الجيش يتدخل لإنقاذ عائلات حاصرتها السيول ببسكرة تدخلت قوات الجيش أمس بالمروحيات لإنقاذ العشرات من العائلات التي حاصرتها الأمطار الطوفانية التي تهاطلت على ولاية بسكرة خلال اليومين الماضيين. تدخل الجيش كان خاصة بمنطقة الحوراية بعين الناقة وطبة سنوف. الأمطار الطوفانية التي شهدتها المنطقة خلفت خسائر مادية معتبرة، وصفت بالكارثية أجبرت السلطات المحلية إلى الإسراع في تشكيل خلايا أزمة لاحصاء الخسائر ميدانيا والاستماع الى انشغالات المتضررين، وفي هذا السياق شملت الخسائر المنشآت القاعدية السكن والفلاحة بحيث يعيش سكان معظم بلديات الولاية خاصة بالجهة الشرقية على غرار الحوش، عين الناقة، زريبة الوادي في عزلة تامة بعد أن حاصرتهم مياه الأودية التي تدفقت بشكل غير مسبوق جارفة معها الجسور والمعابر المائية ما أدى الى انقطاع حركة مرور على عدة محاور من الطرق الولائية والوطنية على غرار الوطن 83 الرابط بين بسكرة وخنشلة عند نقطة وادي المالح وواد براز وكذلك الوطني 46( أ) عند بلدية الحاجب ما جعل سكان القرى والتجمعات الفلاحية محاصرين من كافة الجهات بعد أن غمرت مياه الأودية والسيول الجارفة مساكنهم الهشة متلفة بذلك جميع معداتهم المنزلية البسيطة، هذه الوضعية جعلتهم يقضون ليلتهم في العراء جراء صعوبة الوصول إليهم من قبل السلطات المحلية والحماية المدنية لتقديم يد المساعدة. وقد سجل بصورة مفاجئة امتلاء سم فم الخرزة ببلدية سيدي عقبة ما دفع المشرفين عليه إلى إنقاض الكمية الزائدة خوفا من الخطر ما استدعى إطلاق صافرات الانذار التي أفزعت السكان المقيمين بالقرب منه وكذا القاطنين بقرية سريانة إلى الهروب ليلا ومغادرة سكناتهم خوفا من خطر جرف المياه لهم. وحسب ممثل سكان القرية فقد قضى قرابة 85 في المئة من مجموع السكان ليلة رعب حقيقية دفعهم الخوف من التنقل إلى المدن والقرى المجاورة للمبيت. هذه الوضعية دفعت بالسكان نهار اليوم إلى قطع الطريق الولائي رقم (36 أ ) بإتجاه بسكرة احتجاجا حسبهم على عدم تكفل السلطات المحلية بهم والوقوف إلى جانبهم. من جهتها مصالح الحماية المدنية سجلت قرابة 80 تدخلا شملت حالات الإجلاء والإنقاذ إطفاء الحرائق وامتصاص المياه، وفي هذا الاطار تم إنقاذ عشرات الحالات بمناطق مختلفة حاصرتها مياه الأودية والسيول الجارفة كما تدخلت لامتصاص المياه التي غمرت آلاف السكنات عبر عدد من بلديات الولاية خاصة بالمتوسطة الجديدة بطولقة التي غمرتها مياه الصرف الصحي الناجمة عن انفجار القناة الرئيسية بالمدينة ما جعلها تغرق والأحياء المجاورة لها وهو الأمر الذي حرم التلاميذ من الالتحاق بمؤسستهم. كما تسببت الاعطاب الكهربائية في اشتعال عدد من المعدات الكهربائية عبر بعض البلديات.أدت احدها إلى احتراق منزل بحي المسيد ببسكرة. الخسائر المادية المسجلة شملت أيضا شبكة العمراني بعد أن سجل سقوط سكنات هشة منها 3 ببلدية عين الناقة وعشرات أخرى موزعة على بلديات سيدي خالد، زريبة الوادي، وأوماش، بالإضافة إلى مئات السكنات المتضررة بنسب مختلفة منها حالات سقوط جزئي على مستوىالأسقف والجدران ومئات الحالات الأخرى الخاصة بالتصدعات والانشقاقات عبر الأحياء التي غمرتها مياه الأودية وتسربت إلى داخل السكنات على غرار ما حصل لبلديات عين الناقة، الحاجب، أوماش، هذه الوضعية غير المسبوقة أجبرت عشرات العائلات من قضاء ليلها في العراء فيما لجأت أخرى الى أقاربها خوفا من خطر الانهيار. كما سجل إنقطاع في التيار الكهربائي عن بعض المدن جراء الأعطاب الكهربائية وسقوط عدد من الأعمدة التي جرفتها المياه على غرار ما حدث ببلدية الحاجب، من جهتها الخسائر الفلاحية وصفها المتضررون بالكارثية بعد أن سجل إتلاف كلي لمئات البيوت البلاستيكية المزروعة التي جرفتها مياه الأودية والسيول الجارفة مثلما حدث بكل من عين الناقة مزيرعة والدوسن وهي ذات الحالة التي عرفتها ألاف الهكتارات المزروعة بمختلف المحاصيل بعد أن غطتها المياه والأوحال التي إمتدت الى الآبار والمناقب متلفة كافة المعدات المخصصة للسقي الفلاحي كما تعرض منتوج التمور إلى التلف جراء سقوط كيمات معتبرة منه وغمور آلاف النغيل الصغيرة (الجبار) بمياه الأودية هذا فضلا عن نفوق العشرات من رؤوس الماشية خاصة بمنطقة سيدي خالد وبعض المناطق الرعوية الانعكاسات السلبية للأمطار في أكثر من قطاع لم تحدد نتائجها بعد جراء إرتفاع حجم الكارثة وصعوبة الإتصال بالمتضررين كون جل المدن والقرى تحولت الى برك من المياه والأوحال تستحيل في ظلهما الحركة والتنقل ويتوقع المسؤولون أن تكشف الايام القادمة على حصلية مرتفعة للخسائر تشمل العديد من القطاعات.