تصفيات كأس أمم إفريقيا 2021 الجزائر – زامبيا (20 سا) يستهل سهرة اليوم، المنتخب الوطني رحلة الدفاع عن التاج القاري الذي كان قد انتزعه قبل أربعة أشهر بالأراضي المصرية، بمواجهة نظيره الزامبي في افتتاح المرحلة التصفوية المؤهلة إلى النسخة 33 من نهائيات كأس أمم إفريقيا المقررة «مبدئيا» بالكاميرون سنة 2021، لأن صاحب اللقب أصبح مجبرا على خوض غمار التصفيات، بعد حصر التأهل «المباشر» في منتخب البلد المنظم، وهو الاجراء الذي سيرغم «الخضر» على خوض التصفيات في المجموعة الثامنة، والتنافس على تأشيرتين مع كل من زامبيا، زيمبابوي وبوتسوانا. النخبة الوطنية، ستدخل هذه التصفيات في ثوب «بطل القارة»، الذي يبقى مرشحا لتجاوز هذه المرحلة دون عناء، سيما وأن كتيبة بلماضي كانت قد برهنت على «أحقيتها في التاج الإفريقي، من خلال المستوى الذي قدمته في ودية كولومبيا قبل أقل من شهر، لأن النجاح في المزاوجة بين الأداء والنتيجة في تلك المقابلة كان أبرز دليل على درجة «العالمية» التي بلغها «الخضر»، تحت قيادة المهندس بلماضي، الذي وضع بصمته بصورة جلية على المنتخب منذ اعتلائه العارضة الفنية، فكانت الطبعة الأخيرة من «الكان» بمصر محطة لسرقة الأضواء، والتأكيد على أن اللقب الإفريقي كان من ثمار عمل جبار، تم القيام به في ظرف زمني قياسي. مباراة اليوم، أمام زامبيا المبرمجة بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، ستكون الخرجة الرسمية للتشكيلة الوطنية بعد إحرازها التاج القاري، بعد خوض 3 وديات، واحدة أمام البنين في حفل اعتزال حليش، وآخرين في أكتوبر الفارط أمام كل من الكونغو الديمقراطية وكولومبيا، ولو أن بلماضي فضل الإبقاء على ركائز التعداد، الذي كان قد ساهم في صنع «الملحمة» الكروية في الأراضي المصرية خلال الصائفة الماضية، حيث احتفظ ب 17 عنصرا من قائمة «أبطال القارة»، وحصر التغييرات الطفيفة في ستة أسماء، من بينها ثلاثي توجه له الدعوة لأول مرة، ويتعلق الأمر بكل من سبانو رحو، حلايمية وزرقان، إضافة إلى عبد اللاوي وكذا الثنائي العائد بلقبلة وسوداني، وهذا لتعويض كل من براهيمي، بوداوي، زفان، براهيمي وكذا وناس العائد من إصابة وحليش المعتزل «دوليا»، مما يعني بأن الناخب الوطني سيحافظ على التشكيلة الأساسية التي كانت قد خاضت أهم المنعرجات في «كان 2019»، في وجود مبولحي، ماندي، عطال، بن سبعيني، بلعمري، قديورة، فغولي، بلايلي، بن ناصر، محرز وبونجاح، مادامت معالم التشكيلة الأساسية لمنتخبنا، أصبحت معروفة للجميع، لكن استراتيجية اللعب المنتهجة تبقى بمثابة «اللغز»، الذي فشل مدربو باقي المنافسين على اختلاف أسمائهم في فك شفرته، وما النجاح في تفادي الهزيمة على مدار 16 مباراة متتالية، إلا دليل قاطع على النضج التكتيكي الكبير الذي بلغه «الخضر». مواجهة زامبيا تعد الخطوة الأولى، التي ستقطعها النخبة الوطنية في رحلة الدفاع عن تاجها، في تصفيات ستلعب في بطولة «مصغرة»، عبر مجموعة يتأهل منها منتخبان، ولو أن بلماضي حذّر من السقوط في فخ الغرور، وأكد على ضرورة أخذ الأمور بكل جدية، وألح على تدشين مشوار التصفيات بانتصار، لتفادي أي «سيناريو» مفاجئ، رغم أن المنافس المنتخب الزامبي تراجع بشكل كبير بالمقارنة مع آخر ظهور بالجزائر في خريف 2017، لما كانت كتيبة «الشيبولوبولو» قد فازت على «الخضر» بقسنطينة في تصفيات مونديال روسيا، وهي الهزيمة التي عجلت برحيل التقني الإسباني ألكاراز، لكن «الرصاصات النحاسية»، فقدت مفعولها بعد ذلك، بدليل عدم القدرة على ضمان التواجد في العرس القاري الأخير الذي أقيم بمصر، وهو الغياب الثاني على التوالي للمنتخب الذي كان قد توج باللقب الإفريقي في 2012، وعليه فإن الزامبيين يبحثون عن مكانتهم في الخارطة الكروية القارية التي تغيرت معالمها كلية. وعمد مدرب المنتخب الزامبي مامبا مومامبا إلى إدخال تغييرات على التعداد، الذي سيراهن عليه في لقاء اليوم، وذلك بالاستغناء على بعض اللاعبين القدامي، على غرار القائد راينفورد كالابا، مقابل الإحتفاظ بخدمات الحارس كينيدي مويني وإعادة الثنائي سونزو وسينكالا، الذي كان قد توج باللقب القاري قبل 7 سنوات، ولو أن ضم 8 عناصر محلية، يجسد السياسة التي ينتهجها مومامبا سعيا لضخ دماء جديدة في المنتخب الزامبي. وسبق للمنتخب الوطني، أن واجه نظيره الزامبي 6 مرات في إطار تصفيات المونديال، حقق فيها «الخضر» 4 انتصارات، مقابل انتصارين لزامبيا، كانا في إطار تصفيات مونديال روسيا 2018، آخرهما في سبتمبر 2017 بقسنطينة، كما إلتقى المنتخبان في 4 مباريات في نهائيات كأس أمم إفريقيا، منها مرة «مزدوجة» في دورة 1982 بليبيا، لما فازت النخبة الوطنية في دور المجموعات، ثم انهزمت في اللقاء الترتيبي، مقابل الافتراق على التعادل دون أهداف في مباراتين عن دور المجموعات في نسختي 1986 و1996، ولو أن المعطيات التاريخية لا مكانة لها في موعد سهرة اليوم، لأن كل شيء تغيّر، والموعد سيكون فرصة لآلاف الجزائريين لتحية «الأبطال». للإشارة، فإن المقابلة سيديرها الحكم الإثيوبي مابلاك تيسيما، على أن يساعده مواطنه كيدي موسي وغيزاو بيلاتشو، بينما سيتكفل المصري عصام عبد الفتاح بمهمة المحافظ.