تسارعت الأحداث في بيت مولودية باتنة خلال الساعات القليلة الماضية، ما يرشح الفريق للتخلص من متاعبه، والخروج من أزمته الداخلية التي ظل يعيش على وقعها منذ بداية الموسم، وبالمرة دخول مرحلة جديدة من مساره. فبالإضافة إلى ترشح الرئيس الأسبق عزيز محمدي لخلافة الرئيس المستقيل مسعود زيداني على رأس النادي الهاوي وعزمه على حمل المشعل وقيادة البوبية إلى بر الآمان، تم الاستنجاد بالمدرب السابق جمال بن جاب الله لاعتلاء العارضة الفنية خلفا لزموري ليامين الذي اضطر لرمي المنشفة في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس تحت ضغط الشارع الرياضي، رغم الاتفاق الحاصل مع الإدارة والقاضي بفسخ عقده بعد مباراة الغد أمام مولودية بجاية. وفي تصريح خص به النصر أكد بن جاب الله بأن اتفاقا نهائيا قد تم مع الإدارة المؤقتة للفريق، مضيفا أن عودته إلى البوبية تجسد تعلقه باللونين الأسود والأبيض:» أعتقد بأن قبولي العرض يعد واجبا لإنقاذ المولودية خصوصا في هذا الظرف بالذات الذي تمر به، وهو ما يجعلني أضحي بمسؤولياتي في فريقي الحالي نادي تقرت في سبيل نجدة البوبية». وانطلاقا من هذا، يرى بن جاب الله أنه من غير المستبعد أن يقود التشكيلة الباتنية في المقابلة أمام الموب أمسية غدا الخميس، ولو أن مصدرا موثوقا كشف للنصر أن الرئيس بالنيابة بيبي كمين فضل تكليف المدرب مليك مقرة بالإشراف على التدريبات بداية من مساء أمس بشكل مؤقت مع الوقوف إلى جانب اللاعبين في مواجهة المولودية البجاوية، في انتظار شروع بن جاب الله في عمله ابتداء من الأسبوع القادم. لكن هل يوافق مقرة على المهمة المؤقتة، ويترك مكانه لبن جاب الله؟ تأتي هذه التساؤلات في وقت يجمع الوسط الكروي المحلي على أن تحديات كبيرة تنتظر الرئيس الجديد، في مقدمتها الديون المتراكمة على مدار السنوات الماضية والتي عجز جميع الرؤساء الذين تداولوا على سدة الرئاسة عن فك لغزها والتخلص منها، باعتبار أن الدائنين لن يتركوا الرئيس القادم ليهنأ بمنصبه دون المطالبة بأموالهم، بغض النظر عن الحجز الذي لا زال مفروضا على الحساب البنكي منذ الصائفة الماضية. كما أن المدرب الجديد القديم بن جاب الله يعي صعوبة المأمورية وحجم المسؤولية المنتظرة في ظل حالة الإحباط الجماعي، ومعها الغضب الجماهيري الكبير حول الحصيلة المحتشمة للفريق والتي لا تعكس تطلعات الأنصار، إلى جانب غياب لجنة تسيير تملك الشرعية في اتخاذ القرارات بعد رحيل زيداني.