الجزائر ترفض التدخل الخارجي وهدفها لم شمل الليبيين أكد وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقادوم، على ضرورة مشاركة دول الجوار والاتحاد الافريقي في المبادرات الرامية إلى إيجاد حل للأزمة الليبية ودعم الحل السياسي فيها، مبرزا أن الجزائر "ستواصل مساعيها للم شمل الشعب الليبي». وأوضح بوقادوم، في ندوة صحفية نشطها في ختام الاجتماع أنه تم الاتفاق خلال الاجتماع على "ضرورة استئناف العمل مع دول الجوار الليبي وإشراك الاتحاد الافريقي في هذه المبادرة ودعم الحل السياسي للأزمة التي يمر بها هذا البلد» ، مجددا التأكيد على أنه "لا حل للازمة الليبية إلا الحل السلمي السياسي بين الليبيين بدعم من المجتمع الدولي" وأن الجزائر "ترحب بأي طرف يريد أن يساهم في إرساء السلام في الدولة الجارة والشقيقة"، و أضاف أنه على دول الجوار "بذل كل الجهود من أجل إنهاء هذه المأساة التي تمسنا مباشرة» مبرزا أن مساعي الجزائر ودول الجوار تهدف إلى "لم شمل الشعب الليبي مع من يتكلم لغة العقل وليس لغة المدفع". وأكد بوقادوم أن الجزائر "لا تعمل بانفراد" وأنها "ستقوم باستشارة باقي الدول التي حضرت الاجتماع في حال دعوة أي طرف ليبي»، مجددا موقف الجزائر بخصوص رفضها لأي تدخل أجنبي من شأنه أن يعقد الأمور "أكثر فأكثر" في ليبيا. وقال في هذا الشأن إن الجزائر "ترفض مبدئيا أي تدخل خارجي وترفض تواجد قوات غير تلك التي يقبلها الشعب الليبي». و أكد بوقادوم أنه تم خلال الاجتماع التأكيد على "ضرورة احترام ليبيا كدولة واحدة موحدة، واحترام سيادة السلطات الشرعية على كامل التراب الليبي"، موضحا أن هذا الاجتماع "لا يعد آلية و إنما اجتماعا تشاوريا للتنسيق و إسماع كلمة دول الجوار في المحافل الدولية"، مؤكدا على "التشاور و العمل و تقديم الدعم للاتحاد الإفريقي و منظمة الأممالمتحدة في جهودهم لحل الأزمة الليبية» ، مشيرا إلى أن مشاركة وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في الاجتماع جاءت ل"اطلاعنا على نتائج ندوة برلين حول الازمة الليبية». وأكد وزير الشؤون الخارجية في تدخله خلال الجلسة الافتتاحية أن الجزائر "تتمسك بضرورة تشجيع الأطراف الليبية على حل ازمتهم بالطرق السلمية وترفض أي تدخل أجنبي في هذا البلد» ، مضيفا أن الليبيين "قادرين على تجاوز خلافاتهم من خلال انتهاج أسلوب الحوار والمصالحة الوطنية والتوصل إلى تسوية سياسية تخرج البلاد من أزمتها وتمكن الشعب الليبي من بناء دولة ديمقراطية قادرة على بسط نفوذها على كامل ترابها» كما يعزز هذا التفاؤل، يضيف الوزير، "ترحيب الأطراف الليبية بدعوة الجزائر لاستضافة جولات الحوار فيما بينها» . من جانبه أكد وزير الخارجية و الاندماج الإفريقي و التعاون الدولي و الجالية لجمهورية التشاد، محمد زين شريف، على "ضرورة تضافر الجهود من أجل مرافقة الأشقاء الليبيين للعودة إلى مسار التسوية السلمية " ، وأكد أن بلاده تضم صوتها ل "كل صوت يسعى إلى حلحلة الأزمة». من جهته أبدى وكيل وزارة الشؤون الخارجية السوداني، الصديق عبد العزيز عبد الله، "إرادة بلاده في المساهمة في الجهود الإيجابية لدول جوار ليبيا و جهود الأشقاء في ليبيا للوصول لحل سلمي يعزز الأمن والسلم في ليبيا و في المنطقة» من جهته قال وزير الشؤون الخارجية بحكومة تصريف الاعمال التونسية، صبري باش طبجي، إن الاجتماع "يلتئم في ظرف دقيق تشهد فيه الشقيقة ليبيا وضعا خطيرا يبعث عن قلقنا وانشغالنا جميعا» ، مؤكدا أن استمرار الأزمة في ليبيا و تحولها إلى تصعيد عسكري خطير شكل "تحديا على أشقائنا بليبيا و على دول الجوار، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية و تصاعد نشاط الجماعات الإرهابية، وارتفاع موجة الهجرة غير الشرعية و اللجوء مما حمل بلداننا أعباء جسيمة». كما ثمن ووزير الشؤون الخارجية المصري، سامح شكري، مساعي الجزائر السابقة للإسهام في تسوية الأزمة في هذا البلد العربي الجار، مؤكدا "حرص مصر على أن تستعيد ليبيا استقرارها ووضعها الطبيعي في أسرع وقت ممكن، حتى تتمكن من استعادة دورها على الساحة العربية و الدولية بشكل بناء بما يحقق مصالح الشعب الليبي». كما أكد وزير الشؤون الخارجية و التعاون الدولي المالي تيبيلي درامي ، على أهمية تعزيز دور الاتحاد الافريقي و مبادراته قصد تسوية الازمة الليبية التي تؤثر على البلدان المجاورة و على المنطقة بأكملها.