لتفادي مثل هذه السلوكات التي تضر أكثر مما تنفعن مطالبا بضرورة أن يحترم المواطنون بعضهم بعضا على اعتبار أن مثل هذا الموضوع هو مسألة ثقافة أولا وأخيرا.
حسب مصالح أمن الولاية
3566 قضية إجرام بالمسيلة خلال 2008
أوضح فضيل عبد الحميد رئيس خلية الإعلام أن أمن ولاية المسيلة قد سجل خلال عام 2008 في3566 قضية تتعلق بجرائم مختلفة، 84 منها خاصة بالاتجار بالمخدرات واستهلاكها، حيث بلغ عدد المتورطين في هذه العمليات 127فردا منهم 10 قصر، وقد تم إيداع 93 منهم الحبس، وبلغت كميات المخدرات المحجوزة 1 كيلوغرام و 540 غ، إلى جانب 186 قرصا مهلوسا و20 مللتر من سائل ريفوتريل، أما فيما يخص الجرائم فقد تم معالجة 12 قضية قتل خلال 2008 بزيادة 5 قضايا عن عام 2007، كما تم تسجيل 26 قتيلا في حوادث المرور17 منهم مشاة، وقد أرجع فضيل عبد الحميد رئيس خلية الإعلام السبب المباشر في هذه الحوادث إلى غياب الوعي عند المواطنين، ليدفع المشاة الثمن.
نريد مزيدا من الاستثمار في "عين الملح"
اشتكى رئيس دائرة عين الملح أحمد ضيف من عدم إقبال المقاولين والمؤسسات على إقامة مشاريع تنموية في المنطقة، وهذا على الرغم من أن البلدية تقدمت بالإعلان على مناقصات، لكنها دائما تبقى بدون جدوى، مرجعا ذلك إلى وجود نقص في الهياكل وبعد المنطقة عن مركز الولاية.
بعد أن تم تصنيف بلدية سيق منطقة موبوءة العام الفارط حملة لتلقيح 12 ألف شخص ضد التهاب الكبد كشفت الدكتورة بلعمري نادية مديرة المؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببوسعادة عن الشروع مؤخرا في حملة تلقيح ضد فيروس التهاب الكبد الذي عانت منه المنطقة العام الفارط والذي أصاب ما يقارب 300 شخص بعضهم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 عاما على مستوى بلدية سيق، وأوضحت المتحدثة أن هذه الحملة سيتم بموجبها تلقيح 12 ألف شخص على مستوى الولاية، وأرجعت الدكتورة نادية أسباب تفشي هذا الداء العام الفارط إلى بعض السلوكات التي يقوم بها المواطنون مثل الحجامة، الكحل، الختان التقليدي، وعدم احترام شروط النظافة، كما أشارت أيضا أن من أهم الأمراض التي يعاني منها سكان المناطق الريفية على مستوى الولاية مرض اللشمانيا الجلدية الذي تتسبب فيه بعض الحشرات التي باشرت السلطات المعنية عمليات رش لإبادتها.
رئيس بلدية بوسعادة يؤكد
حققنا خطوات جبارة في التنمية لكنها أقل من طموح السكان أكد رئيس بلدية بوسعادة مبارك عمران أن هناك خطوات جبارة من أجل تحقيق التنمية على مستوى بلدية بوسعادة، لكنها تبقى غير كافية بالنظر إلى حجم البلدية التي تأتي في المرتبة الثانية بعد عاصمة الولاية، من حيث عدد السكان، أضف إلى ذلك تمتعها ببعدين تاريخي وثقافي كبيرين، وأضاف المتحدث أن ما رصد على مستوى هذه البلدية مازال دون المستوى المطلوب حيث أننا نعاني من نقص في الهياكل الإدارية كفروع وامتدادات الولاية، إذ أن المواطنين يضطرون إلى الذهاب إلى مسيلة من أجل استخراج وثيقة معينة، هذا إلى جانب غياب منطقة صناعية حيث انب وسعادة لا تحتوي إلا على منطقة تخزين وهي تعتبر مقبرة للمواد الصناعية، كما أننا أيضا نتمنى أن تتوفر بوسعادة على فرع جامعي.
تتوجه صوت الأحرار بالشكر والتقدير إلى كل من أسهموا في تحقيق هذا الروبورتاج وعلى رأسهم والي الولاية محمد الصالح مانع، إلى جانب فرقة الجيش والدرك على مستوى بلدية عين الريش، و كذا الصحفي القدير لمجد ناصر، وعدد من رؤساء الدوائرو البلديان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.