ناقش عدد من الإعلاميين والأكاديميين الجامعيين نهار أمس بقاعة المحاضرات الكبرى محمد الصديق بن يحيى بجامعة الأخوة منتوري (قسنطينة) موضوع ''السمعي البصري بين الأحادية والتعددية... آفاق وتحديات''، من تنظيم المديرية الفرعية للأنشطة العلمية والثقافية والرياضية بجامعة منتوري بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين لاسترجاع السيادة على مؤسستي الإذاعة والتلفزيون الجزائريين. وخلال مداخلته؛ أكد الإعلامي الوزير السابق السيد لمين بشيشي أنه مع فتح السمعي البصري بشرط الالتزام بدفتر شروط يسمح بأداء حسن دون المساس بوحدة الوطن، قائلا إنه مع الإعلام الذي يوحد ولا يبدد. وأكد السيد بشيشي ضرورة إنشاء إعلام متخصص، معتبرا أن مشروع الإعلام الجديد هو تجربة أخرى وإضافة إلى مسار الجزائر المستقلة شرط أن يطبق ولا يبقى حبرا على ورق. وطالب السيد لمين بشيشي رجال الإعلام بالتحلي بالاحترافية وذلك بعدم التركيز فقط على كل ما هو سلبي مثلما يحدث في بعض العناوين الصحفية ولا على التأكيد على الإيجابيات فقط، حيث دعا لأن يكون هناك توازن في الطرح لأداء هذه المهمة النبيلة على أحسن وجه، معتبرا أن قطاع الإعلام قطاع سيادي له من الأهمية ما يجعله في مركز وزارات الدفاع أو الداخلية أو العدل أو المالية. من جهته؛ تحدث الدكتور إسماعيل معراف، الأستاذ في العلوم السياسية بجامعة الجزائر وعضو المركز العربي والإفريقي للإعلام والتنمية، عن التخوف البارز حول فتح مجال السمعي البصري، مؤكدا أن الأطراف المتخوفة من هذا الفتح تخشى سير المشروع إلى ما آلت إليه الصحافة المكتوبة والتجاوزات التي حدثت. وقد أكد الدكتور إسماعيل معراف بحكم تجربته واحتكاكه اليومي مع كل الفعاليات من إعلاميين والطبقة السياسية وكذا أجهزة السلطة، أن هناك من جماعات المصالح من تخشى فتح السمعي البصري. أما الدكتور عبد المجيد مرداسي الأستاذ بقسم الإعلام والاتصال وعلم الاجتماع بجامعة منتوري، فدعا إلى الفصل بين أرباب العمل والتلفزيونات الخاصة قصد حماية الرسالة الإعلامية وعدم السقوط في المطبات التي وقعت بالعالم العربي وكذا الغربي. وقد رفض الدكتور عبد المجيد مرداسي الربط بين الأحادية ونوعية المنتوج الإعلامي المقدم، مقدما العديد من الأمثلة على غرار صفحة الثقافة بجريدة المجاهد في السنوات الماضية والتي صنفها من أحسن الصفحات التي لم تستطع منافستها حتى أكبر الجرائد الخاصة رغم ترعرعها في حضن الأحادية شأنها شأن البرامج التلفزيونية سنوات التسعينيات والتي كانت رائدة عربيا بفضل تعدد الآراء والأفكار، ويعود الفضل في ذلك -حسب الدكتور مرداسي- إلى الالتزام بتطبيق دفتر الشروط. وقال الدكتور عبد المجيد مرداسي الذي انتقد انتقال الجدل السياسي من الأحزاب إلى الجرائد الخاصة، أنه يجب التعامل مع ملف فتح السمعي البصري بكل حذر وبكل تحفظ، معتبرا أن الجزائر وقعت بين البينين، فتح السمعي البصري الذي أصبح مطلبا مشروعا لخدمة المواطن وتنمية الروح الوطنية ووضع رهانات خطيرة في حالة انحراف القنوات الخاصة عن هدفها خدمة لبعض المصالح.