lعقار «هيدروكسي كلوركين» يؤدي إلى اضطرابات خطيرة أكدت الدكتورة عماري سليمة المختصة في أمراض القلب والشرايين، بأن مرضى القلب هم الفئة الأكثر تعرضا لخطر فيروس كوفيد 19، مقارنة مع باقي أصحاب الأمراض المزمنة، لعدة أسباب ستتعرفون عليها في هذا الحوار الذي أجرته النصر معها. كما حذرت الدكتورة عماري من التأثيرات السلبية التي يسببها عقار "هيدروكسي كلوركين» على مرضى القلب. يقول الأطباء أن مرضى القلب من أكثر الفئات الهشة التي يؤثر عليها فيروس كوفيد 19 ، كيف ذلك؟ عند الأشخاص المصابين بمرض القلب، يُشكل الفيروس خطرا كبيرا ، لأنه يؤثر مباشرة على عضلة القلب، بفعل وجود (les récepteurs ACE2) على مستوى هذه العضلة، مما يؤدي إلى مضاعفة فشل القلب، وقد يتسبب للأسف عند هذه الشريحة من المرضى، في سكتة قلبية. كيف يؤثر ضعف وظيفة القلب على مناعة الإنسان؟ ضعف وضيفة القلب يؤدي إلى انخفاض كمية الدم، التي يضخها القلب في الشرايين لمختلف الأعضاء العصبية للجسم، بالمقارنة مع إنسان عادي وظائفه تعمل بشكل سليم، وبالتالي المرضى المصابون بخلل في وظيفة القلب، ستكون مناعتهم أضعف من المرضى العاديين. هل نفهم من هذا أن كورونا يؤثر مباشرة على وظيفة القلب ؟ لا توجد أبحاث كثيرة في هذا الموضوع، لكون الوباء حديث الظهور، والدراسات العلمية، لم تصل الى استنتاجات دقيقة، ولكن تبثث في حالات كثيرة مؤكدة بأن الفيروس كوفيد 19 يسبب التهابا على مستوى عضلة القلب، وقد صرحت المنظمة الفرنسية المتخصصة في أمراض القلب مؤخرا، أنه يجب في كل حالات التهاب عضلة القلب أن تجري تحاليل كوفيد 19، حتى إن لم تكن هناك أعراض تنفسية من سعال، وآلام في الحنجرة. كما قد يؤدي الفيروس كذلك في حالات أقل إلى ذبحة صدرية، واختلال في ضربات القلب، ما قد يعرض الشخص إلى سكتة قلبية. في حالة الإصابة بالفيروس كيف يتعامل مريض القلب مع الوضع ؟ إذا ظهرت أعراض الإصابة بفيروس كوفيد 19، مثل الحمى وصداع في الرأس و سعال جاف، يجب التوجه إلى المستشفى للفحص، وفي حالة كان الشخص مشتبها فيه، يجب أن يستفيد من تحليل « بس أر» في أقرب وقت كي يتسنى للأطباء معالجته، ويجب أن نحذر هنا من خطر تناول «هيدروكسي كلوركين» عند المرضى المصابين بأمراض القلب، لأنه يؤدي إلى اضطرابات تؤدي الى تمدد « الكاتي». هل هناك تفاعلات بين أدوية أمراض القلب و الفيروس ؟ يوجد أدوية يتناولها مرضى القلب والمصابون بضغط الدم من عائلة « IEC» « ARA 2» تجعل خلايا القلب أكثر قابلية للالتحام بفيروس كوفيد 19 ، لأن هذه الأدوية تقوي عددا من (les récepteurs ACE2) التي يلتحم بها الفيروس على مستوى خلايا القلب. كما حذرت جميع المنظمات العلمية لأمراض القلب من إيقاف هذه الأدوية، كما يجب على المرضى أن يواصلوا، تناولها، لأنه لا توجد لحد دلائل مباشرة، كون الأبحاث متواصلة حول المشاكل التي يسببها الفيروس على وضائف القلب. كيف يتم التعامل مع مريض مبرمج لإجراء جراحة على انسداد في القلب؟ يتم التعامل مع هؤلاء المرضى بنفس الطريقة، التي يتعامل بها مع الذين لا يحملون فيروس كوفيد 19، الاختلاف يكمن في الوقاية للطبيب المعالج والمساعدين و الممرضين، يجب ارتداء المآزر الواقية والأقنعة والأحذية الخاصة، ومن الواجب تخصيص غرفة عمليات للأشخاص المصابين بفيروس كوفيد 19، وغرفة عمليات أخرى للأشخاص غير المصابين بالفيروس، حتى لا تنتقل العدوى، وفي حال إجراء العمليات الجراحية تكون بسيطة دون فتح القفص الصدري، ولا يمكن المغامرة بفتح القفص الصدري لمريض مصاب بالفيروس. هل يستقر الفيروس في الشرايين ؟ الفيروس له خصائص يهاجم الجهاز التنفسي، ويستقر على مستوى الرئتين و لا يهاجم الكريات الدموية التي تنتقل عبر الشرايين، يعمل القلب على ضخها إلى كافة أنحاء الجسم، والدليل على أن الفيروس لا علاقة له بالدم، هو أخذ عينات التحليل من عمق الأنف والحنجرة، بواسطة قضيب رفيع مرن له نهاية قطنية، أي أن العينات لا تأخذ من الدم. وخارج الوسط الاستشفائي هل هناك نظام معين يجب أن يتبعه مع مريض في البيت والمحيط ؟ المعاملة تختلف على حسب نوعية المرض المصاب به، هناك حالات تتماثل للعلاج ويصبح المريض تقريبا كشخص عادي مع المحافظة طبعا على تناول الأدوية في أوقاتها والالتزام بحمية معينة، كما ينصح في هذه الحالات الإكثار من المشي. و هناك حالات أخرى تتأثر فيها عضلة القلب إلى درجة الانتفاخ والتورم، وفي هذه الحالة يجب أن يلزم المريض الفراش، أي أنه ومع القليل من الحركة يشعر بالتعب، وصعوبة التنفس و يصبح عاجزا عن الحركة، وهؤلاء المرضى يحتاجون الى الدعم المعنوي من طرف عائلاتهم، حيث يجب تشجيعهم على تناول الأغذية، مع الاحتفاظ بالأدوية، لأن الكثير منهم تكون معنوياتهم منهارة حتى أنهم أحيانا يفقدون الأمل بالحياة. هل من نصائح تقدمينها لهذه الفئة من المرضى حتى لا يكونون عرضة للإصابة بفيروس كورونا؟ هي نفس احتياطات الشخص العادي من نظافة اليدين، تغيير الملابس، من المستحسن وضع القناع عند الخروج من المنزل، لأنه أكثر عرضة للإصابة بانتقال عدوى الفيروس من شخص لآخر، ولا يكون الخروج إلا للضرورة، وتفادي الاحتكاك مع أشخاص يكثرون المكوث خارج المنزل، أو مشتبه فيهم من ذوي المرضى، أو أشخاص قدموا من مناطق انتشر بها الوباء. وجب على مرضى القلب تناول فتامين سي على شكل أدوية، أو فواكه غنية، مثل الحمضيات، تناول مشروبات تقوي المناعة، منها زنجبيل، قرنفل، زعتر و ينسون. واستنشاق بخار ساخن، كما نصح به الأطباء الصنيون، لأنه يقتل الفيروس عندما يكون في الجيوب الأنفية، والمثابرة على تناول الأغدية في وقتها المحدد.