زبير قارة ..أصغر حرفي بقسنطينة يتفوق على شيوخ النحاس بغرداية اكتسب مهارة ترويض معدن النحاس عمن سبقوه للحرفة بعائلته و على رأسهم والده، فكان عند حسن ظن عائلته، و نجح في افتكاك الجائزة الأولى بالمهرجان الوطني للمهن التقليدية للشباب بغرداية في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، إنه أصغر حرفي يمثل قسنطينة في هذه التظاهرة قارة زبير الذي زار النصر أمس الأول للحديث عن خبرته المتواضعة في فن الرسم و النقش على النحاس. و قال الحرفي زبير صاحب ال17ربيعا أن تجربته في مجال النقش على النحاس لم تتجاوز السنة الواحدة و مع هذا نجح في منافسة حرفيين أكبر منه خبرة و التفوّق عليهم في أول مسابقة يشارك فيها في مشواره المهني الفتي. و اعترف الحرفي الشاب أنه لم يكن يتوقع هذا النجاح «تفاجأت بالتتويج بالمرتبة الأولى»إشارة إلى العدد المعتبر للحرفيين المشاركين في هذه التظاهرة و الممثلين لأكثر من 26ولاية. و كان الحرفي الصغير قد مثّل ولاية قسنطينة من خلال جمعية «رائدة الصخر العتيق للفنون و إبداعات الشباب» التي منحته فرصة إبراز موهبته و إبداعاته التي اعترف أن الفضل فيما حققه يعود بالدرجة الأولى للوالد الفنان الذي ساعده في وضع تصميم متميّز للتحفة التي شارك بها و التي نالت إعجاب الزوار قبل لجنة التحكيم حيث سجل جناح الجمعية حسبه عددا معتبرا للزوار طيلة أيام التظاهرة، تفنن خلالها أصغر حرفي في نقش رسوماته على قنديل يليق بالمكاتب، محاولا استعادة مكانة تحف النحاس في تزيين المكاتب و ليس المنازل فقط، حيث شارك بمجموعة تحف تزينية مكتبية مبيّنا بذلك بأن النقش على النحاس من أهم الفنون التي لا زالت تحفظ بريقها الخاص رغم طغيان أدوات الاستخدام اليومية المعدنية كالألمنيوم ...و غيرها من المواد التي رغم انتشار استعمالها الواسع بالبيوت لم تفقد منتجات النحاس المزخرفة بالنقوش مكانتها في قلوب الكثيرين ليس فقط في أوساط السكان المحليين بل حتى السياح الأجانب الذين يقبلون بكثرة على الصناعات الشعبية و على رأسها التحف النحاسية. و قال الحرفي قارة زبير بأنه سيواصل ما بدأته عائلته في مجال الحفاظ على التراث التقليدي في ميدان صناعة النحاس، مع إضفاء لمسات عصرية تتماشى و ديكورات اليوم، مثلما فعل خلال المسابقة. و تحدث الحرفي عن الخطوات المتبعة في عملية الزخرفة والنقوش التي تعتمد على أقلام نقش فولاذية معترفا بصعوبة بعضها، لما تتطلبه من دقة و تركيز. و كشف قارة زبير بأنه يعكف حاليا على تصميم تحفة جديدة للمشاركة بها في المسابقة الختامية بالعاصمة معترفا بأن والده يبقى مثاله الأول في هذا المجال، و يحاول التعلم منه قدر المستطاع أسرار هذه الحرفة التقليدية. و من جهته أكد والد زبير بأن أكثر التحف النحاسية المطلوبة بورشته هي الثرية النحاسية التقليدية التي لا زالت تعرف إقبالا كبيرا لا سيما بالعاصمة حسبه.