احتراف على الورق وتهميش للفريق الهاوي رغم تحمله المسؤولية - ما تزال سفينة مولودية قسنطينة تبحر نحو المجهول، وذلك في تضارب الآراء وسوء فهم مسؤولي الجمعية للقوانين الخاصة بالاحتراف، بدليل اللبس الحاصل فيما يخص تسيير فريق كرة القدم الأول الذي ينشط بطولة الرابطة المحترفة الثانية، ودور الفريق الهاوي والمهام المنوطة به بصفته شريك ومساهم في مجلس إدارة الشركة الرياضية. فرغم دخول الدوري المحترف موسمه الثاني ووضع الإدارة هدف الصعود في المقام الأول، إلا أن المولودية ما تزال تعاني من عديد المشاكل التي كانت تميز الفرق الهاوية، وفي مقدمتها المستحقات المالية التي تبقى ورقة الضغط الوحيدة في يد اللاعبين على الرغم من أن العقد الاحترافي يحدد طريقة التعامل في هذا المجال، على أساس أن اللاعب يعتبر موظفا لدى الفريق، وبنود العقد تحدد حقوقه وواجباته، كما تحدد طريقة تسيير الشركة الرياضية من قبل المساهمين، وذلك وفق الهيكل التنظيمي المنصوص عليه في دفتر الشروط. ما يحدث داخل محيط الموك يؤكد بأن الفريق محترف على الورق ليس إلا، والدليل الغياب الكلي لأعضاء مجلس الإدارة عن الاجتماعات الدورية، ناهيك عن عدم مساهمته في الجانب المالي لتسوية مستحقات اللاعبين (المرتبات الشهرية والمنح)، ليبقى رئيس الفريق الهاوي مسعود بورفع المنتخب مؤخرا خلفا لمداني حكوم الممول الوحيد للفريق، رغم إشكالية الرصيد المجمد الذي لم يتوصل المساهمون بشأنه إلى أرضية اتفاق مع الطرف الثاني، ليبقى الملف مطروحا على العدالة. وعلى ذكر بورفع فإن آخر مشكل صادفه تمثل في مطالبة اللاعبين بمرتبهم الشهري، وذلك خلال لقاء جمعه وأعضاء مكتبه باللاعبين عشية الخميس الفارط بمطعم بولفخاذ، حيث كان قد وعدهم- حسب مصدر مطلع- بتسوية الإشكال قبل لقاء الثلاثاء المقبل أمام المحمدية، بعد خطأ يخص الشيك، والذي كان وراء التأخر في صب الأموال في الرصيد، ليقترح أحد أعضاء المكتب تسوية الموضوع خلال الفترة الممتدة ما بين لقاء المحمدية وبلعباس، وهو الاقتراح الذي أرضى اللاعبين. تبيب يشتكي من قلة التركيز خلال التدريبات وفي السياق ذاته استغل المدرب تبيب- حسب مصدرنا- فرصة تواجد اللاعبين و المسؤولين وجها لوجه، ليطرح إشكالية نقص تركيز اللاعبين على العمل خلال الحصص التدريبية، حيث قال بأنهم يتحدثون كثيرا على مستحقاتهم المالية- وهذا من حقهم حسبه- وهو ما يؤثر على تركيزهم على العمل الميداني، مطالبا الإدارة تحمل مسؤولياتها وتوفير الظروف المناسبة لتطبيق برنامجه، مؤكدا قناعته التامة بإمكانية تحقيق هدف الصعود، وذلك بالنظر- كما قال- للأسماء التي تزخر بها التشكيلة، والتي تجمع بين الإمكانيات البدنية والفنية والخبرة. معركة "عدوي" بين بورفع وشركائه من جهة أخرى تبقى المعركة الخفية بين الرئيس بورفع وشركائه تصنع الحدث وسط محيط المولودية، والتي تجعل سفينة الموك تواصل الإبحار نحو المجهول، وذلك بسبب تصلب آراء كل طرف، حيث يصر الحاج بورفع على مواصلة التعامل مع ذراعه الأيمن الذي عينه مناجيرا للفريق، ونعني به المدعو حسان عدوي، في المقابل يرفض بقية أعضاء مجلس إدارة الفريق المحترف انتساب السالف ذكره للفريق، إلى درجة رفضهم التعامل مع بورفع أو الرد على مكالماته الهاتفية أو المساهمة ماليا، ما دام عدوي داخل المحيط ويتصرف وكأنه مسير منتخب أو موظف لدى المولودية، وهو ما طلب به- حسب مصادرنا الخاصة- من الأخوين مداني حكوم وكمال، خلال لقائهما الأخير ببورفع الذي غاب عنه بقية أعضاء المجلس، حيث ألحا على ضرورة إبعاده من محيط الموك. هذه الإشكالية يبدو أنها أخذت أبعادا أخرى قد تؤثر مباشرة على الفريق، كما أنها تعكس حقيقة الواقع المر للفريق القسنطيني العريق، والذي تاه أنصاره بين الفريق المحترف والهاوي، ومن هو المسؤول على الفريق الأول؟. هذا وقد توعد بعض الأنصار المدعو عدوي، حيث قرروا منعه من دخول الملعب والتواجد بغرف تغيير الملابس، على أساس أنه لا علاقة له قانونيا وإداريا بالفريق، ناهيك عن اتهامه بالولاء للفريق الجار شباب قسنطينة.