أعاد مواطنون هذه الأيام بعث عدة ألعاب تقليدية قديمة كانت مرتبطة قبل عقود بالاحتفال بالمولد النبوي، لمواجهة ندرة و غلاء أسعار المفرقعات العصرية الحديثة، إلى جانب خطورتها على صحة و سلامة الأطفال الصغار. مشاهد قديمة يعمل بعض المواطنين على إحيائها ، لأطفال يقبلون في ذكرى المولد النبوي ، على ألعاب قديمة لعبت بها أجيال كثيرة قبلهم، قبل أن تنقرض، تاركة المجال لأنواع جديدة من الألعاب المتطورة و الخطيرة التي تختلف في أشكالها، كما في أسعارها. أبناء أحياء شعبية كثيرة بقسنطينة، إلى جانب أبناء مدينة ديدوش مراد و المدينة الجديدة علي منجلي و غيرها، قرروا الاستمتاع بألعاب الماضي أو ألعاب الزمن الجميل، مثلما أطلق عليها رب أسرة في 37 من عمره، مشيرا إلى أنه صنع لأبنائه "محرايقة" أو طياخة البولدون*، و هو نوع من المفرقعات التقليدية التي تتكون من أنبوب معدني يتم حشوه بمادة الرصاص، مع إحداث ثقب به باستعمال مسمار، و يتم حشوه بالكبريت الموجود في أعواد الثقاب، ليحدث صوتا مثل المفرقعات. و قال لنا الجد إبراهيم أنه جمع أحفاده التسعة و صنع لهم "طياخات" تقليدية، يرى بأنها أكثر أمانا من المفرقعات التي تباع في الأسواق في السنوات الأخيرة، فضلا عن ارتفاع أسعارها، و في مقدمتها المفرقعات "المحارق" . و يبدو أن الألعاب التقليدية ساهمت هذا الموسم في إنعاش سوق أعواد الثقاب الذي توقف لسنوات طويلة، في ظل توفر بدائل أكثر تطورا، مثلما قال لنا رضوان صاحب محل للمواد الغذائية، الذي قال أن اللعبة العتيقة تسببت في نفاد كل الكميات الموجودة لديه و لدى جيرانه من التجار.السيدة أم باسم أكدت لنا بدورها أنها قررت الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بالوسائل التقليدية، حيث قامت بصنع مصباح علب الطماطم لأبنائها، و وضعت بداخله شمعة، ليزينوا بهذا المصباح البيت أو يجوبوا به الشارع مع أقرانهم، معتبرة هذه الخطوة نوعا من النشاط الذي يجعل الطفل يشارك في صناعة لعبته بنفسه و يدرك قيمة العمل اليدوي، فضلا عن كونها ألعابا غير مكلفة و آمنة بعد أن تحول المولد في السنوات الفارطة إلى مناسبة تكثر فيها الحوادث في أوساط الأطفال و الشباب على حد سواء، فضلا عن تبذير مبالغ مالية كبيرة "تحرق في الهواء". جدير بالذكر أن عديد الصفحات بموقع التواصل الإجتماعي فايسبوك، نشرت صورا للألعاب التقليدية، و تم تشاركها عبر مئات الحسابات الخاصة، فيما أعرب الكثيرون عن حنينهم لزمن كانت البساطة تصنع أسمى درجات الفرحة و السعادة. ليبقى المولد النبوي الشريف ذكرى سامية يحتفل بها الجزائريون كل حسب عاداته و تقاليده من حيث الطعام و اللباس، و يبقى اللعب مرتبطا بالأطفال الذي وجدوا بدائل تقليدية عن المفرقعات العصرية و الصواريخ الملونة، التي أصبحت نادرة بأسواقنا هذا الموسم و تعرض بضعف أسعار الموسم الفارط. إ.زياري