كشفت حملة طرق الأبواب حول مخاطر الاستعمال الخاطئ للغاز، التي نظمتها أمس مديرية الحماية المدنية لولاية قسنطينة، عن أخطاء فادحة في توصيلات مختلف الأجهزة، و في مقدمتها المدفأة و سخان الماء. الحملة التي عرفت مشاركة مصالح سونلغاز و التجارة، و حضرتها النصر، أظهرت أن غالبية سكان العمارات التي تمت زيارتها بالوحدة الجوارية رقم 20 بالمدينة الجديدة علي منجلي، ليسوا على علم بالطرق الصحيحة و الآمنة لصيانة الأجهزة الغازية في مقدمتها المدفئة، إلى جانب أخطاء فادحة في التوصيلات الخارجية باستعمال أنابيب بلاستيكية يمنع استخدامها، لما تسببه من تسربات تصل خطورتها حد الوفاة. كما بينت العملية استغلال السكان للخزانات الخارجية المخصصة لعدادات الكهرباء و الغاز، ما قد ينجم عنه تلف الأنابيب و حدوث تسربات خطيرة، فيما لجأ الكثيرون إلى اقتناء مدافئ مستخدمة و تركيبها بشكل فردي دون الاستعانة بالمختص في الترصيص، مع الإهمال الكلي لتنظيف و صيانة المدخنة الطاردة للغازات، حيث قدم أعوان الحماية المدنية و سونلغاز و كذا ممثلة عن مديرية التجارة، جملة من النصائح لتفادي خطر غاز أحادي أكسيد الكربون أو "القاتل الصامت" كما يسمى. و أكد المكلف بالإعلام على مستوى مديرية الحماية المدنية الملازم الأول نور الدين طافر، أن القافلة التحسيسية ستتواصل طيلة فصل الشتاء و كل يوم أربعاء، من أجل تقليل عدد ضحايا تسربات الغاز بالنظر إلى ارتفاع الحصيلة السنة الفارطة، إذ بلغت ست وفيات خلال العشرة أشهر الأخيرة، فيما وصل عدد التدخلات إلى 153 تدخلا عرف إنقاذ و إسعاف 187 شخصا معظمهم من النساء و الأطفال، و ذلك بارتفاع بلغ 43 في المائة مقارنة مع السنوات الماضية. من جهتها أكدت المكلفة بالإعلام على مستوى شركة سونلغاز، أن الخرجات الميدانية أظهرت أن 90 بالمائة من الأخطاء الشائعة هي غياب الصيانة للأجهزة خاصة المدفأة، مع بروز مشكل التركيب غير الآمن لسخان الماء الذي تحول إلى أهم مسبب للوفاة مؤخرا، مضيفة أن المسؤولية يتحملها المواطن الذي يقوم باقتناء سخان غير طارد للهواء مع سوء الربط و التوصيل. و للتقليل من خطر الغاز "الصامت القاتل"، ستتم برمجة خرجات أسبوعية ستشمل المنازل، المؤسسات التعليمية و مراكز التكوين لتوعية الأفراد، و كأول مبادرة سيتم تنظيم لقاءات بين مديرية سونلغاز و طلبة الترصيص التابعين لغرفة الصناعات التقليدية و الحرف في قسنطينة، لإطلاعهم على أحدث تقنيات توصيل و تركيب الأجهزة الغازية.