مع الانتشار الواسع لفيروس "كورونا المستجد"، تتسابق المخابر الدولية لاكتشاف مصل أو علاج يقي البشرية من مخاطره. بالمقابل شرع باحثون أيضا في التفتيش في الدفاتر القديمة لدراسة فعالية عقارات وأدوية قديمة، في محاولة منهم لكبح جماح هذه الجائحة التي تحصد مزيدا من الأرواح. وقد شرع الباحثون والأطباء في كل الدول في تجربة أدوية موجودة بالفعل في علاج أمراض أخرى لها فعالية محتملة ضد الوباء، وأخضعوا تلك الأدوية للأبحاث المكثفة. ومن بين أهم تلك الأدوية ثمة ال "كلوركوين" أو ال"هيدروكسي كلوركين" المُستخدم سابقًا في علاج الملاريا وحالياً يستخدم في مرض التهاب المفاصل والذئبة الحمراء. وقد أظهر "كلوركين" نجاحاً، بعدما تمت تجربته على المرضى المصابين بفيروس "كورونا الجديد"، وكان قادراً على تقليل كمية الفيروس وتقليل أعراضه وتوابعه السيئة على المريض. هل يدخل البروفيسور ديدييه راؤول التاريخ؟! نهاية شهر فيفري، استقطب اسم طبيب فرنسي ديدييه راؤول الاهتمام، ليخرج الى دائرة الضوء في الأوساط العلمية والإعلامية، فقد كشف مدير المعهد المتوسطي لمكافحة الأمراض السارية في مدينة مرسيليا، عن وجود حاليا علاج مضاد لفيروس كورونا المتحور "كوفيد 19" اقترحه الصينيون، ويمكن أن يكون فعالا، وهو "كلوروكين"، مشيرا إلى أن هذا الأخير دواء يستعمل منذ وقت طويل لمكافحة الجراثيم داخل الخلايا، والتي تتكاثر في الخلايا مثل سلالة فيروس "كورونا"، لافتا إلى أن الدواء يستعمل منذ 30 سنة، وأن الأطباء يعرفونه جيداً ويعرفون جرعاته وكل شيء عنه.ولقد سبق لراؤول بمعية أحد متعاونيه جون مارك رولان، أن أكد قبل عشر سنوات خلت، أن ال "كلوروكين" ربما يكون دواء المستقبل فيما يخص العدوى الفيروسية، موضحا أن عدد الذين تناولوه يعد بالمليارات، معتبرا أن وظيفة الدواء معروفة بدقة، وأنه ينبغي فقط تعديل مقدار الدواء في كل مرة لكل مريض حتى لا تكون هناك أعراض جانبية، تصريحات الطبيب الفرنسي شكلت فسحة أمل للبشرية. الدول تسارع للشروع في استخدام الدواء بعد إجراء التجارب على عينات من المرضى والنتائج الايجابية المسجلة التي بينت فعاليته، حيث أظهرت الدراسة الفرنسية التي كشف عنها راؤول، شفاء جميع المصابين بكورونا بعد علاجهم على مدى ستة أيام متواصلة بعقار "هيدروكسي كلوروكوين" والمضاد الحيوي "أزيثروميسين" معا، وحينها قامت فرنسا مع بداية مارس بإبلاغ إيطاليا والولايات المتحدة . وشرعت عدد من البلدان في تجريب العقار، حيث أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب موافقة بلاده على استخدام الدواء الشائع الذي كان يستخدم لمكافحة الملاريا وأظهر أملا كبيرًا فى علاج الأشخاص المصابين بفيروس كورونا "كوفيد 19". وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أن "تناول مادتي هيدروكسي كلوروكين وأزيثروميسين معًا، يحمل فرصة حقيقية ليكون أحد أكبر مغيري قواعد اللعبة في تاريخ الطب". ودعا ترامب عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر الجهات المعنية للعمل على هذا الدواء وطرحه في الأسواق فورا لعلاج الناس. وأثبتت الصين أن الكلوروكين فعال ضد "كوفيد 19"، وبالإضافة إلى الصين، تستخدم كوريا الجنوبية وبلجيكا الكلوروكين لعلاج المرضى. المغرب يقتفي الأثر وصانوفي تسخّر كل المخزون ولا يقتصر الأمر على الدول الصناعية والكبرى، فالمغرب كشف على لسان رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، أن جميع الحالات المصابة بالفيروس في بلاده تتلقى العلاج باستعمال دواء يُصنع في البلاد ويستخدم في علاج داء الملاريا. وأعلنت شركة "صانوفي" فرع المغرب، عن تسخير مخزونها لوزارة الصحة المغربية لدواء "نيفاكين" المستخلص أساسا من عقار "الكلوروكين"، الذي انعكس إيجابيا على المصابين بفيروس كورونا". من جانبه، أعلن وزير الصحة التونسي، عبد اللطيف المكي، أن عددا من الأقسام الطبية في تونس، قررت استخدام هذا الدواء لعلاج مرضى فيروس "كورونا المستجد"، كاشفا أن وزارتي الصحة والتعليم العالي والبحث العلمي، رصدتا اعتمادات مالية بقيمة 2.5 مليون دينار لتمويل دراسات وبحوث لاختبارات حول استعمال "كلوروكين" في علاج فيروس كورونا. وبغض النظر عن الجدل الذي أثاره عقار الكلوروكين وفسحة الأمل التي جلبها لشريحة واسعة، فإن دولا عديدة لجأت إليه، وقد أعلنت المنظمة العالمية للصحة عن إدراج الكلوروكين من برنامج التجارب الإيكلينيكية أو السريرية الدولية الرامية إلى إيجاد دواء فاعل ضد الفيروس الزاحف، في وقت فيه كل من إيرانوكوريا الجنوبيةوالصين والعربية استخدامها له أو لمشتق منه هو الهيدروكسي كلوروكين.