عرسان عزفوا عن وضع الحناء في أفراحهم! "الحنّاء" لم تعد تحظ بالمكانة والتقدير والحب المألوف في الأعراس والأفراح، ولم تعد تشهد الاقبال المعهود من طرف العرسان كمادة مباركة للزينة، بل أكثر من ذلك، أصبحت منفرة ونذير خوف وشؤم وتطيّر في بعض ولايات الوسط الغربي لأن استعمالها لم يعد "صافيا" من طرف البعض، وانحرفت في أغراض استخدامها، فدخلت أبواب الشعوذة والسحر! - حتى وإن كانت كثير من الأمهات والجدات متمسكات على أنها نبتة مباركة من خيرات الجنّة والجمال الطبيعي. وأن مادة الحنة لا زالت لغاية اليوم عادة متأصلة تعبر عن قمة السعادة والفرح فهي عادة يقترن وضعها في المناسبات الدينية وفي حفلات الختان والخطوبة والزفاف لدرجة أن كل المدعوين يشتكرون في وضعها على كفّ اليد فيما يتفنن البعض الآخر في رسم صور فنية متناهية الدقة على مستوى اليدين والرجلين خصوصا إذا كان هذا الشخص أعز اليك تقول السيدة (فاطمة/ح). ففي ليلة الزفاف يجتمع الأهل والأقارب وتقوم احدى النساء التي تكون محل احترام وتقدير الجميع بوضع مادة الحنة في كف كل كبير وصغير لتضيف "هذا تعبيرا على الفرح" وكل عائلة لها طريقة في تحضير الحنة حسب السيدة /خديجة/55سنة) من ولايات عين الدفلى فالبعض يخلطها بالبيض اضافة لماء الزهر، وهناك عائلات تخلط ذلك بالحليب والعسل الى جانب مواد أخرى حتى تكون مناسبة لوضعها "للعرسان" وبدورهما يقدمان مبلغا ماليا رمزيا نظير ذلك أو ما يسمى "بزيارة" ومنه يتم وضع ما تبقى من الحناء على بقية المدوعين من الأهل والأقارب، لكن يبدو أن هذه العادة في طريقها للزوال عبر عديد المناطق بولايات الوسط الغربي كعين الدفلى والشلف وغليزان وتيارت وتسمسيلت بعد أن أضحت تشكل مخاطر على العريس أو العروسة، ومصدرا للتفرقة بين العائلة والأقارب نظرا لاستخدام الحناء أو "الخلطة" المخصصة للعريسين لأغراض السحر والشعوذة من طرف أشخاص بهدف التفرقة بين الزوجين أو إفساد الفرح برمته الأمر الذي جعل بعض العائلات بالولايات المذكورة تستغني عن هذه المادة أو تقوم بها في نطاق محدود لا يتعدى أفراد العائلة القريبة جدا دون المدعوين لحفل الزفاف، وتروي في هذا الصدد الحاجة ياقوت من الشلف الكثير من القصص والوقائع التي حدثت نتيجة ذلك منها الطلاق وتوتر العلاقة بين الزوجين بسبب متاعب الزوج ليلة الدخلة أو ما يسمى "الرباط" نتيجة السحر مما يتوجب احضار طالب قرآن أو مرق لفك شفرة السحر وغيرها من القصص المتداولة.