أكاديميون يتخوفون من فتح السمعي البصري مرداسي: أصحاب الصحف يريدون وسائل جديدة للسلطة وليس حرية التعبير أبدى أمس أكاديميون تخوفا وتحفظا من فتح قطاع السمعي البصري أمام الاستثمار الخاص في الجزائر، محذرين من تكرار ما اسموه بإنحرافات الصحافة المكتوبة. وفي لقاء نظمته جامعة قسنطينة بمناسبة استرجاع السيادة على الإذاعة والتلفزيون، تطرق الأستاذ إسماعيل معراف إلى المخاوف لدى جزء من السلطة من فتح القطاع السمعي البصري و رفض هؤلاء لتكرار تجربة الصحافة المكتوبة الخاصة في قنوات تلفزيونية. الأستاذ معراف قال أن مسودة قانون الإعلام الجديد المطروحة على مستوى الأمانة العامة للحكومة لا تزال محل تجاذب بين عدد من الأطراف و قد كان بصفته مستشارا سابقا بالرئاسة على علم ببعض المواقف من الساسة بشأن المشروع. من جهته الأستاذ عبد المجيد مرداسي قال أن الصحف الخاصة تحاول مضاعفة ما جنته من مكاسب مادية و امتيازات سلطوية من جراء قانون الإعلام لسنة 1990، الساري المفعول حاليا و الذي أصدره رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش بقرار سياسي بداية التسعينات من القرن الماضي، لكن "أصحاب تلك الصحف لا يتورعون اليوم على التنكر لجميل حمروش و خرج بعضهم ضده رغم أنه كان ولي نعمتهم"، و قال مرداسي أن مالكي الصحف الخاصة الذين يريدون إنشاء قنوات تلفزيونية و يطالبون بالإسراع في فتح قطاع السمعي البصري "لا يريدون توسيع نطاق حرية التعبير بقدر ما يرغبون في امتلاك وسائل جديدة للسلطة"، و تعزيز نفوذهم الذي اكتسبوه بفضل الجرائد الخاصة. عميد كلية علوم الإعلام و الإتصال بجامعة قسنطينة إدريس بولكعيبات فضل السرد التاريخي لتطور عملية انتشار أجهزة التلفزيون في بيوت الجزائريين منذ الاستقلال و قال أن الجزائر المستقلة استثمرت كثيرا لتغطية مساحتها الشاسعة بوسائل توفير البث التلفزيوني. الوزير السابق للإعلام لمين بشيشي سرد ذكرياته حين استرجاع السيادة على مبنى الإذاعة و التلفزيون في 28 أكتوبر 1962 و كيف تسلق عبد العزيز شكيري و المسمى "الغوردو" من نواحي عين مليلة السارية التي كان يرفرف عليها العلم الفرنسي و قررا إنزاله، حيث لم يكن معقولا أن يتم الاحتفال بثورة نوفمبر تحت الراية الفرنسية، مع أن إتفاقيات إيفيان تنص على تولى الحكومة الانتقالية في الصخر الأسود ( بومرداس حاليا) مهام تسيير شؤون الفترة الانتقالية إلى غاية 31 ديسمبر 1962. السيد بشيشي الذي تولى أيضا مهام إدارة الإذاعة و التلفزيون منتصف التسعينات ،قبل أن يحمل حقيبة وزارة الإعلام قال أن عملية فتح السمعي البصري ينبغي أن تستفيد من التجارب السابقة، و أن تأخذ منها العناصر الإيجابية والمهم في المسألة حسب بشيشي أن يتم الحرص على التطبيق الصارم لقانون الإعلام الجديد و بكل حيثياته و على الجميع كبيرا و صغيرا و لا يبقى حبرا على ورق يتم انتهاكه كل مرة دون عقاب، معتبرا وزارة الإعلام من وزارات السيادة كالدفاع و الداخلية و الخارجية و المالية و العدل و لذلك وجب الاهتمام بالقطاع بصورة خاصة في مثل الظروف القلقة و الحرجة الحالية و قد كان الإعلام من خلال الفضائيات محركا للعديد من الثورات الشعبية في دول عربية مختلفة، كما لعبت دول لا شأن لها دورا محوريا بفضل قنواتها التلفزيونية الفضائية التي أثارت شعوبا ضد حكامها بتحريض من تلك القنوات الفضائية وفق ما قال أحد المتدخلين من الجامعيين